عروبة الإخباري- مع تمكن القوات العراقية، المشاركة في معركة تحرير الرمادي، من استعادة مناطق استراتيجية وسط المدينة، ومحيطها من متشددي عصابة “داعش” الارهابية، يرفع الاردن استعداده الامني لمواجهة اي تحد على طول الشريط الحدودي مع العراق، وسط ترقب من امتداد رقعة المواجهات المسلحة، بين القوات العراقية و”داعش” إلى الحدود الشرقية للمملكة.
ويعتبر خبراء عسكريون في قراءتهم لهذا التحدي المرتقب، في ظل اشتداد معركة تحرير الرمادي، انه من “المستبعد ان يحاول “داعش” الوصول الى الحدود الشرقية للاردن، ومحاولة الاصطدام مع قواتنا المسلحة، التي تتمتع بقدرة وفعالية واحتراف عالي المستوى، في التعامل مع كل من يحاول اختراق حدود وأمن المملكة”.
واكد هؤلاء لـ”الغد” على قدرة وفعالية واحتراف القوات المسلحة الاردنية، في التعامل مع كل من يحاول اختراق حدود وأمن المملكة، في ظل الجاهزية، “التي تتمتع بها قواتنا وأجهزتنا الأمنية، والتي ما تزال تقف دوما بالمرصاد لهذه التنظيمات، والحفاظ على الأمن الوطني”.
ويرى العميد الركن المتقاعد حسن ابو زيد أن “داعش” سيفكر طويلاً، قبل اي تحرك باتجاه الحدود الأردنية الشرقية، هربا من المعارك الدائرة حاليا في الرمادي، خاصة ان التنظيم يعرف طبيعة وعقيدة الجيش العربي الأردني، ومدى مستوى الاحتراف والتسليح الذي يتمتع به، وقدرته على التعامل مع أي عدو”.
وأشار إلى أن الجيش العربي “مدرب على سرعة القتال والحركة، بحيث أصبح قادراً على احتواء أي اعتداء في أسرع وقت ممكن، خاصة أن التنظيم الارهابي ليست لديه القدرة على مواجهة أي جيش نظامي، أو الوصول إلى حدود الأردن”.
واستبعد ابو زيد ان يمتلك “داعش” القدرة على الوصول الى حدود المملكة “لأسباب جغرافية وعسكرية”، مشيراً إلى “ان الجيش المصطفوي والأجهزة الأمنية مستعدة للتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمن المملكة، من أي خطر خارجي، مهما بلغ شأنه”.
من جهته، قال العميد المتقاعد محمد الهياجنة أن الجيش العربي يتمتع بكفاءة وجاهزية عالية في التعامل مع خطر هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية، خاصة أنه شهد تطورا نوعيا في مختلف المجالات، ونفذ بكل اقتدار واحتراف ما أوكل له من مهمات دفاعية لحماية الحدود وإشاعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.
واعتبر الهياجنة ان تقدم التنظيم الارهابي في العراق “جاء جراء ظروف إقليمية مضطربة”، ما مهد له استغلال هذه الفرص للتوغل في العراق، مشيراً الى ان التنظيم “ليست لديه القدرة على الامتداد نحو الأردن، خاصة في ظل معرفته بقدراته وتنبه الأجهزة العسكرية والأمنية له”.
وأضاف ان الجيش العربي الاردني يعتبر من اكثر جيوش المنطقة كفاءة ومهنية واحترافية عسكرية، وهو قادر على التعامل بشكل جيد مع اي مجموعة من التهديدات المحتملة للحدود، في ظل استراتيجية دفاعية راسخة للحفاظ على أمن وحماية أراضيه من أي تهديد خارجي، برا وبحرا وجوا.
من جهته، لم يخف العميد المتقاعد محمد العبادي خشيته من حدوث موجات نزوح جماعية لعراقيين هرباً من شدة المعارك الدائرة على الأرض في الرمادي، “وهو امر سيشكل عبئا أمنيا على الحدود الشرقية للاردن”.
وأشار الى انه من المتوقع ايضاً حدوث حالات تسلل على الحدود العراقية الأردنية، من قبل أفراد ينتمون للتنظيم الإرهابي، وقيامهم بعمليات كر وفر، داعياً في نفس الوقت الى إدامة التواصل بين القيادات الأمنية والعشائرية في الأنبار، وعمل كل ما من شأنه حماية الأهالي من تداعيات المعركة.
ويرى العبادي ان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية “قادرة تماما على التعامل مع هؤلاء الإرهابيين، في حال زحفوا باتجاه الحدود الأردنية، واحتمال اصطدامها مع القوات المسلحة الأردنية المدربة للتعامل مع مثل هذه الجماعات”.(الغد)