برشلونة يستعيد الثقة بفوزه على أتلتيكو مدريد

عروبة الإخباري – اجتاز برشلونة الإسباني عقبة مواطنه أتلتيكو مدريد بفوز قد يكون الأهم له هذا الموسم 2-1، في ذهاب دور الثمانية من دوري الأبطال الأوروبي، ليستعيد به الثقة والكبرياء عقب خسارته قبل أيام قليلة في “كلاسيكو الليجا” على نفس الملعب (كامب نو) أمام الغريم ريال مدريد بنفس النتيجة.

كان سيناريو المباراة يتجه للأسوأ للفريق الكتالوني، بعدما أنهى الشوط الأول متأخرا بهدف لجلاد الكامب نو فرناندو توريس، وكانت الأنظار تسير إلى خروج مأساوي لأصحاب الأرض من التشامبيونز ليج، خاصة بعد إهدار الفرنسي أنطوان جريزمان لفرصة خطيرة لإضافة الهدف الثاني، لولا تألق الحارس الألماني مارك تير شتيجن في التصدي لها.

لكن القدر كان رحيما بالبرسا بعد طرد توريس قبل 10 دقائق على نهاية الشوط الأول، ليدخل أصحاب الأرض في الشوط الثاني بقوة وتركيز كبيرين وينجحوا في قلب النتيجة إلى فوز بهدفين، بفضل تألق الأوروجوائي لويس سواريز صاحب الثنائية التي منحت فريقه الكثير من الهدوء قبل لقاء العودة الأسبوع القادم.

الفوز الذي جاء بعد ثلاث ليالي فقط من هزيمة الكلاسيكو، أعاد التوازن والطموح اللازمين للفريق الكتالوني ليواصل مشواره بكل حسم هذا الموسم سعيا لتكرار الثلاثية التاريخية للموسم الثاني تواليا.

وشتان بين ما قدمه برشلونة في شوطي اللقاء الأول والثاني، فقد كان الفريق مهلهلا في بداية اللقاء ومني بهدف أول من خطأ دفاعي لجيرارد بيكيه، حيث استقبل توريس الكرة نموذجية من كوكي لينفرد بتير شتيجن ويسدد بين قدميه في الشباك، وسط صمت شمل أرجاء كامب نو.

لكن طرد الأخير بشكل مستحق خلال نفس الشوط أفاد كثيرا فريق المدرب لويس إنريكي، الذي هيمن بشكل كبير على النصف الثاني من اللقاء مستغلا تراجع الروخيبلانكوس للدفاع عن مرماهم، لينجح أصحاب الضيافة في تسجيل هدفين عبر سواريز وكان بإمكانهم زيادة الغلة، ليذهبوا على الأقل مطمئنين إلى تعادل يؤهلهم لنصف النهائي.

شهد اللقاء تألق ورعونة من جانب البرازيلي نيمار الذي بدا باحثا عن أي فرصة للسقوط على الأرض عن الرغبة في التسجيل، لكنه أهدر أكثر من فرصة عبر تسديدات قوية بيمناه اصطدمت احداها بالعارضة ومرت أخرى بجوار القائم.

كما ظهر الأرجنتيني ليونيل ميسي في أكثر من مناسبة لمحاولة التسجيل منها مقصية رائعة داخل المنطقة لكن كرته سارت بجوار القائم في الزاوية البعيدة من الحارس السلوفيني يان أوبلاك.

في المقابل، غاب جريزمان عن معظم أحداث اللقاء، خاصة وأنه لعب أكثر من نصف المباراة محروما من زمالة في خط الهجوم.

وسعى لويس إنريكي لاستعادة التركي أردا توران الثقة بنفسه مجددا، بعدما دفع به بديلا عن أندريس إنييستا في الدقائق الحاسمة من اللقاء، ليكرر ما فعله في الكلاسيكو عندما نزل اللاعب كبديل للكرواتي إيفان راكيتيتش، رغم أن اللاعب التركي كان أحد الأسباب الرئيسية لخسارته.

كما نجح المدرب في تصحيح الأخطاء التي كان فريقه قد وقع فيها أمام الريال، بتقريب الخطوط وتعليماته بعدم تهاون أي لاعب في العودة للخلف لمساعدة زملائه حال فقد الفريق للكرة، إضافة لأن تغييراته كانت في محلها بعودة رافينيا للملاعب بعد شهور من الإصابة مكان راكيتيتش وكان البرازيلي في حالة جيدة، إضافة لنزول سيرجي روبرتو لإراحة بويكيتس وإضفاء انتعاشة لصفوف البرسا.

رفع مدرب البرسا رصيده الرائع من الانتصارات أمام أتلتيكو بقيادة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني إلى 7 انتصارات متتالية، منها فوزين ذهابا وإيابا هذا الموسم في الليجا وكلاهما بنفس نتيجة موقعتهما الأوروبية (1-2).

ويؤخذ على سيميوني عدم رغبته في المجازفة إطلاقا في شوط اللقاء الثاني بعد طرد توريس، حيث لم يرغب في الاستفادة من درس الكلاسيكو الذي نجح فيه الريال من تسجيل هدف الفوز رغم نقصه العددي مستغلا انطلاقات لاعبيه.

وسيتعين على التشولو تحقيق “المستحيل” أمام برشلونة في لقاء العودة، حيث تشير الأرقام إلى أن أتلتيكو لم يسبق له أن اجتاز الفريق الكتالوني في 13 مواجهة إقصائية سابقة كان فيها الروخيبلانكوس متأخرين بهدفين لواحد أمام البرسا.

ويحتاج سيميوني للفوز بهدف نظيف في معقل الروخيبلانكوس، لكن المهمة ليست بالسهلة، لأنه يتعين عليه القيام بإيقاف فعالية “الإم إس إن” في هز الشباك، وهو الأمر الذي سيبدو معقدا للغاية في ظل استعادتهم للثقة من جديد ورغبتهم في إثبات كونهم الأفضل على الإطلاق كخط هجوم.

كما أن فريق العاصمة المدريدية شعر مجددا بحسرة الهزيمة أمام برشلونة في ثالث مواجهة هذا الموسم، حيث فاز عليه البرسا ذهابا وإيابا في الدوري بهدفين لواحد، ليصبح البلاوجرانا عقدة حقيقية أمام وصيف بطل التشامبيونز ليج في النسخة قبل الماضية.

ولن يكون بمقدور سيميوني الاستعانة بمهاجمه الفذ “النينيو” الذي سجل أمس هدفه الـ11 في مرمى برشلونة من أصل 17 مواجهة، والسادس له في كامب نو، في لقاء العودة، وهو ما يمثل أيضا واحدة من النقاط السلبية لأتلتيكو.

لكن أتلتيكو يتشبث بنقطة إيجابية للغاية، متمثلة في نجاحه الباهر في تخطي جميع الأدوار الإقصائية الأوروبية التي كان منهزما في مباراة ذهابها بهدفين لواحد (ثماني مواجهات سابقة) أوروبيا، بينما لم يمر برشلونة بهذه التجربة سوى مرتين، تخطى إحداها أمام سيلتا فيجو في موسم 2001 (3-2 في الإياب) لكنه أقُصي من تشيلسي في موسم 2005 (4-2).

وسيتعين على الفريقين، اللذين ينافسان على لقب الليجا حيث ينفرد برشلونة بالصدارة بست نقاط عن أتلتيكو، اجتياز أولا مباراتهما في المسابقة المحلية، حيث سيحل البلاوجرانا ضيفا على ريال سوسييداد، كما سيزور الأتلتي إقليم كتالونيا مجددا لمواجهة اسبانيول.

لكن وعلى أية حال، فمواجهة الأربعاء المقبل ستكون قمة في الإثارة، حيث أن التاريخ يثبت أن نصف عدد الفرق تقريبا نجحت في تعويض تأخرها بهدفين لواحد في لقاء العودة.

Related posts

السفارة الأردنية في بغداد تنشر رابط لشراء تذاكر مباراة النشامى مع منتخب العراق

فتح باب التسجيل لبطولة الفراج المدرسية للفروسية

سلامي: مباراة النشامى مع العراق ليست ثأرية… إنما تأهيلية مع منافس مباشر