عروبة الاخباري- احتفى بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الاردنيين، مساء امس، باشهار ديوان “اسئلة الغيب” للشاعر موسى ال كسواني.
وقال الشاعر الدكتور محمد الحوراني الذي قدم الاحتفائية “شاعرنا وان بدا محمولا بهم وجودي عميق الا انه يرسم الفرح الذي يريد، يحمل قناديله لتضيء بين جوانحنا آمالا بكيناها، يتمدد في هذا الديوان عبر مساحة زمنية اختلفت فيها الدوافع والمشاعر، واحتار في فهم كنهها اللبيب، فيرسل اسئلته، اسئلة الغيب باحثة عن نشيج يتوقد على ضفاف الذاكرة”.
واشارت الناقدة الدكتوره ليلى الخوري في قراءة لها للمجموعة الى ان جمالية الشعر عند الشاعر الكسواني محاولة ازالة النقص في النفس والعالم، لافتة الى ان الجمال الفني عند الشاعر يتأتى من جمال انفعالاته والارتقاء بدرجاته، الانفعال الذي يقود الى الجمال والابداع هو حالة في النفس، ونوع من النشوة والاشراق.
و بينت ان الانفعالات والتكرار في قصائد الكسواني تعني تكرار الترابط التام الذي يعزز البنية الدرامية من خلال تعزيز الحوار.
وقارب الباحث اسامة جبارة في قرآته للمجموعة بين الشاعر الجاهلي امروء القيس والشاعر الكسواني، مشيرا إلى ما يجمع شعرهما من بكائيات الاغتراب.
واشار جبارة الى انه بهذه البكائيات المفعمة بالاسى والاغتراب النفسي والاجتماعي والترحال والابعاد نلمح ان الملك الضليل قد عانى من غربة مزدوجة في فتوته ورجولته التي كان اقساها غربته المجتمعية ونفيه بعيدا عن الديار.
واشار الى ان الكسواني حلق في شعره حينا بالرمز وحينا اخر بالاسطورة، مبينا انه يتوارى خلف الصور الموحية التي تتداخل في ثنائية تناقضية هما الفرح الطفولي الذي لا يدوم طويلا والتذوب عشقا في المرأة وكانه مقيم فيها من جهة، والحزن الغامض والذهاب حد الاندغام في بكائياته حينا اخر.
ولفت الى ان امرؤ القيس استقى مفردات قصائده من بيئته الصحراوية ومن الثقافة السائدة، اما الكسواني فقد اسعفته قراءاته المختلفة واطلاعاته المتباينة على ان يستقي مادة شعره من مشارب تراثية كثيرة ، مشيرا الى استخدام الكسواني الرمز والاسطورة في الاسقاط التاريخي على راهننا العربي.
وقرأ الشاعر الكسواني في الاحتفائية قصائد “ارابيلا” و”شفاه الندى” و”عيسى”.
وفي ختام الامسية التي حضرها جمهور نخبوي كرمت الرابطة الشاعر الكسواني والناقدة الخوري والباحث جبارة.