عروبة الإخباري – عد الشاعر جميل ابو صبيح أن «السرديات» أهم مشاغله الإبداعية منذ سنوات، وقال إنها مشروعي الشعري بلغة جديدة خاصة بي، تؤسس لقصيدة النثر الجديدة بلغتها المغايرة لما عرف القراء لدى شعرائها السابقين.وزاد أن «المهم في هذه السرديات هو اللغة المغايرة، التي تجري في نهر الشعرية، وتعطي النص هويته باعتباره قصيدة، متفقاً مع النقاد عندما كتبوا منذ سنوات أنه لم يظهر شاعر قصيدة نثر ينقذها من رتابتها، وفهمت أن العيب ليس داخل اللغة الشعرية، إنما في الافتقار إلى شاعر يخرج هذه القصيدة من سكونها»
.يتابع ابو صبيح: «السرديات هي مشروعي الشعري الذي أقدمه إلى الشعرية العربية المعاصرة، وأظنني نجحت، من خلال الاستقبال الحميم الذي لاقته هذه السرديات محليا وعربيا وعالميا».
يصف أبو صبيح الساحة الثقافية في الأردن بأنها فاعلة وحيوية ومؤثرة برغم كل الاحباطات المحيطة بالمثقف في البلاد، واستطعنا إثبات شخصية نصنا الإبداعي باعتباره من أنضج النصوص العربية فنيا وأكثرها جماليا، بخاصة القصيدة العربية الحديثة. ولولا الرغبة الشخصية لدى مثقفينا وتحملهم أوزار اشتغالهم بالثقافة لما كانت لدينا ثقافة جادة، إن تعاسة العائلة في بلادنا أن تلحق معيلها حرفة الثقافة، فالمثقف أفقر مخلوق على أرض الوطن، وأكثر المواطنين بؤسا إن لم يجد له عملا–أي عمل – خارج الثقافة.أشار ابوصبيح الى ان المثقف الاردني يدعى إلى مهرجانات ثقافية عربية دولية، تكون أعمالنا رافعة لتلك المهرجانات.
ويقول: إن لكل قراءة فائدة، لأنها أفكار تضيف جديدا يؤثر على سلوكنا أو مواقفنا من الحياة والكون، والكتاب الذي أقرأه الآن هو كتاب «معذبو الأرض» للكاتب الدينموكاني فرانز فانون.وهو إدانة للعلاقة الكولونيالية بين قوى الاستعمار والشعوب المستعمَرة (بفتح الميم)، حيث تنسج القوى الاستعمارية من أبناء تلك الشعوب أنتليجانسيا متعلمة خاصة بها، مغسولة الدماغ ومستفيدة، تساعدها على نهب ثروات البلاد، وتقود شعوبها إلى أن تكون تابعة لقوى الاستعمار».