الإعلام وأبعاده الإنسانية/ جهاد الخازن

أحضر توزيع جوائز الصحافة العربية في دبي منذ الدورة الأولى في السنة ألفين، وسأكون هناك السنة المقبلة وبعدها بإذن الله. كل سنة تزيد على سابقتها، ولا أقول أفضل، فالدورات يبني اللاحق منها على السابق، وكان شعار دورة 2016 «الإعلام… أبعاد إنسانية».

الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي، يدعم جهد منتدى الإعلام العربي ورئيسة النادي الأخت منى المري والشباب والشابات العاملين معها ويشجّع وينصح ويوجّه. هو تحدث عن الأمم الحيّة التي لا تيأس ولا تهرب من التحديات، ودعا إلى سياج من القيَم والأخلاق والمعرفة لحماية الشباب من قوى التطرف والظلام، كما طالب الإعلام بإذكاء الإيجابية في الشباب.

الأميرة هيا بنت الحسين افتتحت دورة هذه السنة وشددت على أهمية الجانب الإنساني في الإعلام، كما نوَّهت بدور الإمارات العربية المتحدة في الانتصار للفلسطينيين في غزة خلال حرب صيف 2014، واستعادت ذكرى قصف إسرائيل مستشفى لجأ إليه الناس طلباً للأمان. وأعجبني طلبها رفع القيود عن الإعلام في نطاق القانون.

كنت أنظر إليها وأسترجع ذكرياتي مع الملك حسين منذ 1971 وحتى وفاته. كان صديقاً وفياً كلفني مهماتٍ، وتمنيت لو أنني لم أره وهو يصارع المرض في الأشهر الأخيرة من حياته، فقد كنت أفضل أن أذكره شاباً مفتول العضلات في صورة لي معه عليها إهداء رقيق بخط يده.

الأخ ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الأردن، تحدث في الافتتاح، وقال أن شعار الدورة أساسي عندما ننظر إلى صراعات دموية في منطقتنا وأزمات واصطفاف سياسي. قال أن الأمة تمر بواحدة من أصعب مراحلها، حيث تتشابك الاستحقاقات وتتبدل الأولويات، وأكد أن الأردن سينتصر دائماً للقضية الفلسطينية ودولة مستقلة (في بعض فلسطين).

الأخت منى المري تحدثت كيف أنجزت الإمارات مشاريع اعتبرها بعضٌ أحلاماً، وأشارت إلى العمل على «حكومة المستقبل» ومرحلة عنوانها الابتكار، وكان رأيها أن خدمة الإنسانية أسمى غاية. أقول أن دبي تستعد لاستضافة أكسبو 2020، وأن السيولة المحلية بلغت 1.219 تريليون درهم، وأن طيران الإمارات سجل ربحاً قياسياً بلغ 8.2 بليون درهم في السنة المالية 2015 – 2016 (السنة المالية عادة تنتهي في نيسان – أبريل).

الدورة الخامسة عشرة استمرت يومين ووزعت جوائز الصحافة في اليوم الثاني منها، وكان لي نصيبي منها قبل سنوات. كان الفائزون هذه السنة من الخليج حتى المغرب العربي، مروراً بمصر وغيرها، واليومان شهدا جلسات كثيرة عالجت مواضيع من نوع «الإنسانية في مواجهة الإرهاب» و «على خطى الإنسانية»، و «ما نوع الأخبار التي نريدها في المستقبل» و «السعادة كما نراها»، وجلسات عمل كثيرة، انتهاء بتوزيع جوائز الصحافة وهذا موضوع نشرت عنه جريدتنا تفاصيل وافية.

بدأت بالشيخ محمد بن راشد وأختتم به فقد نشرت له الصحف «قصيدة إلى أمتي»، وكانت صادمة حتى الإيلام. مطلعها:

كفكف دموعك أيها المشتاق/ فلكل وجدٍ لو علمت مذاق

وفيها:

أوّاه ما هذا الذي في أمتي/ قد حلّ حتى اسودت الآفاق

أنّى ألتفت فإن ثمة غيْلة/ ودماً يراق ونكبة وشقاق.

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري