عروبة الإخباري- في خطوة تصعيدية جديدة، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أنصاره والمحتجين المطالبين بالإصلاح، إلى الاعتصام سلمياً عند مداخل المنطقة الخضراء، مقر الحكومة، بدءاً من الجمعة المقبل، فيما تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس بالانتقام من تنظيم «داعش» بعد قصفه بلدة تازة جنوب كركوك، بما يُرجح أنها أسلحة كيماوية.
وصعّد زعيم التيار الصدري من المواجهة مع شركائه في «التحالف الوطني»، بدعوته الاعتصام عند بوابات المنطقة الخضراء، ما يعني عملياً تطويقها بالحشود، فيما لا يعرف رد الفعل الحكومي على خطوته. وقال الصدر، في بيان صحافي حصلت «الحياة» على نسخة منه: «أوجه ندائي التاريخي هذا لكل عراقي أن ينتفض لبدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية الشعبية، لتبدأ مرحلة جديدة تقومون بها بالاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة، أعني الـ45 يوماً».
وسيعني الاعتصام بهذه الطريقة قطع جميع الطرق المؤدية إلى المقار الحكومية والبعثات الديبلوماسية، وتعذر دخول موظفيها وخروجهم. وأضاف الصدر: «استعدوا ونظموا أموركم وتوحّدوا من أجل إقامة خيم الاعتصام السلمي، فهذا يومكم لاجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم وتخليص الوطن من تلكم الشرذمة الضالة». وتقع المنطقة الخضراء الشديدة التحصين على ضفاف نهر دجلة وسط بغداد، وتضم مقار الحكومة وعدداً من السفارات الأجنبية، أبرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأمهل الزعيم الشيعي رئيس الحكومة في 13 شباط (فبراير) الماضي 45 يوماً لإجراء إصلاحات حكومية، يفترض أن تنتهي هذه المهلة بعد عشرة أيام على بدء الاعتصام الجمعة. وأطلق الصدر حينها مشروعاً للإصلاح تضمن أربعة ملفات، ودعا إلى تشكيل حكومة تكنوقراط «بعيدة من حزب السلطة والتحزب» برئاسة حيدر العبادي و «فريق سياسي يضم سياسياً وطنياً مستقلاً وقاضياً معروفاً بحياديته».
في المقابل، قال مصدر سياسي رفيع في «التحاف الوطني» طلب عدم ذكر اسمه، لـ «الحياة» إن «دعوة الصدر إلى الاعتصام تصعيد غير مبرر وضغط باتجاه إجبار رئيس الوزراء والتحالف الوطني على القبول بورقته الإصلاحية المقترحة»، مضيفاً أن «العبادي ارسل وثيقته الإصلاحية، وهناك محادثات بين الكتل لإعلان موقف بشأنها».
وكان عشرات الآلاف من أتباع التيار الصدي الذي يتمتع بشعبية كبيرة، تظاهروا وسط بغداد للمطالبة بإصلاحات حكومية جوهرية ومحاربة الفساد، ليوم الجمعة الثالث منذ انطلاق موجة الاحتجاجات. وكان من المقرر أن تقام تظاهرات الجمعة أمام أبواب المنطقة الخضراء، لكن الصدر تراجع قبل ساعات وحول مسارها إلى ساحة التحرير بعدما قدم رئيس الوزراء وثيقة الإصلاح الحكومي، التي تضم معايير اختيار وزراء تكنوقراط.
إلى ذلك، قال العبادي خلال لقائه وفداً من وجهاء ناحية تازة وقرية البشير المجاورة، إن «ما اقترفته عصابات داعش الإرهابية في مدينة تازة لن نمرره من دون عقاب، وسيدفع مرتكبوه الثمن باهظاً». وتوفيت الجمعة طفلة في الثالثة من عمرها جراء إصابتها بحالة اختناق وفشل في الكليتين عندما قصف تنظيم «داعش» البلدة الأربعاء بعشرات الصواريخ من قرية بشير التي يسيطر عليها.(الحياة)