عروبة الإخبار ي- رغم التوقعات بأن انتخابات نقابة الأطباء، الجمعة، ستكون حامية الوطيس، إلا أن مراقبين يؤكدون أن معالم هذه الجولة الجديدة من الانتخابات ما يزال يشوبها الغموض حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بالمرشح الأوفر حظا بالفوز بمنصب النقيب أو من هي القائمة التي سيكون لها نصيب الأسد بأعضاء المجلس.
ويعزو المراقبون صعوبة التكهن بانتخابات اليوم إلى الانشقاق الحاصل في القائمة الخضراء، والتي لم تفلح المساعي في رأب صدعه. فضلاً عن أن التيار الإسلامي فضل عدم تسمية قائمة بيضاء هذه المرة، في ظل تزايد عدد المرشحين لمنصب النقيب.
ويتوجه اليوم ما يزيد على 11 ألف طبيب وطبيبة من المسددين لاشتراكاتهم السنوية والتزاماتهم المالية للنقابة، نحو صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في انتخابات مجلس نقابتهم للدورة 32 التي تمتد لثلاثة أعوام.
وتحتضن فروع النقابة في عمان وإربد ومادبا والزرقاء والسلط والكرك ومعان والعقبة، صناديق الاقتراع، التي ستفتح بإشراف لجنة الانتخابات والتي يرأسها ممدوح العبادي عند الثامنة صباحا وتقفل عند الثامنة مساء.
وتتنافس بهذه الانتخابات، 6 قوائم، الأولى: التجمع النقابي المهني (القائمة الخضراء) – قوميين ويساريين ومستقلين – برئاسة أمجد عبيدات، والثانية: التجمع الديمقراطي النقابي (الخضراء الموحدة) – قوميين ويساريين ومستقلين – برئاسة أحمد فاخر.
أما القائمة الثالثة: المشاركة والتغيير (قمة) – إسلاميين ومستقلين – برئاسة علي العبوس، الرابعة: ائتلاف القوى النقابية المستقلة وضمت سبعة مرشحين لعضوية مجلس النقابة.
والخامسة: القائمة الشبابية، والسادسة: التيار النقابي المستقل برئاسة فريد المومني، إضافة الى المرشح المستقل حيدر المدني.
فيما يبلغ عدد المرشحين لعضوية مجلس النقابة 58 مرشحا موزعين على القوائم وآخرين بشكل مستقل.
وتقوم لجنة الانتخابات بفرز البطاقات الخاصة بالنقيب يدوياً في كل مراكز الاقتراع، فيما سيتم فرز أعضاء المجلس إلكترونياً في (عمان، اربد، الزرقاء، مادبا، السلط) وذلك في مركز النقابة الرئيس بالعاصمة. أما في الكرك ومعان والعقبة فسيتم الفرز في مراكز الاقتراع بشكل يدوي.
وكانت القائمة الخضراء، التي تسيطر على مجلس النقابة منذ دورات عدة مضت، عقدت لقاء انتخابيا اكد خلالها مرشحها لمركز النقيب عبيدات ضرورة حسن سير الانتخابات بعيدا عن التشنج والتوتر خلال الانتخابات.
وعرضت القائمة برنامجها الانتخابي والذي اكد ان حاجة سوق العمل للاطباء تفوق عدد الاطباء الخريجين، وان البطالة في صفوف الاطباء غير حقيقية، ويمكن حلها من خلال رؤية وطنية موضوعية وعلمية توازن بين حاجة السوق وعدد الخريجين بحيث لا يكون هناك طبيب عاطل عن العمل.
في حين أعلنت قائمة (قمة)، وعبر لسان مرشحها لمنصب النقيب العبوس، عن أنها ستعمل في حال نجاحها على “تعديل قانون الأطباء بما يحقق مصلحة منتسبي النقابة والحفاظ على كرامة الطبيب ومنع الاعتداء عليه”.
وأكد العبوس أن القائمة ستحمل ملف أطباء وزارة الصحة وتضع الحلول العملية بالتعاون مع الوزارة والمجلس الطبي الأردني، مشيرا إلى أن برنامجها يستند أيضا إلى أهمية حل مشكلة الأطباء بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية وفتح آفاق جديدة لهم.
في حين قال رئيس التجمع الديمقراطي النقابي للأطباء عبدالمالك محمد عبدالمالك في مؤتمر صحفي سابق إن التجمع “يمثل حالة نقابية جديدة تختلف عن الاصطفاف العامودي المعروف في النقابة”، موضحا أن التجمع “بادر بالحوار مع كل القوى النقابية وبالأخص التجمع المهني (الخضراء)، وقطع شوطا بالحوار معهم إلا أنه لم يتم تحقيق النتائج المرجوة”.
وحمل مسؤولية عدم نجاح الحوار مع التجمع المهني إلى “فشل الجهود التي استمرت نحو أربعة اشهر”، معربا عن أمله بأن “تتغير المواقف في الربع الساعة الأخير”، فيما أكد أن التجمع “لم يفقد الأمل في الوصول إلى صيغة تشاركية
توافقية مع القوى النقابية الأخرى”.
واتفقت قوائم متنافسة بشكل عام على العديد من النقاط في برامجها الانتخابية، منها ما يتعلق باطباء وزارة الصحة وضرورة زيادة موازنة وزارة الصحة لتصل الى النسب العالمية ورفع سن التقاعد للاطباء وتحسين ظروف عمل الاطباء ورواتبهم وحوافزهم وعلاواتهم وساعات دوامهم وعطلهم الاسبوعية، وتدريبهم حتى يتمكنوا من مواكبة التطور الطبي وتوفير البرامج التدريبية للاطباء الذين انهوا الامتياز، ومساعدتهم في الحصول على الاختصاصات التي يحتاجها القطاع الطبي في المملكة.
كما اتفقوا على أهمية دعم الاطباء المؤهلين وايجاد حل لقضيتهم ووضع مسمى وظيفي ينعكس على راتبهم الاساسي، وايجاد برامج تساعد الاطباء على تجاوز امتحان المجلس الطبي، إضافة إلى إيجاد حلول للاطباء المشطوبة عضويتهم من النقابة.
والتف الجميع حول المسؤولية الطبية، مؤكدين ضرورة وضع تشريعات عادلة تحمي الطبيب والمواطن في ذات الوقت والوقوف ضد إلزامية التأمين على الخطأ الطبي كونه سيؤدي الى رفع تكاليف العلاج على المواطن، مع أهمية الالتزام بالحد الادنى لرواتب الاطباء في القطاع الخاص وتفعيل لائحة اجور 2012 والتعديلات التي طرأت عليها، ومتابعة التزام المستشفيات الخاصة بالتعديلات التي طرأت على قانون النقابة والتي اوجدت مصادر جديدة لدخل النقابة من غير جيوب الاطباء وتفعيل تلك التعديلات.
وأولى المتنافسون صندوق التقاعد أهمية في برامجهم الانتخابية، والتي تصل موجوداته لنحو 90 مليون دينار، فيما يقجر العجز السنوي بـ1.75 مليون دينار.
يشار إلى أن الهيئة العامة للنقابة انتخبت، يوم الجمعة الماضي، لجنة للإشراف على انتخابات النقابة برئاسة العبادي رئيسا، وعضوية كل من: علي عطية ونزيه عبابنة وسعيد حجازي وعبد الحليم موسى وعمر شاهين وطارق حجاوي ومحمد سعيد نزال وعاصم بلعاوي ومحمد حامد القضاة.
كما أقرت خلال الاجتماع برئاسة نقيب الأطباء العين هاشم ابو حسان التقرير السنوي الإداري والمالي للنقابة للعام 2015.