عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – نحتفي بنجاحات مستمرة لشركة البوتاس العربية التي سجلت في رقم الارباح الصافية (131) مليون دينار وقد ادركت بذلك الرقم القياسي الذي لم تصله في انتاجها من قبل حين كسرت حاجز المليوني طن لتصل الى 2.355 مليون طن..
بنوك وشركات قد تكون حققت مثل هذا الرقم من الارباح لكن القاريء الوطني يلفته بشكل واضح ما تقوم به المؤسسات العامة والخاصة حين تربح من مسؤوليات يرتبها عليها البعد الاجتماعي ولذا فان كثير من الافراد والجماعات والهيئات والجمعيات والمدارس والمستشفيات والطلاب وغيرهم من الفئات تحفل بارباح البوتاس وتدعو لها باستمرار التوفيق حين يصل حجم التبرعات والدعم للشرائح المحتاجة والفقيرة والمسيرة للعمل الخيري والاجتماعي ما يصل الى (10) مليون دينار حيث ظلت البوتاس تحافظ على هذا الرقم وتزيد عليه لتظل في الطليعة في هذا السباق الوطني الايجابي وتظل المسافة بينها وبين من يليها كبيرة وبعيدة ..
اذن زادت الارباح في العام الاخير بنسبة ملفتة وصلت 31% عن ارباح السنة التي سبقتها وقد سجلت البوتاس بهذا الفوز الملموس رقما قويا وصل الى 72%من مجموع ما حققه قطاع الصناعة الاردني بكليته والذي يصل في مجموعه الى حوالي (180) مليون دينار ..
لقد قيل في المثل ان الربح يتحقق اكثر حين تقل الكلفة ولذا قالوا ان من يعرف ان يشتري يعرف كيف يبيع ومن كان كلفة انتاجه اقل كانت مبالغ ربحه اكثر وهذا ما فعلته ادارة البوتاس امام تراجع السوق وتردي الاوضاع الاقتصادية على مستوى المنطقة والاقليم لظروف عديدة لا مجال للتوقف عندها. فقد بادرت الشركة الى ضغط الانفاق وتخفيض كلفة الانتاج وايجاد البدائل واعادة انتاج المعطيات المكونة للبيع والربح بصورة مختلفة سواء في عمليات الحفر او كفاءة الانتاج نفسه فكانت كلفة انتاج الطن الواحد اخيرا اقل مما كان عليه في سنوات سابقة ..
حين تراجع السوق العالمي وضاقت فرص التسويق عمدت الادارة الناجحة في البوتاس الى تحسين الانتاج وخفض كلفة والى اعادة تفتيش السوق وبناءه مستفيدة من ارتفاع الاسعار النسبي غير متوقفة عند انخفاض كميات الانتاج والمبيعات ومعوضة عن ذلك بمعطيات اخرى ..
لقد انعكس النجاح وزيادة الارباح على خزينة الدولة التي مازالت شريكا كبيرا في البوتاس سواء بالشراكة المباشرة او بما تتقاضاه الخزينة من رسوم وضرائب وكلف وغيرها وهذا عزز الاقتصاد الوطني ورفد الخزينة وفي نفس الوقت حفز الشركة للبحث عن عوامل نمو ونجاح ومحافظة على سوية انتاج جيدة ونوعية ..
وفي هذا السياق كان الحصاد وفيرا لصالح الخزينة التي جنت (32) مليون دينار كضريبة دخل ترتبت على الشركة مقابل ثلث هذا المبلغ في العام الماضي. كما ارتفعت عوائد التعدين والتي ارتفعت لتصل الى (24) مليون وهو ضعف الرقم المترتب عن عام سابق وهناك دفعات واستحقاقات اخرى جنتها الخزينة وصلت الى اكثر من (7) مليون ونصف المليون دينار ..
بموازاة ذلك لم يتوقف برنامج التطوير الذاتي والاستثمار الراسمالي والتوسع والتحسين واستمرار العمل في خدمة الدور الريادي ودعم العملية التنموية وما اشرنا اليه في بداية هذا المقال من التزامات للمسؤولية الاجتماعية والتوسع فيها وتصويب اهدافها . اذ جرى الالتفات الى المجتمعات المحلية تجسيدا للتوجيهات الملكية التي ظلت ترى في نموذج عمل البوتاس في اطار المسؤولية الاجتماعية نموذجا ناجحا ومحتفى به.. ولعل الابرز في هوية الشركة هو اهتمامها الواضح بهذا البعد.. وتفوقها فيه..
الصعود ليس سهلا والعقبات ليست قليلة ولكن الارادة وحسن التدبير تشكل معطيات ايجابية ولذا جاءت الخطط المستقبلية التي اقرت كوسائل رافعة لعمل الشركة والحفاظ على رياديتها. ومن هنا انطلقت خطة الاستثمار في توسع قاعدة اصول الشركة في مصانعها في الجنوب وجرى التوسع في الاستثمار الراسمالي في مشاريع تصل كلفتها لاكثر من مليار دينار على مدى اعوام قادمة ومنها اساسا التوسع في الانتاج بارقام كبيرة . ومشروع توليد الطاقة البديلة لتصل الى (33) ميجا واط وهذا رقم متطور وعال سيستمر العمل لتحقيقه قرابة عامين . وفي هذا المجال فان الشركات التابعة والوليدة من البوتاس سجلت هي الاخرى تقدما في هذا المجال حيث يدرس انشاء خيارات لتوليد الطاقة الكهربائية وحتى توليد البخار في حين جرى التوسع ايضا في نموذج ما تقوم به شركة ( كيمابكو ) من توسع في انتاجها وهذه الشركة الناجحة مملوكة بالكامل للبوتاس ..
تقيم الادارة وتشخص بدقة حالة الاسواق وقد رأت ان النظرة المستقبلية لأسواق البوتاس ستظل مرتبطة بالاوضاع الاقتصادية العالمية مدا وجزرا وقدرة الادارة على الدفع للامام وحماية السوق قدر المستطاع وتفعيله..منعا للركود العالمي او تخفيفا لاثاره ..
لقد اعيد دراسة وتنظيم كثير من الاسواق ومراجعة العملاء والحديث معهم وتجديد الاتفاقيات وتحريكها ومعرفة ما في الموانيء وما هو برسم التخزين او التحرك .. وما صاحب ذلك من زيادة انتاج وتخزين توقف كثير منه امام تراجع الاسعار وتلبد الاسواق مما دفع اكثر من جهة مستوردة لوقف الاستيراد حتى يجري انفاذ ” وتسليك ” المتوفر ..
وامام مجابهة الحال الدولية تراجعت الاسعار الى ادنى مستوياتها خلال عقد من الزمن وبدات ضغوط وعوامل سلبية تفرض نفسها على مناخ البوتاس وانتاجه على المستوى الدولي .. وخاصة انتاج الاسمدة الضروري..
وقد يستمر التباطؤ الدولي ليصيب عام 2016 وينعكس على شركة البوتاس وهنا تبدا المنافسة ويزداد التحدي وتتصلب الارادة في البقاء في موقع الريادة والقدرة على التجدد..
وفي موازاة العمل الخارجي هناك اتقان وصوابية ملموسة في العمل الداخلي وفي المعطيات الذاتية حين تراجعت الاصابات في اوساط العمل وتقلل التغيب وزادت ساعات العمل المنتج ليصل الى (4) ملايين ساعة عمل دون اصابات او تعطل . مما جعل البوتاس الاردنية نموذجا لمنافسسيها وعلى المستوى الدولي ويشكل عنونا حضاريا في هذا السياق..
ولعل انشاء ميناء صناعي جديد للبوتاس في العقبة بكلفة وصلت الى (118) مليون دينار يمول مناصفة مع الفوسفات يقود الى استكمال البنى التحتية الاساسية في التطوير ..
الخبرات المتراكمة للادارة مكنتها من حل كثير من المشاكل ومن التقدم بخطى واثقة على طريق الريادة. فتنوعت المشاريع وزادت رغم ارتباك الاسواق ومن هنا جاءت مهارة الادارة وقدرتها على توفير تحويل التحديات الى فرص ..