عروبة الإخباري – ابتدعت الفنانة الاردنية أسماء مصطفى فكرة “استوديو الممثل “، لنقل تجاربها العملية في المسرح إلى أصحاب المواهب الشابة ممن لم تتح لهم الفرصة للدخول الى المعاهد والأقسام الفنية في الجامعات الاكاديمية.
“استوديو الممثل” الذي تطبقه الفنانة مصطفى لأول مرة في الأردن، يقدم الجانب العملي بشكل أكبر من النظري، ويعتبر فرصة أمام بعض الشباب، الذين يمتلكون الموهبة أو لديهم الرغبة في تطوير امكاناتهم الفنية ليصبحوا ممثلين محترفين حيث يختبر المتدرب جسده وذهنه ضمن تدريبات ذات علاقة بتقنية الجسد والصوت، ويتعايش فيها مع هذا المفهوم لتطوير ادواته الفنية والمهنية.
وعملت أسماء مصطفى على فكرة المشروع منذ خمسة أعوام، منذ أن بدأت بورشات تدريبية سواء في الاردن أو خارجها في تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، وتدربت هناك على تكوين الممثل، ووجدت من خلال التطبيق العملي أن الممثل يحتاج إلى تطوير ادواته ومنحه فرصة أكبر للتطبيقات العملية،لأن المناهج النظرية التي تدرس لم يطرأ عليها تغيير أو تجديد في ظل التطور التكنولوجي والتقني للمسرح في العالم،” ومن هنا وجب على الممثل والمخرج والكاتب أن يطور مفهوم جديد وهو ممثل العصر الجديد،بحيث يتسلح ويهيء ذهنه وجسده للكثير من التدريبات الذهنيه والجسدية لمواكبة التطور”، وفق ما تقول.
وتجد أن التراجع الفني يحتم على الفنانين وأصحاب الخبرة بالذات مواكبة التطور والتقدم في العمليات الفنية التي من شأنها أن تبهر وتؤثر على المتلقي.
وتشير الى الحقول التي يتعايش فيها الممثل مع الاستوديو، وهي مصادر الطاقة الكامنة في الشخص لازالة التوتر ومعرفة مكامن القوة والضعف لدى الشخص ،والعمل على تهيئة الممثل من حيث معرفته العملية والعلمية لمثلث الابداع روحيا وذهنيا وجسديا،ليهيء جسده وذهنه لأي تدريبات والإسترخاء وبناء الشخصية وكيفية التعامل معها والتخيل والارتجال وتنمية القدرة على التخيل، والتركيز والسيطرة على الجسد، وكيفية استخدام التنفس، وتحسين النطق ، ومخارج الحروف من أجل بناء الشخصية، وتنمية مهارات الاتصال، ومعلومات علمية عن مناهج ومدارس التمثيل، والتركيز على روح الهواية بأدوات احترافية، والفروق التقنية بين التلفزة والسينما والمسرح .
من خلال الاستديو ،كما تقول مصطفى ، يتم الكشف عن المواهب الشابة ورفدها إلي الساحة الفنية،لانها تكون خضعت لاختبارات في الجوانب الجسدية والروحية والذهنية ولتطبيقات عملية باسلوب فني وتقني مختلف يرتقي بالذائقة الجمالية.
استفادت مصطفى التي تتولى الاشراف على “استوديو الممثل ” من تجربتها في المسرح والتلفاز والدبلاج التي امتدت على مدى خمسة وعشرين عاما،حيث تقوم بعملية التدريب ضمن فريق متخصص ومحترف ،بالتعاون مع مركز ستار للتدريب الاعلامي وغيرها من المراكز مثل مركز زين الدولي للتدريب الاعلامي.
تأمل مصطفى أن ينعكس هذا المشروع على الحركة الفنية في الاردن بشكل ايجابي ،لا سيما أن أكثر المنتسبين للاستوديو هم من المواهب الشابة،التي لديها الرغبة في تطوير مهاراتها وادواتها أو الأشخاص الذين لديهم موهبة ولم تسعفهم الظروف سواء المادية أو الاجتماعية في الانتساب مثلا الى الاكاديميات أو المعاهد التي تدرس الفن.
بعد انتهاء فترة التدريبات يقوم المتدرب بتنفيذ عمل مسرحي وعرضه أمام الجمهور،”وهي فرصة له لتسهيل دخوله الى المحطات وشركات الانتاج، وخاصة ان المخرجين عندما يبحثون عن وجوه جديدة للعمل في أي مجال أو حقل فني سواء أكان في المسرح أو التلفاز أو السينما أو الاعلانات، يختارون من يمتلكون المبادئ والأسس العملية والفنية والذائقة الجمالية والفنية “بحسب مصطفى.
وتسترجع مصطفى التجارب الفنية الناجحة لاستوديو الممثل في أمريكا وبريطانيا وفرنسا،إذ أن أول من أسس استوديو ونظر له هو ستانسلافسكي في روسيا، ويعد من أهم المخرجين والممثلين، وهناك أيضا نجوم من هوليوود وهو السينمائي الامريكي اليوناني اليا كازان وستراس بيرغ، وهو مكتشف ومدرب العديد من نجوم السينما العالمية من بينهم مارلون براندوا، وال بتشينو، وروبيرت دينيرو، وميرل ستريب ، وجاك نيكلسون حيث عملوا في الاستديو،كما اطلق على استوديو الممثل المدرسة الاسلوبيه في الاداء، التي تحث وتعلم الممثل الاعتماد على نفسه، كمصدر أساس في التقمص والأداء بدرجة أكثر مما هو مكتوب في السيناريو أو من توجيهات المخرج ذاته.
ولا تنكر وجود تجارب ناجحة أيضا في بلدان عربية ،مثل مصر إذ عمل الفنان محمد صبحي في اطار الاستوديو،وكذلك الاستوديو الذي يشرف عليه المخرج خالد جلال بالتعاون مع مركز الابداع في مصر.
والفنانة أسماء مصطفى فنانة تحترف المجال المسرحي،قدمت العشرات من المسرحيات وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة دور ثاني في مهرجان المسرح الاردني السادس 1996 في مسرحية “كأنك يا بو زيد” ، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الرقة الآول 2006 عن دورها في مسرحية “يا مسافر وحدك” ، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان المسرح الاردني السادس عشر 2009 عن دورها في مسرحية “صباح ومسا” .