عروبة الإخباري – استعاد فريق النادي الأهلي شبابه، عندما خطف لقب بطولة كأس الأردن المناصير لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن حقق فوزا مستحقا أمس، على نظيره فريق شباب الأردن بهدف دون مقابل سجله المدافع دينيس، في المباراة النهائية للنسخة السادسة والثلاثين للبطولة.
فريق الأهلي الذي الذي احتضن الكأس بشوق بعد غياب لفترة طويلة عن الألقاب، تسلح بجمهور كبير وهو يواجه خصمه على ستاد عمان الدولي، قدم عرضا جيدا، وهو يظهر في المشهد الختامي لبطولة الكأس للمرة الثالثة، فاستحق لقبا جديدا أعاد إلى الأذهان تاريخ النادي العريق، والألقاب التي زين بها خزائنه، والتي كان آخرها لقب بطولة الدوري عام 1979.
بدوره لم يفلح فريق شباب الأردن في نيل اللقب الثالث بعد لقبي موسمي 2005-2006 و2006-2007 وهو الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة خمس مرات في تاريخه.
وفي ختام المباراة والموسم بصورة عامة، جرت مراسم التتويج في أرض الملعب، حيث قام مندوب مجموعة المناصير ياسر العبداللات بتسليم كأس الأردن لكابتن الأهلي يزن دهشان وتولى نائب رئيس الهيئة التنفيذية المهندس صلاح صبرة والعضو في الهيئة سمير منصور بتوزيع الميداليات على الفريقين.
الأهلي 1 شباب الأردن 0
امتد الفريقان بصورة حماسية وجيدة نحو المواقع الأمامية بغية المبادرة في تشكيل ثقل على الخط الدفاعي للخصم، والتسبب في إحداث ضغط يسمح في استثمار بعض التمريرات وتحويلها لكرات خطيرة على مرمى العمايرة وخاطر.
ألعاب شباب الأردن تركزت حول محور الوسط بقيادة محمد خير ومن أمامه محمد الرازم وبلال قويدر والأخير تحرك بصورة أمامية لمساندة يوسف النبر في المقدمة مع تحرك الفريق في الهجمات السريعة، بينما شكلت انطلاقات احمد العيساوي وخالد أبو رياش في الركنين الأيمن والأيسر عاملا مكملا لانطلاقات شباب الأردن، والتي شهدت تعاملا حازما من ركنية الأهلي يزن ثلجي ومحمد علاونة.
على الجهة المقابلة حاول رجال الأهلي امتصاص البداية السريعة للشباب، فنظم هجماته بدءا من الخط الخلفي عبر قلبي الدفاع احمد الزغير ودينيس، مع تحركات مساندة نوعية لمحمد عاصي ومحمد سلو على الأطراف، وجاءت تحركات لاعب الارتكاز سليم عبيد لاستلام الكرة بعرض الملعب بهدف نقل الكرة من الجانب الدفاعي للمواقع الأمامية عن طريق يزن دهشان ومحمد مرضي في العمق، وتمويل العلاونة وثلجي بالكرات الطويلة والاختراقات الجانبية التي أرهقت دفاع الأهلي بصورة واضحة، ما تطلب توجيهات مستمرة من أحمد ياسر وإبراهيم عبدة للقيام بعملية التغطية أولا بأول.
هذا الأداء المتوازن من الفريقين لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى الفريقين حتى انتصاف الشوط الأول، قبل أن تشهد مجريات اللقاء تحولا ذكيا من قبل الأهلي الذي لجأ إلى أسلوب الكرات القصيرة والتحرك السريع مع تبادل المراكز على الأطراف وتحديدا من الجهة اليمنى التي شهدت ولادة الهدف الأول للأهلي عندما نفذ يزن ثلجي ركنية نموذجية داخل المنطقة تجاوزت لاعبي الفريقين، لتجد المتحفز مدافع الأهلي المحترف دينيس الذي لم يتردد عن دكها في الشباك الهدف الأول في الدقيقة 28.
الهدف لم يحرك صفوف شباب الأردن نحو تعديل النهج الهجومي، بل بدت علامات التوتر على بعض اللاعبين، خاصة في الخط الأمامي الذي شهد حصارا شديدا على تحركات يوسف النبر من قبل الزغير ودينيس، رغم محاولات بلال قويدر لفك هذا الحصار عبر تحركاته العرضية، لكن الاسناد من العمق بقي على حاله بتمريرات خجولة من محمد خير والرازم، فانحصر اللعب في الدقائق الأخيرة وسط الميدان دون مشاهد خطورة باستثناء تسديدتين لخالد أبو رياش تعامل معهما حارس الأهلي محمد خاطر بحضور تام، فانتهى الشوط بهدف وحيد للأهلي.
لا تعديل
استهل الأهلي الشوط الثاني ببداية قوية أفلت فيها يزن ثلجي من الجهة اليسرى وعكس كرة بالمقاس على رأس ماركوس ولامست ابراهيم عبدة لتخرج إلى ركنية، ومعها توالت محاولات الفريق الهجومية لكنها لم تجد متابعة جادة داخل المنطقة، أمام جدية تعامل ابراهيم عبدة واحمد ياسر مع تحركات ماركوس.
أمام هذا الأداء استعان مدرب شباب الأردن بورقة لقمان عزيز بديلا لخالد أبو رياش لتعزيز منطقة الوسط وإمداد المنطقة الأمامية التي عانى منها يوسف النبر لتواجده وحيدا، في الوقت الذي حاول فيه الرازم ومحمد خير وقويدر البحث عن منافذ جديدة لبلوغ مرمى محمد خاطر، لكن المساحات التي تركها لاعبو الأهلي بدت محدودة، بفضل الاغلاق الجيد لسليم عبيد والزغير ودينيس في العمق، والاسناد المحكم لمحمد عاصي ومحمد سلو على الأطراف، ومع الدفع بورقة عبدالله العطار ومحمد العملة حاول الشباب مواصلة التقدم والسيطرة على العمق والمقدمة، قابله الأهلي بورقتي سمير رجا وركان الخالدي، ما عزز من العمليات في وسط الميدان، لكنها بقيت غائبة عن ساحة المتابعة في المناطق الأمامية، ورغم النشاط الملحوظ لشباب الأردن الذي استثمر تراجع لاعبي الأهلي، فضغط بقوة من مختلف المحاور، وسط إصرار أهلاوي للمحافظة على الفوز وتحقيق اللقب الثمين، لتنتهي المباراة بفوز مستحق للأهلي بهدف دون مقابل لشباب الأردن.
المباراة في سطور
النتيجة: فوز الأهلي على شباب الأردن 1-0
الأهداف: دينيس د28 (الأهلي)
الملعب: ستاد عمان الدولي
الجمهور: 4 آلاف مشجع
الحكام: مراد الزواهرة واحمد مؤنس ووليد أبو حشيش واحمد يعقوب.
العقوبات: يوسف النبر وموسى الزعبي وطرد إبراهيم عبدة لنيله الانذار الثاني (شباب الأردن)، محمد العلاونة (الاهلي).
مثل الأهلي: محمد خاطر، محمد سلو، دينيس، احمد الزغير، محمد عاصي (محمد الحسنات)، سليم عبيد، يزن دهشان، ماركوس، يزن ثلجي (سمير رجا)، محمد العلاونة، ومحمد المرضي (ركان الخالدي).
مثل شباب الأردن: لؤي العمايرة، عدي زهران، ابراهيم عبدة، احمد قعقور، موسى الزعبي، خالد أبو رياش (لقمان عزيز)، محمد خير، محمد الرازم (عبدالله العطار)، أحمد العيساوي، يوسف النبر، وبلال قويدر.
شذرات من المباراة
– عدد كبير من جمهور النادي الأهلي حضر إلى الملعب لمؤازرة فريقه بما في ذلك العنصر النسوي في مشهد أهلاوي غاب طويلا.
– ترتيبات جيدة اتخذها اتحاد كرة القدم للمشهد الختامي للبطولة.
– عدد بسيط من قوات الدرك/ وحدة أمن الملاعب، تواجدت في الملعب.
– شكل جمهور النادي الأهلي لوحات جميلة وتفاعل مع الموسيقات والأغاني الشركسية في الدرجة الثالثة للملعب.
– حضر اللقاء رئيسا الناديين سعيد شقم وسليم خير وأعضاء مجلسي الإدارة في الناديين.
– رافق عدد من اللاعبين الواعدين نجوم الفريقين لدى دخول أرض الملعب.
– مراسم المباراة الختامية بدأت بعزف السلام الملكي والتعريف عن اللاعبين.
– كوكبة من نجوم فريق الأهلي أيام الزمن الجميل حضروا اللقاء.
– أبدى رئيس نادي شباب الأردن سليم خير رضاه عن نتائج فريقه في الدوري والكأس مقارنة مع الامكانيات المادية التي أنفقها النادي.
– لاعبو الأهلي حملوا مدربهم السوري ماهر البحري على الأعناق بعد فرحة غامرة امتدت حتى بيادر الأهلي.