الغنوشي:لو كنت مكان مرسي

عروبة الإخباري – ماذا تفعل لو كنت مكان مرسي؟.. سؤال شائك واجهت به “هافينغتون بوست عربي” السيد راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، الذي يمثل الناجي الوحيد من الإسلاميين من مذابح ما بعد الربيع العربي.

لو كنت مكان الرئيس الأسبق مرسي ماذا كنت ستفعل؟ هل ستترك الحكم أم تقتسمه مع العسكر؟

من الأفيد التوجه الى المستقبل والبحث عن حلول للأزمة التي تمر بها مصر. مصر قلب العروبة فإذا صلُح وضعها فذلك في مصلحة كل الأمة العربية، أما إذا ضعفت فذلك مصدر ضعف لكل الأمة. من الواضح الآن أن خيار فرض الاستقرار بالقوة والدكتاتورية والإقصاء والاستفراد بالسلطة لم ينجح، وإنما بالعكس يؤدي الى تفاقم الإشكاليات الأمنية والاقتصادية، والمزيد من المعاناة والانقسام.

هناك استخلاصات أصبحت بعد سنتين من الأزمة بديهية: لا يمكن العودة الى الوراء وإلى زمن الدكتاتورية، لا يمكن إقصاء الأطراف السياسية والمجتمعية الرئيسية، لا يمكن شطب الإخوان، أو شطب العلمانيين أو الليبراليين، أو شطب الأقباط، أو شطب الجيش من المعادلة السياسية في مصر. المراهنة على هذا هي مراهنة على إطالة عمر الأزمة ومراهنة على المزيد من الخسائر لكل البلاد بما يفتح البلد على كل الاحتمالات. أدعو عقلاء مصر من جميع الأطراف أن يضعوا مصلحة بلادهم قبل كل شيء، وأدعوهم الى التخلي عن منطق الإقصاء، وإلى تبني منهج الحوار والتوافق ومنهج التنازلات المتبادلة قبل أن ينهار السقف على رؤوس الجميع.

التسامح مع بن علي

قلتم إنه من حق الرئيس الأسبق بن علي وعائلته الحصول على جوازات سفر من باب التسامح ودفن الأحقاد، ما ردُّك على من استهجنوا تصريحكم بحق دكتاتور متهم بنهب البلاد طيلة 23 عاماً وأفلت من العقاب؟

الحقوق شيء، والإفلات من العقاب شيء آخر. بن علي أجرم في حق الشعب التونسي، ولكن هذا لا يعني أن نعاقب كل عائلته بإلغاء كل حقوقهم كمواطنين تونسيين. نريد أن نبني دولة القانون والمواطنة، لا دولة الانتقام والتشفي. لا نريد أن يكون جواز السفر منّة من الدولة، بل يجب أن يكون جواز السفر حقاً لكل تونسي أو تونسية. من أخطأ يُعاقب بحسب جرمه.

كيف تقيّمون عودة العلاقات مع سوريا وفتح قنصلية تونس بدمشق؟

حسب علمي تونس لم تُعد علاقاتها بالنظام السوري، بل فتحت قنصلية لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين التونسيين المقيمين في سوريا. ونحن مازلنا على موقفنا من دعم حق الشعب السوري في الحرية والكرامة وبناء نظام ديمقراطي يخول له اختيار حكامه ومحاسبتهم بعيداً عن حكم العائلة، والطائفة، وبعيداً عن احتكار السلطة والثروة باسم المقاومة والممانعة.

كيف استقبلت خبر وفاة حسن الترابي؟ وماذا خسر السودانيون برحيله؟

استقبلت هذا الخبر بحزن، فحسن الترابي (رحمه الله) صديق قديم، جمع بين أبعاد مختلفة، اختلط فيها الفكري بالسياسي. استفدنا منه في الجانب الفكري خلال مرحلة نشأتنا في السبعينات حيث أعطتنا اجتهاداته الفكرية فرصة للنظر الى الأمور من زوايا تجديدية خلصتنا من سطوة النظرة التقليدية. خسر السودانيون والأمة الإسلامية عالماً مجدداً، ومفكراً كبيراً. أما في الجانب السياسي فمسيرته قابلة للدراسة والتقييم للاستفادة منها. والمهم أنه ختم حياته بالمشاركة في جمع شمل السودانيين بمختلف تياراتهم، سلطة ومعارضة حول طاولة الحوار الوطني، ونأمل أن يواصل إخوانه هذه المسيرة ويصلوا لتوافق وطني بين مختلف الفرقاء السياسيين يحفظ السودان وينشر الحرية والديمقراطية.

 

Related posts

استشهاد 8 لبنانيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية

ترامب يعين ماسك في منصب غير حكومي للرقابة على كفاءة الحكومة

مليشيات الحوثي هاجموا مدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر