عروبة الإخباري- يسود الغضب منذ عدة أيام الشارع الفلسطيني المسيحي وتحديداً في مدينة بيت ساحور التابعة لمحافظة بيت لحم في الضفة الغربية، بعد إبعاد راهب قبرصي موجود في دير مار سابا في المدينة إلى بلاده قبرص، مما أثار الكثير من الشكوك بعدما تبين أنه من المعارضين للبطريرك الأرثوذكسي في فلسطين ثيوفيلوس وتسريبه أراضي الكنيسة إلى اليهود. وكان الراهب أركاديوس قد قضى في فلسطين خمسة عشر عاماً.
ووقعت الأحداث داخل كنيسة الروم الأرثوذكس في بيت ساحور خلال احتفال بعيد الكنيسة عندما كان الراهب القبرصي يوزع منشوراً ضد البطريرك. ويبدو أن البطريرك استبق وصوله إلى الكنيسة وأبلغ أجهزة الأمن الفلسطينية أن حياته مهددة من هذا الراهب، ما حدا بأجهزة الأمن للتواجد في المكان مبكراً.
واعتقل الراهب اركاديوس واقتيد إلى مركز شرطة بيت لحم. وهناك قررت النيابة الفلسطينية الإفراج عنه لعدم وجود دعوى مقدمة ضده من أحد، إلا أن الشرطة أبقت على اعتقاله. وبحسب ما قال الراهب في اتصال هاتفي من قبرص لإحدى الإذاعات المحلية فقد تم إخراجه من مدخل مركز الشرطة الخلفي واقتياده إلى مقر الارتباط الإسرائيلي في بيت جالا ونقل من هناك إلى دائرة الهجرة وتم ترحيله إلى بلاده في غضون ساعات قليلة.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية كانت تحت ضغط اتفاقية أوسلو التي تفرض تسليم أي مواطن أجنبي إلى الارتباط الإسرائيلي وهو الجهة المعنية باتخاذ إجراءات ضده بناء على الموقف وليس السلطة الفلسطينية. وهو ما حدث بالفعل. كما أن السلطة الفلسطينية لا سلطة لها فيما يتعلق باختيار البطريرك للكنيسة الأرثوذكسية أو تنقلات الرهبان من خلال البطريركية.
ونظم عدد كبير من الشباب المسيحي في محافظة بيت لحم تظاهرة أمام كنيسة الروم الأرثوذكس في بيت ساحور وانطلقوا إلى وسط المدينة ومن ثم اخترقت المسيرة شوارع المدينة وصولاً إلى دير مار سابا القريب من مستوطنة جبل أبو غنيم ورفعوا اللافتات والأعلام الفلسطينية تأكيداً على أن أملاك الكنيسة هي أملاك فلسطينية وليست يونانية كما يتصرف البطريرك ومن حوله.
واتفق الشباب المسيحي على تنظيم المزيد من الفعاليات تزامناً مع أعياد الميلاد المجيدة حسب التقويم الشرقي التي تصادف هذا الأسبوع. وقد يتم الوقوف في ساحة كنيسة المهد ورفع لافتات ضد البطريرك اليوناني لدى وصوله إلى ساحة المهد قبيل دخوله إلى الكنيسة وترؤسه احتفالات الميلاد.
يأتي هذا الحراك في وقت كشفت فيه صحيفة يونانية أن البطريرك ثيوفيلوس يغتني من بيع أراض البطريركية لليهود. كما أن المقربين منه ملأوا جيوبهم بمبالغ خيالية وصلت إلى 172 مليون دولار حصلوا عليها من بيع أراض تابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس. وهي عبارة عن حجر عثرة بين إسرائيل وفلسطين، فكلما باع ثيوفيلوس أرضاً لليهود كلما بنى اليهود مستوطنات واكتسبوا أراض أكثر على حساب الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة اليونانية وموقع «HellasForce» إن البطريرك ثيوفيلوس يعمل بدون حسيب أو رقيب وبتوجيهات من محام يحمل جواز السفر الإسرائيلي. ويستمرّ في عملية تنفيذ مخطط بيع أراضي وأملاك بطريركية الروم الأرثوذكس لجهات إسرائيلية.
وقد تم نقل مبلغ 172 مليون دولار أمريكي بحسب معلومات وصلت الموقع اليوناني حديثاً لحساب بنكي في لندن إلى اسم ايليا غنوبولوس وهو اسم ثيوفيلوس بحسب جواز السفر. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحويل أموال للخارج. فبيع أراضي البطريركية يدر أموالا كثيرة. وقالت الصحيفة اليونانية إن وزارة الخارجة في اثينا غير مبالية. والمعنيون في الوزارة بشؤون البطريركية يستمرون كسابقيهم في غض الطرف عما يحدث في البطريركية ويتجاهلون الاتهامات التي توجه ضد ثيوفيلوس وتستمر سياسة عدم اللامبالاة.
واعتبرت الصحيفة أنه هكذا يتم إفساح المجال لثيوفيلوس لكسب أموال ضخمة والاغتناء. لهذا يقاوم ويحتج العرب المسيحيون وقد وقفوا ضد البطريركية واليونان واليهود ويحاولون باستمرار اكتساب اراض وطنية ذات أهمية لفلسطين وسحبها من أيدي البطريرك اليوناني الأرثوذكسي.
وقامت إسرائيل ببناء حديقة ما يسمى بالاستقلال ومتحف إسرائيل والكنيس الكبير وكنيس هيخال شلومو والكنيست والمقر الرئاسي وبيت رئيس الحكومة ومساكن وعمارات وأبنية كثيرة أخرى، على أراضٍ تابعة للكنيسة. وتم الأمر تحت واقع اتفاقيات وصفقات التأجير طويلة الأمد والمستمرة لغاية اليوم.
وقرر الحراك الفلسطيني المسيحي الاستمرار في الاحتجاجات حتى يتوقف البطريرك عن أفعاله في تسريب الأراضي او استبداله بآخر يحافظ على الأرض الفلسطينية من الوصول إلى الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق.
كما تترافق هذه التطورات مع دخول اعتراف دولة الفاتيكان بدولة فلسطين إلى حيز التنفيذ وهو ما قد يعطي بعداً إيجابياً للحراك المسيحي الفلسطيني لدعمه ودعم صموده في أرض فلسطين ومساهمته في الحفاظ على الأراضي المسيحية الفلسطينية.
وتتواصل الهجمة اليهودية ضد المسيحيين وأملاكهم في فلسطين التاريخية حيث واصل رئيس منظمة «لاهافا» اليهودية المتطرفة الحاخام بينتسى غوبشتاين دعوته بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الميلاد لحرق الكنائس في القدس المحتلة.
وقد بث موقع القناة العبرية الثانية تصريحا للمتطرف غوبشتاين قال فيه: إن «الوجود المسيحي في القدس غير مرغوب فيه وهذا ما يجب أن نترجمه بالأفعال وليس بالأقوال فقط». ووصف الحاخام المتطرف غوبشتاين المسيحية بأنها نوع من أنواع الوثنية ويجب محاربتها ووضع العراقيل أمام انتشارها في القدس، وأيضا أمام الممارسات الدينية المتعلقة بالديانة المسيحية في القدس.
ووفقا للقناة العبرية فإن منظمة «لاهافا» متهمة بحرق ثلاث كنائس مسيحية في القدس وتوجيه الإهانات لقساوسة الكنائس وملاحقتهم والتضييق على تحركاتهم في المدينة المقدسة.(القدس العربي)