عروبة الإخباري – تختار 5 ولايات أميركية السبت 5 مارس/آذار 2016 مرشحيها الجمهوريين والديمقراطيين للانتخابات الرئاسية، وسط انقسامات شديدة يثيرها المرشح الجمهوري دونالد ترامب داخل صفوف حزبه، وفيما يسعى الديمقراطي بيرني ساندرز إلى تقليص الفارق الذي يفصله عن هيلاري كلينتون.
وتجري السبت انتخابات تمهيدية للجمهوريين في 4 ولايات هي لويزيانا وكنتاكي وكنساس وماين، وانتخابات تمهيدية للديمقراطيين في 3 ولايات هي لويزيانا وكنساس ونبراسكا.
كبح جماح ترامب
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت الحملة التي شنها المرشح السابق الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2012 ميت رومني الخميس على دونالد ترامب، ستكفي لكبح تقدم الملياردير الذي يتصدر حتى الآن السباق بين الجمهوريين.
وأبرز الولايات التي تنظم انتخابات تمهيدية السبت من حيث عدد المندوبين هي لويزيانا -الولاية الجنوبية- حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فوز دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، بعدما كانا الفائزين الأكبرَيْن في “الثلاثاء الكبير” في الأول من آذار/مارس، بانتصار كل منهما في 7 ولايات.
غير أن نخب الحزب الجمهوري ومؤيديه، لا تزال تحت وقع الصدمة إثر تدني مستوى خطاب رجل الأعمال الثري في المناظرة الحادية عشرة بين المرشحين الجمهوريين التي جرت الخميس.
مساع لإفشال حملته
وبالرغم من فوزه حتى الآن في الانتخابات التمهيدية، إلا أن نبرة ترامب اللاذعة والبذيئة، حيث افتتح المناظرة بتلميح إلى حجم عضوه، مما يبعث الشكوك في أهليته لنيل الترشيح الجمهوري، حتى بين أقرب مؤيديه، وباتت تنتشر فكرة قيام أقطاب الحزب بحملة مساع مكثفة لإفشال حملته.
وتنصب الأنظار الآن إلى يوم انتخابي حاسم في 15 مارس/آذار حين ستختار خمس ولايات كبرى مندوبيها.
وما زاد من ذعر المحافظين إلغاء الملياردير مشاركته السبت في “مؤتمر العمل السياسي المحافظ”، الملتقى السنوي للمحافظين الأميركيين قرب واشنطن.
وبرر فريق حملته الجمعة هذا القرار بأنه سيعقد مهرجاناً انتخابيًّا السبت في ويتشيتا بولاية كنساس (وسط) قبل المجالس الناخبة في المساء نفسه، وبعدها يتوجه إلى فلوريدا التي تصوت في 15 آذار/مارس.
وأعرب منظمو المؤتمر عن “خيبة أملهم الكبيرة”، معتبرين أن “خياره يوجه رسالة واضحة إلى المحافظين”.
مشهد يبعث الاشمئزاز
وناشدت جيني بيث مارتن، وهي من مؤسسي حركة حزب الشاي المحافظة المتشددة، التي أوصلت العديد من المحافظين وبينهم تيد كروز إلى الكونغرس في 2010 و2012، جميع المشاركين في المؤتمر أن يدعموا حملة كروز، المرشح لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت مارتن إن ترامب له “خطاب جذاب” بتأكيده عزمه على ترميم عظمة أميركا، لكنه “يحب نفسه في بداية المطاف وفي نهايته وما بينهما”.
وإن كان ترامب يُنتقد من جملة ما يُنتقد عليه لتقلب مواقفه التي تغيرت حول العديد من المواضيع، فهو عزز هذه المآخذ، إذ تراجع الجمعة عن دعوته إلى تعذيب الإرهابيين وقتل عائلاتهم، في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال.
وازداد الهلع لدى الجمهوريين بعد مناظرة الخميس التي وصل فيها ترامب إلى مستويات غير مسبوقة من البذاءة.
وكتب المحافظ ماثيو كونتينيتي على موقع “واشنطن فري بيكون”، إن “هذا المشهد بعث فيَّ الاشمئزاز. كنت أشاهد على شاشتي عقوداً من عمل المؤسسات المحافظة والناشطين والمندوبين تذهب أدراج الرياح”.
ويخشى بعض مسؤولي الحزب في حال فوز ترامب بالترشيح الجمهوري أن يساهم في وصول هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض.
دعوات للتصويت ضده
وقال رومني الخميس إن “دونالد ترامب “محتال ودجال” داعياً الناخبين إلى منح أصواتهم لأحد المرشحين الآخرين المتبقين.
وبالرغم من تصاعد حدة المواجهات الكلامية بينهم، أكد كل من خصوم ترامب الثلاثة أنه سيسانده في حال فوزه بترشيح الحزب.
ويأمل ترامب السبت في الحصول على أصوات الذين كانوا حتى الآن يؤيدون بن كارسون، بعدما أعلن جراح الأعصاب المتقاعد الجمعة انسحابه.
وقال تيد كروز إن “الرهان أهم” من أن يسمح بترشيح ترامب، محذراً من أن هيلاري كلينتون ستلحق به هزيمة مدوية في تشرين الثاني/نوفمبر. وقال كروز الذي فاز حتى الآن بأربع ولايات “إن تعيين دونالد سيكون كارثة”.
أما ماركو روبيو المرشح الذي يعتبره العديدون بديلاً منطقيًّا لترامب، فلم ينتصر حتى الآن سوى في ولاية واحدة، في حين لم يحصل حاكم أوهايو جون كاسيك على أي ولاية.
ومن الجانب الديمقراطي، تكمن العقبة في إقناع الناخبين بالذهاب إلى مراكز الاقتراع في ظل تعبئة أضعف مما كانت عليه عام 2008.
وتأمل كلينتون في الإبقاء على زخم الانتصارات التي حققتها يوم “الثلاثاء الكبير”، فيما يراهن ساندرز على المرحلة التالية، حين تنظم الانتخابات في ولايات شمال البلاد، حيث يلقى المزيد من التأييد.