الطيراوي: الرئيس الفلسطيني القادم إما أن يكون قائد ثورة أو عميلا

عروبة الإخباري-  في تصريحات شملت مواضيع سياسية مهمة وحملت مضامين «غير معتادة» من قادة حركة فتح، تطرق اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية للحركة، إلى ملف «الرئيس القادم» خلفا للرئيس محمود عباس (أبو مازن). وقال بشكل مباشر إن هذا الرئيس «إما أن يكون قائد ثورة أو عميلا»، وإنه يمكن أن يكون من خارج حركة فتح.

وفي مقابلة مع فضائية «عودة» التابعة لحركة فتح، قدم اللواء الطيراوي إجابات جديدة عن مستقبل العمل السياسي الفلسطيني، وعن المكان الذي من المحتمل أن يخرج منه الرئيس القادم للشعب الفلسطيني. ووافق اللواء الطيراوي على نشر المقابلة في «القدس العربي».

وفي حديثه عن خليفة أبو مازن في رئاسة السلطة وحركة فتح، قدم الطيراوي إجابة غير متوقعة، في ظل ما تشهده المنطقة وكذلك الملف السياسي الفلسطيني من أحداث، أبرزها التراجع الإسرائيلي عن تطبيق بنود اتفاقيات السلام، فقال «لن يكون هناك رئيس قادم بعد أبو مازن»، وكان يقصد المفهوم الحالي لمعنى رئيس. وأضاف «الرئيس القادم إما يكون قائد ثورة فلسطينية، أو أن يكون على طريقة روابط القرى، وهذا لن يعيش ولن يدوم». واستطرد قائلا إن الرئيس القادم، وحتى يكون قائد ثورة «يجب أن تتهيأ الظروف لهذه الثورة»، مؤكدا أن ظروف الثورة غير متوفرة. ورغم ذلك قال إن «حركة فتح ستكون قادرة على تجاوز هذه الوضع» مؤكدا أن حركة فتح «لن تتفسخ».

وبذلك كان يرد على إدعاءات بأن فتح ستشهد خلافات حادة في المرحلة التي ستخلف الرئيس عباس. وقال «بعد الرئيس الراحل ياسر عرفات «أبو عمار» أجريت دراسات عالمية تروج إلى أن حركة فتح «ستتفسخ»، والآن يروج لذلك لما بعد محمود عباس».

وفي تصريحاته أثار الطيراوي ملف خلافة الرئيس، والشخص المتوقع أن يحل مكانه، وقال أن الرئيس القادم «قد يكون من حركة فتح أو من غيرها»، وبذلك يفتح المجال أمام قيادات فلسطينية من خارج الحركة للترشح لهذا المنصب الذي ظلت فتح تحافظ عليه منذ قيام السلطة حتى اللحظة، إضافة إلى محافظتها على منصب رئاسة المنظمة منذ دخولها فيها. لكنه قال إن فتح سترشح أحدا لمنصب الرئيس.

وفي شرحه لكيفية اختيار رئيس من حركة فتح، حال قررت الحركة أن يكون الرئيس من صفوفها قال «في حركة فتح الأمور منوطة بالاتفاق داخل قيادة الحركة، وما سيتم الاتفاق عليه سيجد إجماعا».

وأشار إلى أن عدد أعضاء اللجنة المركزية بعد وفاة عثمان أبو غربية أصبح 22 عضوا منهم مروان البرغوثي الأسير في سجون إسرائيل، فيبقى للتصويت 21 منهم . وحسب ما أكد الطيراوي فإن 10 أعلنوا رسميا أنهم لن يترشحوا لخلافة الرئيس. وأضاف «ويمكن خمسة أو ستة آخرون لن يترشحوا». وتابع «بالتالي يبقى العدد محصورا بقليل من الأشخاص، وما سيتم انتخابه سنجمع عليه وسنؤدي له التحية، بعض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا الشخص». وشدد اللواء على أن فتح «لن تذهب إلى اقتتال داخلي». وعاد وقال إن اللجنة المركزية ستنتخب من يخلف الرئيس أبو مازن سواء من بين أعضائها أو من خارجها، وقد يكون شخصا من المجلس الثوري أو الأسرى، أو حتى من خارج الإطار. وأضاف «عندما يتم طرح هذا الموضوع سنذهب إلى الاختيار المناسب». لكنه أكد أن الملف غير مطروح الآن.

وكان ملف خلافة الرئيس عباس، قد طرح في السابق وجرت توقعات بأن يتم اختيار نائبا للرئيس، غير أن ذلك لم يتم، حيث يتطلب المنصب الجديد بسن قانون من المجلس التشريعي، أو مرسوم رئاسي في ظل تعطيل المجلس، وهو ما لم يتم حتى اللحظة.

وكانت اللجنة المركزية لفتح اختارت الرئيس عباس، بعد وفاة الرئيس عرفات، لقيادة السلطة وحركة فتح ومنظمة التحرير.

وتحدث الطيراوي في ملفات عدة منها اجتماع القيادة الفلسطينية القادم لبحث الوضع السياسي بعد إعلان إسرائيل رفض المبادرة الفرنسية، إضافة إلى تمرير مشروع قرار في الكنيست، لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل قريبا.

وقال إن هذا غير مستغرب على حكومة الاحتلال، لافتا إلى أن إسرائيل تتحرك بقوة وغطرسة لضم الضفة وقمع الشعب الفلسطيني لسببين أساسيين أولهما «ضعف البعد العربي»، حيث كان هناك اعتماد على قوة العرب وعلاقاتهم الدولية للضغط على الاحتلال، وان الأمر أصبح الآن مغاير في ظل الضعف العربي، مشيرا إلى أن التأييد للقضية الفلسطينية في ظل الواقع الجديد «معنوي أكثر منه مادي».

أما السبب الثاني فقال إنه يتمثل في الوضع الدولي، مشيرا إلى أن الدول الغربية وأمريكا تصرح أنها ضد الاستيطان، لكن الأوروبيين والأمريكان «لا يخرجون عن مستوى التصريحات لمستوى الفعل للضغط على إسرائيل لوقف كل الممارسات التي تقوم بها». كذلك أشار الطيراوي إلى أن الوضع الفلسطيني الذي يشهد انقساما سياسيا واضحا، له أثر كبير. وأكد على ضرورة عـــودة الوحدة، وقال إن فتح مستعدة لإعادة الوحدة حتى لو على حســـاباتها، وطـــالب في الوقت ذاته الفصائل بإنهاء حالة الترهل، لاستنهاض التنظيمات والحركات، وأولها حركة فتح.

وأكد على ضرورة إعادة الوضع لمنظمة التحرير، من خلال عقد جلسة للمجلس الوطني لتجديد المنظمة لتكون قادرة على القيام بالفعل.

كما دعا لبناء إستراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال، واختيار الأسلوب المناسب للمقاومة، وهي «المقاومة الشعبية الفلسطينية».

ووجه خلال تصريحاته انتقادات لحركة حماس، وقال إن سيطرتها على غزة «لم تكن أن تتم إلا بموافقة إسرائيل»، وقال إنها أيضا تعمل على محاولة السيطرة على الضفة، بأسلوب مختلف عما حصل في غزة، لكنه أكد أن حماس «لن تستطيع السيطرة على الضفة».

وخلال تصريحاته أيضا قال الطيراوي إن فتح لا تقارن بين حماس وإسرائيل، مضيفا «حماس أهلنا وشعبنا وأخوتنا وخصومنا السياسيون، نتخاصم معهم ولا نتقاتل معهم ولا نتحارب معهم، لأنهم ليسوا أعداءنا، وأعداؤنا الوحيدون إسرائيل».

وبخصوص الملف البارز الذي أثارته حماس مؤخرا في قطاع غزة، حول قيامه بتشكيل مجموعة في قطاع غزة لتنفيذ عمليات اغتيال في صفوف قادة فتح، أعاد تصريحه السابق بالقول إن «الدم الفلسطيني» عنده محرم، «إلا على عملاء إسرائيل».

ونفى بشدة ما نسب إليه من تهم نشرتها تقارير صحافية، حول وضعه مخطط اغتيالات لقادة من حركة فتح بغزة، وأضاف «لا أريد الرد عليهم، واكتفي بما صدر عني في تصرح».

وقال الطيراوي «في هذا الوقت تستطيع أن تغتال سمعة أي واحد، ولكن أقول لأهلنا في غزة سأبقى الحضن الدافئ لكم في الضفة»، لافتا إلى أنه تواصل مع كل من وردت أسماؤهم وفق المخطط، وهم أحمد نصر ومأمون سويدان وجمال كايد وعماد الأغا، وأبلغهم بأن هذه إشاعات، وأن موقفهم كان «وطنيا فلسطينيا». وتابع «هذه ليست شيمتي، عندما أقاتل أحدا أقاتله وجها لوجه، ولا أقاتله من وراء الظهر».(القدس العربي)

Related posts

وفاة الشاب علاء عطا الله خيري، نجل سفير فلسطين في الأردن

الاحتلال الصهيوني يقتحم مراكز الإيواء في بيت حانون بعد إدخال شاحنتي مساعدات الاثنين

البنك العربي الراعي البلاتيني للجمعية العامة السابعة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي