عيد ميلاد الأمير الحسن الـ69 يصادف غدا

عروبة الإخباري – “حق الاحترام، الكرامة الإنسانية، إتاحة العدالة الاجتماعية للجميع” مصطلحات تعكس فلسفة العمل التي يؤمن بها الحسن بن طلال وفقا لمبادىء وقيم تضع الإنسان وكرامته في سلم الأولويات الوطنية والإقليمية والدولية.

ويصادف اليوم العيد التاسع والستون لميلاد سموه، الذي ما انفك يوما يؤكد أن الكرامة الانسانية هي حق لكل الشعوب، وأنه لا بد من تكامل الأدوار وتحديد الأولويات من أجل تأمين الرخاء وتوفير فرص حياة أفضل للأجيال المتعاقبة عبر منظومة للقواسم العالمية المشتركة تشمل الموارد البيئية والاجتماعية والفكرية والثقافية.

ولترابط الرؤية مع العمل، وجه سموه المؤسسات العلمية والفكرية التي يرأسها لتنفيذ العديد من البرامج والنشاطات ذات الهدف الوطني والعربي والإسلامي؛ حيث كان لسموه خلال عام مضى العديد من المبادرات والنشاطات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ركزت على القضايا الإقليمية والأمن الإنساني والمياه والطاقة والحوار بين أتباع الديانات وبناء الجسور.

ومندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك سمو الأمير الحسن في أعمال الدورة الاستثنائية الخامسة لمؤتمر القمة الإسلامي حول فلسطين والقدس الشريف والتي عقدت في العاصمة الأندونيسية جاكرتا بعنوان “الاتحاد من أجل الحل العادل”.

وأكد سموه في الكلمة التي ألقاها نيابة عن جلالة الملك، عزم الأردن الاستمرار بالتصدي للانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال الأسرائيلي في القدس المحتلة.

وفيما يتعلق بالقدس وهويتها المقدسية، فقد تبنى سموه وعبر منتدى الفكر العربي الذي يرأسه، مجموعة من النشاطات المتواصلة التي تؤكد على إيلاء القدس الدعم الذي تستحق حيث نظم المنتدى في شهر نيسان/ابريل العام الماضي ندوة بعنوان “القدس وأوقافها: مستجدات الأوضاع القانونية والإنسانية والديمغرافية”.

وطالب سموه خلال الندوة، بإيجاد مجلس إنساني للحفاظ على القدس وتاريخها الإسلامي والمسيحي والمؤمنين فيها وتوحيد الجهود الدولية لحمايتها، بالإضافة إلى ضرورة العمل على وضع استراتيحية لدعم المقدسيين. كما أصدر سموه بيانا في شهر أيلول العام الماضي دان فيه الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للحرم القدسي الشريف والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وسائر الأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة، واللجوء إلى استخدام القوة المفرطة ضد المصلين المدنيين العزّل.

وبخصوص سلسلة الأوراق النقاشية التي نشرها جلالة الملك عبدالله الثاني، وجه سموه منتدى الفكر العربي لعقد لقاءات حوارية حول هذه الأوراق التي صدر عنها كتاب ضم خلاصات بحثية واسعة لسبع عشرة جلسة حوار ونقاش حول محاور الأوراق الملكية ومضامينها. وجاء إطلاق “الميثاق الاقتصادي العربي” ليشكل مدخلا تحليليا للواقع التنموي في الوطن العربي وآفاقه المستقبلية. وقد تم اعتماد الميثاق من قبل العديد من الحكومات العربية.

ويؤكد سموه كعادته أهمية الحوار بين أتباع الديانات المختلفة وبين جميع أبناء البشرية الذين يلتقون على قيم إنسانية واحدة تحترم الآخر ومعتقداته، وفي مقال كتبه بداية العام بعنوان “تعزيز الحوار والتكافل والسلام في مواجهة التطرف”، أشار سمو رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية إلى الحاجة إلى خطاب عربي وطني يصب في خدمة الصالح العام ويجمع مكونات هوية الأمة ولا يفرط فيها.

وتماشيا مع رؤية سموه حول ضرورة إطلاق طاقات الشباب العربي وتأكيد مشاركته في صنع المستقبل، شهد مؤتمر الشباب العربي السادس بعنوان “الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل” في بداية شهر كانون أول الماضي حوارات معمقة بحثت في كل ما يواجهه الشباب العربي من تحديات. وأشار سموه إلى أن للشباب دورا مهما في خطط الإصلاح وعمليات التطوير؛ لافتا إلى أن مشاركة الشباب في جهود التنمية الاقتصادية عامل أساسي في إنجاح هذا المسعى وأن التمكين الاقتصادي يعزز مشاركة الشباب في عملية صنع القرار.

كما تواصل سموه مع الشباب عبر جلسات حوارية جمعته بهم؛ ففي لقائه مع طلبة الجامعات الأردنية في الملتقى الشبابي الخامس الذي نظمته جامعة اليرموك والمجلس الأعلى للشباب في معسكر الحسين في عجلون، دعا سموه الشباب إلى “توليد قناعة تعزز الثقة فيما بيننا لنواجه الحاضر والمستقبل كمواطنين مسؤولين ضمن إطار حضاري للاختلاف والاستعداد للاستماع والرغبة في التفاعل بعيدا عن لغة التجريح والعنف”.

وفي لقائه مع طلبة جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، استمع سموه لمبادرة مجلس الطلبة “كن مع التغيير” التي استنبطها الطلبة من خلال محركات التغيير التي وضعتها الجمعية العلمية الملكية والتي يرأس سموه مجلس أمنائها. ودعا الشباب إلى ابتكار حلول وطنية للتحديات التي تواجه المجتمع الوطني وضرورة التوجه نحو البحث العلمي، مؤكدا أن رأسمال الأردن الحقيقي يكمن في الطاقات الشبابية. وفي الجامعة الألمانية خاطب سموه الطلاب داعيا إياهم أن يضعوا نصب أعينهم مفهوم الشراكة في المسؤولية والإدارة الأخلاقية للمؤسسات.

وبصفته رئيسا للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ورئيس معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا “WANA” بيّن سموه في خطاباته أن الحلول المتعلقة بشأن المياه والطاقة والأمن الغذائي يجب أن تكون مستندة إلى سياسات عامة للتكامل الإنساني واستثمار الثروات والكفاءات والخبرات العربية. ويؤمن سموه بأهمية وجود قاعدة معرفية دقيقة تساعد في صياغة السياسات ووضع الخطط التنموية بحيث تخدم التخطيط السليم.

ولسمو الأمير الحسن حضور فاعل في المحافل الدولية والعربية؛ حيث التقى سموه رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شوولتز حيث تناول اللقاء التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة وانعاكساتها على مستقبل استقرار الاقليم. وأكد سموه أهمية العمل المشترك من أجل بناء نظام إنساني جديد يؤكد حق الحياة الكريمة للإنسان، ويحقق الأمن ويعزز الأستقرار للاجيال القادمة. وفي كلمة ألقاها في مؤتمر فيينا 2015، تحدث سموه عن موضوع الهجرات القسرية وتحديات التكامل الاجتماعي والإندماج، داعيا إلى إعطاء الاهتمام الكافي لدمج اللاجئين والنازحين في المجتمعات المضيفة.

وفي كلية حلف شمال الأطلسي للدفاع (ناتو)، كما في لاهاي، قال سموه أنه لا يمكن التوصل إلى سلام دائم في المنطقة إلا بتعزيز الأمن الإنساني- بدل التركيز على الأمن العسكري فقط- وبالتركيز على البعد الإنساني لكل نزاع؛ مناديا بضرورة وضع خارطة طريق تضمن بناء مستقبل مستقر وآمن في المنطقة.

وطرح سموه في كل من المغرب ودبي فكرة إنشاء “هيئة سلام لوسائل التواصل الاجتماعي” من أجل توفير الحقائق وترسيخ مكانة العقل والحوار. وحذر من أن المنطقة العربية تواجه أزمة إنسانية وجودية، تبرز منها تحديات ومخاطر محدقة، تتمثل في أحد أهم جوانبها بزيادة اعداد اللاجئين، داعيا إلى عدم التعامل مع اللاجئين “على أنهم مجرد أرقام احصائية”.

وفي الاحتفال الذي أقامته الجمعية الجغرافية الملكية في بريطانيا بمناسبة مئوية النهضة العربية، أكد سموه أهمية العودة إلى مفهوم النهضة العربية التي وضعت التعددية والأخلاق في المقدمة بوصفها نهضة ثقافية تربوية ورثت عن الرواد.

ويكرر الأمير الحسن، في أكثر من مناسبة، ضرورة أن تعكس الاحتفالات بمناسبة مئوية النهضة العربية المفهوم الحقيقي للنهضة، التي أولَت جُلّ اهتمامها للبعد الحضاري الإنساني للمنطقة العربية بأكملها والتمسك بالتراث والأصالة الحضارية في مواجهة الأخطار المحيقة بالأمة.

وقد أنعم جلالة الملك عبد الله الثاني على سمو الأمير الحسن بوسام النجمة الهاشمية تقديراً لاسهاماته المتميزة وخدماته الجليلة التي قدمها للوطن وعمل الهيئة الخيرية الهاشمية على مدار السنين الطويلة.

كما منح الرئيس البولندي أنجيه دودا سموه وسام الاستحقاق البولندي من الدرجة الأولى، تقديرا لجهوده في دعم وتعزيز الحوار بين الثقافات وأتباع الديانات وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين.

ومنحت الجامعة الهاشمية سموه شهادة الدكتوراة الفخرية في إدارة الأراضي والمياه والبيئة، تقديرا للجهود التي يبذلها سموه في بناء جسور التواصل القائم على الاحترام المتبادل مع دول العالم واهتماماته في كثير من الإنجازات والمشاركات المحلية والعربية والدولية الناجحة.

ويواصل سموه جهوده الفاعلة في دعم وتعزيز واقع رياضات الدفاع عن النفس، حيث يرأس منذ سنوات طويلة المجلس الأعلى لرياضات الدفاع عن النفس.

Related posts

اتفاقية تعاون أكاديمي بين الأمن العام والجامعة الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية

مدير الأمن العام يقلد الرتب الجديدة لكبار ضباط مديرية الأمن العام

العيسوي: مواقف الهاشميين في الدفاع عن فلسطين مشرفة ويخلدها التاريخ