عروبة الإخباري- يتصاعد التوتر الأمني على الحدود العراقية السعودية بالتزامن مع بدء مناورات «رعد الشمال»، التي تشارك فيها حوالى 20 دولة في الصحراء السعودية المجاورة للعراق.
وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ممثل كتلة «ائتلاف دولة القانون» عدنان الأسدي أنه «بالتنسيق مع الجهات الأمنية فإنه تم إرسال قوة عسكرية كبيرة لمراقبة التحركات العسكرية قرب الحدود العراقية – السعودية».
وهدد بالرد على أي اختراق للأجواء العراقية من قبل الطائرات السعودية.
وضمن السياق ذاته، أعلنت فصائل «الحشد الشعبي» في محافظة المثنى جنوب العراق، عن وجود ترتيبات لتنظيم استعراض عسكري موحد خلال الأيام القليلة المقبلة، للرد على المناورات السعودية ولإيصال رسالة اطمئنان لمقاتلي الحشد المنتشرين في قواطع العمليات.
وقال حازم الجياشي مدير مكتب كتائب «لواء أبو الفضل العباس» في المحافظة، في تصريح إن «مكان الاستعراض وتوقيت تنظيمه سيحدد يوم الاثنين في اجتماع اللجنة الأمنية العليا»، مبيناً أن «الغاية من الاستعراض هي الرد على المناورات التي تقوم بها القوات السعودية قرب الحدود العراقية، فضلاً عن إيصال رسالة لجميع مقاتلي الحشد الموجودين في قواطع العمليات بأن الوضع الأمني في المحافظة تحت السيطرة».
وأضاف الجياشي أن جميع الفصائل المنضوية ضمن»الحشد الشعبي» اتفقت على المشاركة بهذا الاستعراض بعد اجتماع عاجل عقد قبل يومين.
وكانت مصادر في محافظة المثنى المجاورة للسعودية ، أكدت لـ»القدس العربي» أن ميليشيات شيعية عراقية أرسلت عناصرها إلى المناطق الحدودية مع السعودية التي تشهد مناورات للتحالف الإسلامي.
وذكرت المصادر أن أهالي المحافظة لاحظوا هذه الأيام تحركات لبعض الميليشيات وخاصة كتائب «حزب الله»، نحو المناطق المحاذية للحدود السعودية، تشمل أرتالا من عربات ومدرعات تحمل مقاتلين من الميليشيات بينها كتائب حزب الله وترفع أعلام الحزب، ومزودة براجمات ومنصات إطلاق صواريخ كاتيوشا محمولة فوق عربات «بيك أب» بدون لوحات أرقام، توجهت نحو منطقة عرعر على الحدود العراقية السعودية.
ودعا النائب عن «ائتلاف دولة القانون» صادق اللبان، الاثنين، إلى تكثيف الجهد الاستخباري في المناطق الحدودية ومراقبة أي تحركات مشبوهة من أي دولة كانت.
وقال اللبان إن «العراق يقف ضد أي محاولة لتوجيه رسائل سلبية إلى أي دولة في المنطقة»، وسنكون داعمين لأي قوة ضد «داعش» ومحاربتها، وايقاف خطر هذا التنظيم على المنطقة بشرط ألا تمس سيادة العراق».
ودعا اللبان «القوات الأمنية والحشد الشعبي وأي جهد استخباري لمراقبة ومتابعة أي تحرك مشبوه أو غير إيجابي من أي طرف كان».
ومن جانبها أعلنت قيادة شرطة محافظة المثنى المحاذية للحدود السعودية، أن الوضع الأمني في عموم مناطق البادية مسيطر عليه بشكل كامل، مؤكدة نشر مزيد من قوات الحدود وتكثيف الجهد الاستخباراتي والاستطلاع الجوي من قبل قيادة عمليات الرافدين.
وذكر قائد شرطة المحافظة العميد سعران الأعاجيبي في تصريح، أن القوات الأمنية ترصد المناورات التي تقوم بها القوات السعودية، وأن الأيام الماضية شهدت تكليف لجان أمنية لتقييم الوضع الأمني في مناطق البادية ضمن قاطع محافظة المثنى، لتزويد القيادات الأمنية بتقارير يومية عن مجمل الأوضاع في تلك المناطق لتحليلها واتخاذ الإجراءات المناسبة كتعزيز الوجود الأمني في المناطق الرخوة بالتنسيق مع قيادة قوات الحدود فضلاُ عن تكثيف الجهد الاستخباراتي.(القدس العربي)
يذكر أن مناورات «رعد الشمال» تنطلق في منطقة حفر الباطن السعودية القريبة من الحدود العراقية الجنوبية بمشاركة قوات درع الجزيرة وقوات من 20 دولة بينها مصر والأردن وباكستان وتشاد والإمارات والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف وتونس وجزر القمر وجيبوتي وعمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وغيرها بهدف التدريب على مواجهة الإرهاب.
وحسب تقارير فإن المناورات وإن كانت تهدف رسميا لتطوير كفاءات القوات السعودية، ورفع جاهزية القتال لدى الجيوش العربية لحماية الشعب العربي والإسلامي من أخطار الإرهاب، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات من التنظيمات الإرهابية وأهمها «داعش»، لكنها تجري أيضا في ظل عدم استقرار يهيمن على المنطقة، وتطورات ميدانية سريعة في سوريا، وتوتر سعودي إيراني غير مسبوق، ما يجعل المناورات انطلاقا من توقيتها وحجمها تحاكي عمليات برية أعلنت السعودية الاستعداد لخوضها في سوريا، منعا لانهيار المعارضة السورية المسلحة.(القدس العربي)