رعد الزبن: سيمفونية الشهيد رمزًا للوطن والانسان وعرفانًا لمؤسستنا العسكرية

عروبة الإخباري – ابتسام الزواهرة-  نظم صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في قصر الثقافة حفل” سيمفونية الشهيد” ضمن برنامج دعم مشاريع التخرج أحد برامج الصندوق التي ينفذها بالشراكة مع مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير.
وتُعتَبر هذه السيمفونية أول مشروع تخرِّج يدعمه الصندوق من قسم التأليف الموسيقي في الجامعة الأردنية لمؤلفها رعد الزبن، حيث أشرف عليها كمشروع تخرّج الدكتور هيثم سكّرية أستاذ التأليف في قسم الفنون الموسيقية في الجامعة وتعتبر ثمرة للجهود التي يبذلها قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية لرفع جودة المخرجات الأكاديمية بما يتلاءم مع المقاييس والمعايير العالمية .
وتنتمي سيمفونية الشهيد إلى المدرسة التصويرية في التأليف الأوركسترالي وتتألّف من مُقدّمة وأربع حركات رئيسية متتالية تُحاكي قصّة دراميّة بطلُها الشهيد، وتعكس السيمفونية في ألحانها جانبًا من المدرسة القومية الموسيقية والتي تتضمن إعادة صياغة الألحان الفلكلورية أو الوطنية في قالبٍ ذي ملامح عالميّة.
مدير صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية صائب الحسن قال ان هذا العمل المتميز تبناه ودعمه الصندوق ضمن برنامج دعم مشاريع التخرج لطلبة الجامعات الاردنية الذي يوفر الدعم للإبداع والتميز ويساعد في مأسسة وتطوير المجتمع المعرفي و البيئة الجامعية من خلال احتضان ودعم الكفاءات الشبابية المهيئة لأدوار ريادية في المستقبل وربطهم باحتياجات سوق العمل.
وأضاف الحسن ان البرنامج يقدم التمويل اللازم للطلبة لمساعدتهم في تهيئة الظروف والبيئة الملائمة لتنفيذ مشاريعهم، بالإضافة الى توفير الامكانيات والوسائل التي تمكنهم من ابراز ابداعاتهم الفكرية والفنية وترجمتها الى نتائج ملموسة تساهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة.
وأكد الحسن أن الصندوق يدعم كافة البرامج والمشاريع التي تركز على دور الشباب في محاربة الارهاب والتطرف بما يمتلكونه من معارف ومهارات من خلال توفير ادوات لهم لنشر مبادئ وقيم الحوار والاعتدال والتسامح والانفتاح والتعدديه ونبذ خطاب الكراهية والتي جاءت ” سيمفونية الشهيد ” نموذجاً من نماذج الفن العالمي تركز على الدور الأردني بكافة مكوناته في مواجهة كافة أشكال الإرهاب وتقديمه الشهداء والأبطال ثمنًا لمواقفه الشريفة.
وعن هذه السيمفونية يقول مؤلفها رعد الزبن:” بدأتُ مشواري الدراسي في التأليف الموسيقي تزامنًا مع أحداث الاضطرابات التي اجتاحت الوطن العربي مطلع 2011 وغرقت في مستنقعاتها العديد من المجتمعات والمؤسسات والدول، كما غرقت كل الآيديولوجيات في بركة كبيرة من الدماء التي أراقها المجرمون على اختلاف أشكالهم ومنابتهم.
وأضاف الزبن وفي هذا الكتاب الأسود صاغ وطني صفحته البيضاء على يد نشامى الجيش العربي ليُذكّرنا بأن أمجاده السالفة ليست مجرّد تاريخ وإنما هي حاضرنا ومستقبلنا، فاخترت وبمنتهى الخشوع والحب أن تكون كلمتي الأخيرة في الجامعة الأردنية وكلمتي الأولى في عالم الفنهي أن أشهد لهذا الجيش الباسل ولشهدائه في السماء الذين قدّموا أرواحهم رخيصة ليحيا الوطن غاليًا ولشهدائه الذين على الأرض الذين يقدّمون زهو شبابهم كي لا نشيخ قبل أواننا ومن صخب رجولتهم وسكينة إيمانهم ومن كل تفاصيلهم السمراء كانت سيمفونية الشهيد,رمزًا لوطن الإنسان والشمس والحرية وعرفانًا متواضعًا إلى مؤسستنا العسكرية بيتنا وملاذنا.
الدكتور هيثم سكرية رئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية قال ان صوت الموسيقى هو أسمى الأصوات الذي يحاكي الوجدان ، وهو اللغة الوحيدة في العالم أجمع الذي يفهمه البشر بالفطرة بدون تعليم ، وهو الذي يعبّر عن العواطف والوجدان والأحاسيس بحروفٍ تعجز عنها حروف كل لغات العالم، وبنغمات الموسيقى المسموعة نستطيع أن نرى الجمال.
وأضاف سكرية أننا نحتاج الى صوت الموسيقى ليعلو فوق اصوات النشاز التي تنشر الفكر المتخلف والمتطرف، و نحتاج إلى أن ننقي أرواحنا ونفوسنا التي أنهكها أصوات النشاز بشتى مفاهيمه، وكم نحتاج إلى من يدعم تقديم مثل هذا النواع الراقي من الفنون كوسيلة لتهذيب وغذاء الروح.
وأكد سكرية أن قسم الفنون الموسيقية في الجامعة الأردنية يأخذ على عاتقه دعم المواهب المتميزة، وتسخير الإمكانات لصقل تلك المواهب وتسليحها بالعلم والمعرفة والخبرة، لرفد الساحة الثقافية بالكفاءات المتميزة لتأخذ دورها في المحافل الثقافية والفنية في العالم.
وأشار سكرية أن سيمفونية الشهيد ومن والتي أراد من خلالها أراد مبدعنا رعد الزبن أن يقدم للمتلقي العربي ما يحتاجه وليس ما يريده، فالجمهور العربي يتعطّش إلى الأعمال التي تعبر عن رقي ثقافته المتنوعة في زمنٍ علا فيه الضجيج والضوضاء في كل مكان فتشوّه الذوق العام، الأمر الذي أدركه العديد من المؤلفين القوميين ومنهم رعد الزبن، فكانت سيمفونية الشهيد إنموذجًا يعكس الثقافة الراقية للمجتمع العربي، حيث جمعت بين الشكل العالمي والمضمون العربي والنكهة الأردنية المتميزة.
يشار الى أن برنامج دعم مشاريع التخرج لطلبة الجامعات الأردنية و منذ عام 2004 قدم التمويل اللازم لــ 264 مشروع تخرج استفاد منه 883 طالباً وطالبة.

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”