عروبة الإخباري – ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية استضاف منتدى الفكر العربي في مقرّه مساء الأربعاء 11/5/2016 محاضرة سفير إسبانيا لدى الأردن السيد سانتياغو كاباناس آنسورينا، بعنوان ” العلاقات الإسبانية العربية: الصداقة الإسبانية الأردنية نموذجاً”، وأدار اللقاء د. محمد أبو حمور الأمين العام للمنتدى.
محاضرة السفير الإسباني السيد سانتياغو كاباناس آنسورينا (أهم النقاط)
تناول السفير الإسباني في محاضرته مصادر العلاقات الإسبانية العربية؛ مشيراً إلى التراث الحضاري العربي في الأندلس، وما أعقب ذلك من توحيد الممالك الإسبانية، والأبعاد الدائمة للسياسة الخارجية الإسبانية.
واستعرض تاريخ هذه العلاقات ابتداءً من العصور الوسطى حتى القرن الثامن عشر، والوجود الإسباني في شمالي إفريقيا، وتطرق إلى صورة العلاقات في عهد الجنرال فرانكو، ومن ثم التحول إلى الديمقراطية، وركّز على العلاقات بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي من جهة والعالم العربي من جهة أخرى منذ عام 1986 حتى اليوم.
وضمن منظور العلاقات الإسبانية العربية، تحدث حول العلاقة المتميزة مع الأردن، وأسس الصداقة التاريخية بين البلدين، من حيث الاستناد إلى التجربة الحضارية المشتركة في الأندلس، والمقارنة في تجربة الاستقلال والنضال لكسر العزلة والانفتاح على العالم في الأردن وإسبانيا، وكذلك العلاقات الوثيقة التي تربط ما بين العائلتين المالكتين والشعبين الصديقين.
واعتبر السفير سانتياغو كاباناس آنسورينا أن العلاقات الثنائية بين الأردن وإسبانيا تستمد متانتها من حالة البُعد الشعبي للصداقة بينهما والتعاطف المتبادل، وتعبِّر عنها مؤشرات حيوية في العلاقات، وخاصة فيما يتعلق بالتعاون الثقافي، ونمو أرقام التجارة، وتأشيرات الدخول … وغيرها من المؤشرات.
كلمة د. محمد أبو حمور
في كلمته التقديمية، أشار د. أبو حمور إلى العلاقات التاريخية والحضارية العميقة التي تربط بين إسبانيا والوطن العربي؛ ومساهمة تراثهما المشترك في إغناء الحضارة الإنسانية، وتأكيد قيم الحوار والتفاهم في إقامة نموذج جيد لعلاقات الجوار في السياق الدولي. وقال: إن الاعتزاز المشترك للعرب والإسبان بالمساهمة في الحضارة والفكر، أسَّس لاحترام متبادل بين الجانبين، والتقاء في كثير من المواقف المعتدلة التي تخدم مصالح شعوبهما، وتعزز السلم والاستقرار في الإقليم المتوسطي والعالم.
كما أكد د. أبو حمور أن العلاقات المتميزة بين الأردن وإسبانيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، اتسمت بالحيوية والتفاعل في مختلف مراحلها منذ نهاية الأربعينات عندما قام المغفور له جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين بزيارة إسبانيا، وكانت من أوائل الدول الأوروبية التي زارها بعد استقلال الأردن عام 1946. يضاف إلى ذلك العلاقات الوثيقة التي تجمع بين العائلتين المالكتين وعلاقات الصداقة بين شعبي البلدين.
وقال إن التعاون الأردني الإسباني له بُعد إقليمي مهم في قضايا السلم والتنمية في المنطقة، وفي المسائل المتعلقة بالحوار والشراكة المتوسطية، والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والرؤى المشتركة لأهداف الألفية الثالثة، ومعالجة القضايا الإنسانية، وإصلاح الأمم المتحدة. وأضاف: أن النظرة الإيجابية للإصلاحات في الأردن من جانب إسبانيا والاتحاد الأوروبي، منحت دعماً طيباً لهذه الجهود بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين؛ مشيراً إلى أن الأردن ينظر إلى جهود إسبانيا الإصلاحية بعد الأزمة الاقتصادية العالمية مؤخراً بكثير من التقدير والاهتمام، نظراً لعضوية إسبانيا الفاعلة في الاتحاد الأوروبي، ومكانتها الاقتصادية بين دول هذا الاتحاد، فضلاً عن مكانتها في مجال الاستثمار عالمياً؛ داعياً إلى الاستفادة من التجربة الاقتصادية الإسبانية في الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وخططها في الحد من البطالة وتوفير فرص العمل.
وأوضح د. أبو حمور أهمية الشراكة الاقتصادية بين الأردن وأسبانيا، ولا سيما في حقول التجارة والسياحة والاستثمار، وما يربط بينهما من اتفاقيات وبرامج مشتركة في هذا الصدد. كما أشاد بالتعاون على صعيد الثقافة والتعليم بين البلدين؛ داعياً إلى مزيد من الجهود لتوثيق علاقات التقارب الثقافية العربية الإسبانية وتبادل ترجمة الأعمال الإبداعية. وأشار إلى أن منتدى الفكر العربي كان أول مؤسسة فكرية عربية بادرت بتوجيه من رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال إلى التأسيس للحوار العربي –الإيبيري- الأمريكي اللاتيني منذ أكثر من ربع قرن. كما أن المنتدى يعد لإقامةمؤتمر علمي يهدف إلى تأصيل تجربة بناء التراث الحضاري المشترك في الأندلس وفوائدها في قضايا الحوار والتنوع الفكري المعاصرة، مشيراً إلى ندوتين سابقتين حول الفكر الأندلسي وحوار الثقافات، شارك المنتدى في تنظيمهما بالتعاون مع مؤسسة ابن الخطيب المغربية ومؤسسة براديكما الإسبانية في فاس 2013 وقرطبة 2014. وأعلن أن المنتدى سيستضيف في الشهر الحالي لقاءًامع المستشرق الإسباني المعروف خوسيه ميغيل بويرتا للحديث عن موسوعة مكتبة الأندلس والإنتاج الغرناطي الجديد في الدراسات الأندلسية.