عروبة الإخباري – أعلنت الجامعة العربية دعمها للسعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية. وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب في بيان بالإجماع أصدره في ختام اجتماع طارئ عُقد بناء على طلب الرياض «التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار والأمن في المنطقة». ودان الاعتداءات الإيرانية على مقار البعثات الديبلوماسية السعودية وشكل لجنة لمواجهة تدخلات طهران في شؤون العالم العربي.
ودان البيان، التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وبخاصة سورية ولبنان والعراق واليمن. وصدر البيان بإجماع الدول العربية، وامتنع لبنان عن الموافقة بسبب الإشارة إلى حزب الله. كما كانت للعراق ملاحظات عدة، لكنه تجاوز عنها.
وفي بيان ختامي وزع بعد الاجتماع نددت الجامعة أيضاً باكتشاف البحرين خلية «إرهابية» قالت إنها مدعومة من الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله».
ولم ترد في البيان أي إجراءات مشتركة محددة ضد إيران لكن المجلس شكل لجنة لمواصلة البحث في الأزمة والتشاور في شأن الإجراءات المستقبلية المحتملة. وتشكلت اللجنة من السعودية ومصر والإمارات والكويت والبحرين والأمين العام للجامعة لمواجهة التجاوزات والتدخلات في الشؤون الداخلية العربية عموماً وللبحث في الملف من جوانبه كافة، على أن يقدم الأمين العام تقريراً خلال 15 يوماً أمام مجلس الجامعة عن عمل اللجنة، التي تجتمع بعد شهرين، وإذا ما اضطرت يمكن أن تجتمع قبل ذلك.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع «إن الموقف العربي واضح وقوي في رفض تدخلات إيران في الشؤون العربية وضد دعمها للإرهاب والطائفية في العالم العربي». وقال إنه لا توجد لنا مشكلة مع الشعب الإيراني لكن الدولة التي تقوم بسياسات عدوانية سلبية وليست إيجابية، وأنها تستخدم الأفعال ولا الأقوال وهذه مشكلتنا مع إيران. وأكد أن القرار العربي واضح لإيران من أن الدول العربية تقف صفاً واحداً، ولفت إلى قرابة أكثر من ثلاثة عقود من دعم التطرف والطائفية وتجنيد أبناء الدول العربية للقيام بأعمال عنف في دولهم، وأننا وصلنا لنقطة «كفى» إذا أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة. وحدد ذلك بضرورة أن تتعاون، وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم دعم الإرهاب. وقال إذا استمرت إيران في نهجها فستواجه معارضة من الدول العربية، وهذه هي الرسالة التي خرجنا بها من الاجتماع. وشكر الجبير زملاءه على الموقف القوي الواضح الذي اتخذوه من الاعتداءات الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الإماراتي رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة الشيخ عبدالله بن زايد في المؤتمر الصحافي: «إن الوزراء العرب أيدوا المملكة في قراراتها وهذه رسالة واضحة ضد كل من يحاول أن يزعزع الأوضاع في بلدنا». وقال العربي في كلمة في الجلسة الافتتاحية إن الدعم العربي للإجراءات التي اتخذتها الرياض حيال طهران، مهم لصيانة الأمن الإقليمي العربي وعدم إثارة الفتن الطائفية في المنطقة. مشيراً إلى أنه «تقع على عاتق إيران إزالة التوتر وتحسين علاقاتها مع الدول العربية ومنع التدخل في شؤوننا». وأكد الجبير أن بلاده «ستتعامل مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي بكل جدية وتتصدى لها بكل حزم».
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري عقد مشاورات قبيل الاجتماع مع كل من الجبير وعبد الله وتوجه ثلاثتهم معاً إلى مقر الجامعة. وأعلن شكري أمام الوزراء «رفض مصر في شكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة بسبب قيامها بإنفاذ قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب الإيراني، وشدد شكري على وقوف مصر إلى جانب «السعودية وإخوتنا في الخليج العربي وقفة صلبة، لمواجهة تحدياتنا المشتركة». وقال نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي إن الاعتداء الإيراني السافر على البعثات السعودية لا يشكل حادثاً معزولاً واستثنائياً في السياسة الإيرانية، والتي تَجلَّتْ في عددٍ من البلدان العربية ومنها منطقة الخليج العربي بما فيها البحرين واليمن.
وأكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل «أننا أتينا إلى القاهرة كي نتضامن مع السعودية ضد الاعتداء على البعثات الديبلوماسية في إيران، وذلك التزاماً بالاتفاقات الدولية وعدم التدخل بشؤون الدول الداخلية وعلى هذا الأساس موقفنا كامل ومنسجم». ولفت بعد انتهاء الاجتماع إلى أن «الموضوع تشعب بسبب الاشتباك الإيراني والسعودي، ولبنان أخذ قراراً باعتماد سياسة النأي بالنفس وهذا ما قمنا به من دون تعطيل التضامن العربي مع السعودية ونحن قمنا بإعطاء الأولوية لوحدتنا الداخلية التي تبقى الأهم». وشدد على «أننا نجحنا بالحفاظ على الوحدة، ولبنان امتنع عن التصويت على البيان الختامي الذي ربط «حزب الله» بالأعمال الإرهابية وطلبنا إزالته». وفي إسلام آباد شدد قائد الجيش الباكستاني الفريق أول راحيل شريف بعد استقباله ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على «أن أي تهديد لسلامة الأراضي السعودية من شأنه أن يثير رد فعل قوياً من باكستان»، كما أفاد بيان للجيش الباكستاني. وأشار إلى أن المحادثات «تناولت التعاون الأمني والدفاع الإقليمي».