عروبة الإخباري- ازدانت شوارع العاصمة عمان الخميس بالفرح، ورفع الأعلام، في مشاهد تؤشر الى فخر الأردنيين بما حققته الثورة العربية الكبرى، التي تحتفل المملكة هذا العام بمئويتها، بعد أن حررت الأردنيين والعرب من العبودية والتبعية، على يد مفجرها الشريف الحسين بن علي في العام 1916.
وعلت الأغاني الوطنية، وانطلقت مواكب سيارة من المواطنين في شوارع عديدة بعمان، معاهدين قائد الوطن بالوفاء له ولمبادئ الثورة العربية.
ووزع رجال الأمن على المواطنين الأعلام الأردنية وعلم الثورة العربية الكبرى، اذ توافد آلاف المواطنين أمس إلى حدائق الملكة رانيا العبد الله بمنطقة أم نوارة وحدائق الملك عبد الله الأول وحدائق الملك عبد الله الثاني والساحة الهاشمية، لمتابعة الاحتفال الجماهيري الكبير- احتفال النهضة- عبر شاشات عملاقة، نصبت لهذه الغاية، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بالمناسبة الوطنية، لما تشكله من انعطافة في التاريخ العربي الحديث.
مديرة حدائق الملكة رانيا العبد الله المهندسة غيداء الحديد قالت لـ”الغد” إن “المواطنين بدأوا بالتوافد للحدائق منذ ساعات الصباح الباكر، لمتابعة الاحتفال الوطني، حاملين معهم الأعلام الأردنية والثورة العربية”.
ووصفت الحديد مشهد احتفال المواطنين بـ”أنه يحمل معاني الفخر والاعتزاز والكبرياء بجلالة الملك عبد الله الثاني ومن سبقه من الهاشميين، صناع التاريخ ومخلصي الأمة من التبعية والعبودية”.
يقول الشاب خالد الحنيطي الذي قدم لحدائق الملكة رانيا لمتابعة الاحتفال لـ”الغد” إن “الأردنيين جميعا يشعرون بالعز والفخار وهم يحييون مئوية الثورة العربية الكبرى، التي حررت العرب من براثن العبودية، وجعلت لهم شأنا في مقتبل القرن، ما سمح بأن يكون لهم شأن عظيم فيما بعد”.
ويؤكد عوض الله الجبريني على أن مئوية الثورة “يجب أن تكون حافزا ونبراسا لكل الأردنيين، للعمل ومبادلة الوفاء بالوفاء للهاشميين صناع التاريخ على مر الأزمان”.
ويؤكد راكان العبادي على ضرورة أن يستلهم أبناء الجيل الجديد من الأردنيين، ثوابت الثورة ومبادئها، ويجعلونها نبراس حياة في الدفاع عن وطنهم في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالمملكة في وسط إقليم مضطرب.
واليوم الجمعة، تنظم العاصمة عمان، احتفالا جماهيريا حاشدا في إطار (احتفال النهضة)، بحدائق الحسين بالمناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين جميعا.
ويتصدر الاحتفال، الذي يشهد عرضا للألعاب النارية، استعراض النهضة الذي ينطلق من مجمع الملك الحسين للأعمال وينتهي في حدائق الحسين، ويتضمن عروضا عسكرية مميزة ومواكب استعراضية استنثائية.
وتحيي كوكبة من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأمن العام، استعراضين ثابتين ومراسم تعكس دقة التناسق وحرفية الأداء.
وتقام فعاليات وعروض على مسارح وساحات ومرافق حدائق الحسين، التي سوف تفتح للعائلات والزوار، منذ الساعة العاشرة صباحا وحتى الثامنة والنصف مساء.
ومن ضمن الفعاليات، تنظم عروض فنية لفرق تراثية، ويحيي فنانون أردنيون حفلات غنائية، بينما تشهد سماء عمان عروضا جوية لطائرات عسكرية وصقور الأردن الملكية، وأخرى للملكية الأردنية، عدا عن عزف للطبول واسكتشات من وحي المناسبة الوطنية.
ويتمكن الأطفال وعائلاتهم من الاستمتاع بفقرات متنوعة، بخاصة تلك التي تتضمن عروضا مسرحية، ورسما على الوجوه، فضلا عن توفير مرافق للألعاب.
وفي المسرح الثاني من الحدائق، تقدم فقرات فنية موسيقية، وقصائد شعرية، وعروض للفنون الادائية والرقصات الشعبية.
وإلى جانب الفعاليات الترفيهية المخصصة للشباب، تعرض فقرات قفز بالحبال واللعب بكرات الطلاء والفقاعة والرماية بالأسهم، كما تقدم ألعاب كرنفالية وأخرى تنافسية، تشمل جوائز تقديرية، فضلا عن إقامة عروض للطائرات الورقية، والدراجات الهوائية والزلاجات.
كما اقيم في الحدائق سوق للحرفيات والأعمال اليدوية والمنسوجات والصناعات المحلية، إلى جانب توفير منطقة للمطاعم.
واحتفاء بالمناسبة، دشنت أمانة عمان الكبرى الممر التاريخي للثورة العربية في حدائق الحسين، الذي تقوم فكرته على جدارية تعريفية ضمن مسار تاريخي، تعرض المخزون الحضاري والإرث التاريخي للادرن، ابتداء من العصور الحجرية مروراً بالعصر الحديدي والنحاسي والبرونزي.
وقسمت الجدارية مع الممر المرافق لشرائح ذات أحجام وأطوال مختلفة، تتناسب مع الحقب الزمنية، بحيث تمتد على طول نحو 488 مترا.
وتتوقع الأمانة حضور الاحتفالات نحو نصف مليون مواطن.(الغد)