عروبة الإخباري – استضافت دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان الفنانتين الفلسطينيتين رولا حلواني وأحلام شبلي، مطلع الأسبوع الحالي، وذلك ضمن الجلسة الأولى من الجلسات النقاشيّة حول معرض «أحياء في البحر الميّت» (1995 – 2015)، في حوار مع د. فيصل دراج وأحمد الزعتري.
تحدثت الفنانتان عن أعمالهما بعامة، وعن ما يعرض منها حالياً في دارة الفنون بخاصة، إذ أوضحت حلواني رؤيتها في عملها «الجدار» وعرضت للصعوبات التي واجهتها خلال تصوير هذه السلسلة بين عامي 2005 و2006، وكانت النتيجة عشر صور نصفها تم التقاطه في النهار والنصف الآخر في الليل استعانت الفنانة على تصويره بأضواء سيارتها نظراً للعتمة التي كانت تحيط بالمكان.
وأشارت حلواني إلى أن عملها يعبر عن إشكاليات سياسية تمس حياتها كما تمس حياة المجتمع الفلسطيني ككل، مؤكدة أن أكبر تحدي يواجهها خلال إنجاز مشاريعها الفنية هو منع السلطات الإسرائيلية لها عبر ممارسات تهديدية واستفزازية. موضحة ذلك من خلال سردها لقصة توضح طريقة المخابرات الإسرائيلية في التعامل مع الفن الفلسطيني، تقول حلواني: «كنت أحمل مجموعة من الأعمال التي تصور الاجتياح الإسرائيلي في العام 2002، وأردت الدخول إلى فلسطين فقامت المخابرات الإسرائيلية بتفتيش حقائبي، والتحقيق معي حول الأعمال بطريقة سيئة ومهينة».
وعرضت الفنانة لمجموعة من أعمالها عن الاجتياح، وكانت هذه الصور أول مشروع لها بعد تركها العمل كمصورة صحفية، تقول رولا حول هذه التجربة: «كنت محبطة خلال التقاط الصور، كان جميع ما يحيط مدمر، الصور كان فيها سواد شديد، طوال الليل كنت أفكر في المناظر التي رأيتها وكانت مؤلمة جداً.. هناك قصص تُحكى وجثث في كل مكان».
وعرضت حلواني صور من مخيم جنين، تظهر حجم الدمار فيه، وصورة لإنسان ميت، قالت عنه الفنانة: «تأثرت فيه لأنني كنت أعرفه وأعرف أنه إنسان بسيط كان خارجاً صباحاً إلى عمله كالعادة ورماه الجيش الإسرائيلي بالرصاص». كما استعرضت الفنانة مجموعة من الصور أهدتها لوالدها، ولسلسلة أخرى تناولت التغيرات التي أثرت في واقع الشعب الفلسطيني وحياته بسبب الحواجز وجدار الفصل العنصري.
من جانبها تناولت الفنانة أحلام شبلي مفاهيم تدور حول أعمالها، ورؤيتها الفنية فيما يخص عملها «موت»، مشيرة إلى أوجه عديدة من القمع والمنع التي تعرضت لها.
وقالت شبلي إن موضوع البيت هو الثيمة الأساسية في أعمالها، إذ أن البيت هو شيء أساسي بالنسبة للفلسطيني الذي يفتقد المنزل والوطن.
هذا ما رصدته الفنانة من خلال تصويرها لمنازل عائلات الشهداء في مخيم بلاطة، الذي كان آخر موقع في الضفة الغربية أستطاع الجيش الإسرائيلي أن يدخله ويرتكب فيه مجزرة خلال الانتفاضة الثانية. وتظهر بعض الصور صالون عائلة الشهيد، والتي تكون فيها صورته مكبرة تخليداً لذكراه.
وفي «مذكرات أسير فلسطيني» تظهر أحلام كيف أن الأسرى كانوا يبعثون رسائل لأهلهم ولأصدقائهم وللناس الذين دعموهم خلال الانتفاضة الثانية. وأنهم عندما كانوا يكتبون الرسائل فإنهم يختارون صاحب الخط الأجمل لكتابتها، وكتابة بطاقات يبعثها أصدقاء الشهيد إلى أمه.
كما عرضت شبلي لمجموعة من الصور تقوم على فكرة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تعاقب الثوار بأن تهدم بيوتهم، وكانوا يعلمون بهذه النتيجة مسبقاً لكنهم يدركون أن البيت يهدم من أجل أن يبنى الوطن.
وتحدثت شبلي عن مجموعتها «قصاصو أثر» التي أنجزتها في العام 2005، حول شباب من فلسطين يعملون في خدمة الجيش الإسرائيلي الذي يعطيهم تسهيلات من أجل أن يبنوا منازلهم، وبالتالي هؤلاء كانوا يبنون البيت على حساب هدم الوطن.
يذكر أن معرض «أحياء في البحر الميّت (1995 – 2015)» يستلهم عنوانه من رواية الكاتب الأردني مؤنّس الرزّاز بالاسم نفسه، والذي يقدّم من خلالها شهادة مهمّة- قد تكون قاسية- حول واقعنا العربي في عصر ما بعد الاستعمار الذي نعيشه حتّى الآن. يرصد معرض «أحياء في البحر الميّت (1995 – 2015)» تطوّر الفنون العربيّة المعاصرة في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، وتوثيقها للنتائج السياسيّة والاجتماعيّة التي تراكمت خلال الفترات السّابقة، وارتباطها بالإنتاجات الأدبيّة والموسيقيّة والسينمائيّة. ويتضمن المعرض أعمالاً لفنانين من مجموعة خالد شومان الخاصة: أحلام شبلي، أسونسيون مولينوس غوردو، آمال قناوي، بثينة علي، بوراك ديلير، جايمس ويب، جمانة عبّود، رائد ابراهيم، رندا ميرزا، رولا حلواني، ريم القاضي، سهى شومان، صلاح صولي، عادل عابدين، عبد الحي مسلّم، عدنان يحيى، عريب طوقان، فلاديمير تماري، محمد الحواجري، معتز نصر، نداء سنّقرط، هراير سركيسيان، وائل شوقي، وليد رعد (مجموعة أطلس). كما تعرض أعمال من مجموعة خالد شومان الخاصّة في المساحات الخارجيّة لكل من: أملي جاسر، جيل فونتوليه، حمدي عطيّة، ريّان تابت وهاني علقم.