المجالي وخضر يتناوبان في رابطة الكتاب قصَّ الأثر

عروبة الإخباري – تناوب القاصان الزميلان محمد جميل خضر وخالد سامح المجالي تتبع أثر المعنى في الأشياء والحيوات.

في الأمسية القصصية التي نظمتها لهما لجنة القصة والرواية في رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس في مقر الرابطة بجبل اللويبدة، وتابعها حضور لافت ملأ مقاعد قاعة غالب هلسا داخل أروقة الرابطة، جاب القاصان فضاءات الهامش المنداح لعالم القصة القصيرة كأنه قدرها وكأنها قدره.

قصص الأمسية التي قدمت القاصين فيها القاصة سامية العطعوط مقررة لجنة القصة والرواية في الرابطة، تنوعت بين القصيرة والقصيرة جداً، إضافة إلى قراءة خضر نصّاً نثرياً حمل عنوان “هل سكبت الحليب”.

خضر استهل قراءات الأمسية بقصته الجديدة “كثر النَّط” المحملة روحاً شعبية واستحضار للذاكرة البكر: “تقول أمي “كثر النط بقصر الاعمار”.. ترد عليها جارتها اللدودة “عمر الشقي بقي”.. من بعيد يدوي صوت بنت حماها كأنه ناقوس الخطر “الاصيلة بتنام مع جوزها على الحصيرة”.. تتحفز أمي وتنتفض مجسات دفاعها عن نفسها “خذ الأصيلة ونام على الحصيرة”. يكبر رأسي فأمي ترد على الحصيرة بحصيرة أخرى ولكن في الاتجاه المعاكس، يعني “من دهنه وقلّيله”.. شكلي أنا كمان لساني أخذ على الأمثال: “العين بصيرة والإيد حصيرة”.. يعني حصيرة قصيرة كله عند العرب صابون وفي رواية أخرى قطّين..”.

قفلة القصة تنحو كما تتوهج جملها الأخيرة نحو استنباط قيمة إنسانيةٍ وجدانيةٍ ما: “وفي لحظة انهيار نفسي مريعة نتيجة مجمل ما كان منه وما كان من الحياة بحقه يحقن نفسه بإبرة (هوا) وكانت طريقة شائعة أيامها للانتحار.. أُدْخِل على عجل للمستشفى الحكومي.. تمكن الأطباء من تفادي الخطر عبر تدخل جراحي ناجح.. وأثناء إعادته من غرفة العمليات إلى غرفته بالمستشفى أصيب بنزلة برد ومات… ألم أقل لكم إن كثرة النط تقصر الأعمار.. هذا ما قالته أمي وهذا ما تآمرت معها من أجله مفردات الكون وأبجدية الناموس!!!”.

ومن القصص القصيرة جداً التي قرأها خضر صاحب مجموعة “هاجر/ موت الأخت” قصة “بردٌ دافئ” المعتمدة على المفارقة بليغة الأثر: “أثناء بحثي عن أي شيء يتعلق بالبَرْد ومعانيه ومرادفاته وتجلياته، لنيّتي كتابة نص مسرحي يحمل عنوان “برْد”.. وجدتُ أن أكثر ما يرتبط به الوحدة.. الشعور بها أو الإقامة في منافيها.. أثناء بحثي عن البرد ومتعلقاته لمحتُ الغطاء وقد (سَحَلَ) عن ابنتي.. قمت وأعدته عليها فشعرتُ بالدفء…”.

المجالي قرأ عدداً من القصص القصيرة جداً، إضافة إلى قصة أطول حملت عنوان “الوجه الحلم” المتكونة من عدة فصول أو مداخل.

في قصته “مراتب الشرف” يلج المجالي صاحب مجموعتيّ “نافذة هروب” 2008 و”نهايات مقترحة” 2011 باب السخرية من أكثر أبوابه مفارقة: “لم تسرق كل ماهو ثمين في منزله المترف، تلك الليلة تركت له المومس الحرامية كل شهاداته معلقة على ظلمة الجدار، جميعها كانت بمرتبة الشرف”. أما في قصته “وصية” فإن استلهام الألم الإنساني المرتبط بالحرمان من الحرية يصل أقاصي مداه بهذا العدد القليل من الكلمات: “عندما مات السجين، لم يجدوا خلفه سوى وصية على فتات ورقة:”ازرعوا على قبري وردة، لا احتفاءً بي، ولكن كي تنمو وردة في المدينة… بعيداً عن عين الرقيب”.

المفارقة الوجدانية تأخذ صبغة الندى في قصة المجالي “وجه” المتداركة معنى التكرر ومتواليات الحياة: “على الرصيف المقابل طفل أنيق ينتظر موتا عابراً، قطعت الشارع واقتربت منه أكثر وأكثر… تملكتني الدهشة… هو ذات الوجه الذي رأيته في مرآتي قبل قليل”.

المجالي قرأ، إلى ذلك: “نافذة العزباء، ليلة ميلاد القطط الوحشية، لعنة ذاكرة، ثمن قبر، أمجاد كرسي، SMS، رفيق الريح الغجرية، جدران بعيدة، المدينة القبر، الشهيد يهبط عن صليبه والعاشق الحوراني”.

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”