كلينتون: نتنياهو عقبة امام السلام وبراك يشتاق لقتل الفلسطينيين

عروبة الإخباري – تعكس محتويات البريد الالكتروني لمرشحة الرئاسة الامريكية ووزيرة الخارجية السابقة ” هيلاري كلينوت” التي تم كشفها ونشرها بناء على قانون حرية المعلومات الامريكي ونشر موقع ” nrg” العبري اليوم السبت مقتطفات مطولة منه نظرة كلينتون وكبار مساعديها لاسرائيل وقادتها .
وكشف البريد الالكتروني عن حوالي 20 الف رسالة الالكترونية استقبلتها وأرسلتها هيلاري كلينتون اثناء اشغالها منصب وزيرة الخارجية عكس بعضها موقف الوزيرة الامريكية من قيادات اسرائيلية مثل نتنياهو وايهود براك .
وتناولت مراسلات الالكترونية كثيرة جرت بين هيلاري كلينتون وكبار مستشاريها قبيل القاء خطابها الشهير 2010 امام مؤتمر “ايباك” هذا الخطاب وكيفية التعامل مع منظمة ” الايباك” التي وقفت خلف نتنياهو وضد الادارة الامريكية وتلقت “كلينتون” عبر احد مستشاريها غير الرسميين تحليلات من الكاتب الاسرائيلي اليساري “اوري افنيري” وصف فيها اسرائيل بالمتعصبين اليهود الذين كانوا في القدس قبيل خراب الهيكل الثاني والأمريكيين بالرومان.
واستحسنت هيلاري كلينتون التحليل وطلبت من مستشارها تزويدها بصيغة يمكنها استخدامها امام “ايباك” لكن هذا التحليل لم يخرج الى العلن وبقي طي الكتمان .
وامرت محكمة امريكية “هيلاري كلينتون” بتسليم ادارة الارشيف الامريكية ما يقارب 20 الف رسالة الالكترونية تداولتها اثناء توليها مهامها كوزيرة للخارجية مستخدمة بريدها الالكتروني الشخصي غير المحمي، ما اثار في اذار الماضي عاصفة داخل الولايات المتحدة ترفض ان تتراجع قوتها حتى الان ولا زالت تلاحق”كلينتون” التي تخوض معركة انتخابية لترشيحها للرئاسة الامريكية 2016 .
وسمح نشر الرسائل الالكترونية بالقاء نظرة نادرة على الاقوال والتصريحات التي لم تصدر علنا ولم يسمع بها احد بشكل علني وطريقة صياغة هذه التصريحات تحويلها الى عملية دبلوماسية امريكية باتجاه اسرائيل تبنتها كلينتون شخصيا والكثير من مقربيها.
وأظهرت المراسلات الالكترونية “كلينتون” بصورة السيدة القوية صاحبة القرار تحمل ايديولوجيا وأفكارا تقدمية متحررة وليبرالية وكان من بين مستشاريها يساريون متطرفون يحملون مواقف سياسية تشبه مواقف حركتي ميرتس وحداش الاسرائيليتين شجعوا وزيرة الخارجية على ادارة ظهرها لإسرائيل وهي لم ترفض نصائحهم بل تبنتها في بعض الاحيان، كما يظهر من المراسلات لكنها في الواقع العملي واصلت الخط السياسي التقليدي للخارجية الامريكية والمتمثل بالدعم العلني لإسرائيل الى جانب التقرب من الفلسطينيين والقيام بمحاولات قوية لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام عبر استخدام سياسة العصا والجزرة في وجه طرفي العملية السياسية .
وظهرت كلمة “إسرائيل ” في الف رسالة الكترونية تبادلتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ويمكن من خلال التمعن بما انطوت عليه هذه الرسائل معرفة ان كلينتتون نفسها مؤيدة ومتعاطفة مع اسرائيل والدولة الصهيونية رغم بعض التصرفات التي يمكن الفهم منها انها متكبرة ومتعالية .
وكان اهم المواقف التي دعمت فيها كلينتون اسرائيل ما تبع اقتحام الكوماندوز الاسرائيلي لسفينة “مرمرة ” حيث عملت كلينتون على مدار الساعة لتطويق الاضرار التي قد تلحق بإسرائيل وطلبت من مساعديها تحويل أي اتصال يأتيها من وزير الجيش ” اهود باراك” في أي وقت او ساعة .
واتضح من خلال المراسلات ان كلينتون كانت عى اطلاع تام على فحوى المحادثات التي اجرتها ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ” كاترين اشتون” مع وزير خارجية اسرائيل “ليبرمان ” وفي اعقاب هذه المحادثات طلبت من مساعديها تحويل أي مكالمة تأتيها من ” باراك” في أي وقت .
“عملت دون توقف منذ فجر امس” قالت كلينتون في رسالة الالكترونية وجهتها لإحدى مستشاراتها المقربات .
وبالتوازي مع المحادثات التي اجرتها ” كلينتون” مع قادة اسرائيل وتركيا اجرت مشاورات واستشارات مع مقربيها وكان في هذه الحالة ايضا مستشارها اليهودي المقرب “بلو منتال” ضمن قائمة من استشارتهم كلينتون عبر رسائل الالكترونية تبادلتها معهم .
وكتب “بلو منتال ” المستشار غير الرسمي لكن المقرب من كلينتون قائلا “هذه عملية عنتيبي خاصة بنتنياهو لكنها معكوسة والد ننتنياهو” بن تسون كان مستشار جوتينسكي لكن مناحيم بيغن القاه خارج طاقم عمله لما يظهره من تطرف وكان بن تسيون فخورا ببطولة ابنه “يونا ” الذي قتل في عنتيبي ولكنه نتنياهو لم ينجح مطلقا بنيل رضى والده الذي زاره مؤخرا بعد ان خرج نتنياهو الابن عن مفهوم ارض اسرائيل الكاملة لذلك يبحث نتنياهو بشكل يأس عن رضا والده ومنحه شهادة البطولة لكنه لن ينجح مطلقا بالحصول على وضع مساوي لوضع اخية يونا “.
واضاف بلومنتال عملية اقتحام سفينة مرمرة تذكرنا بعملية عنتيبي باستثناء حقيقة واحدة ان في هذه الحالة لم يكن هناك رهائن ولم يكن مسلحين وهنا ليست افريقيا لكن بكل المقاييس والمفاهيم هذه هي عملية عنتيبي جديدة ” حتى اهود باراك يعيش شبابه من جديد حين كان جندي كوماندو يقتل الفلسطيني في لبنان وأعماله البطولية التي وثقها فيلم “سبيلبرغ في ميونخ “.
وفي رسالة اخرى اسدى “ساندي برغر” الذي كان مستشارا للامن القومي الامريكي فترة حكم الرئيس كلينتون ليتحول الى كبير مساعدي هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية عام 2008 للوزيرة الامريكية نصائح مفصلة حول كيفية ممارسة الضغط على اسرائيل ونتنياهو وقال “يتمثل هدفنا في تغيير مركز الثقل في تعاطينا الحالي مع نتنياهو والمستوطنات – حيث يعتقد نتنياهو ان يده هي العليا في هذه النقطة- ونقل هذا المركز الى منطقة فيها مساحة تفهم اسرائيلي واسع للموقف الامريكي منطقا يمكننا ان نخلق له حالة من عدم الارتياح خشية ان يتسبب بعدم رضانا ” .
وأضاف برغر في رسالته المؤرخة بتاريخ 19/9/2009 “من الناحية النظرية يمكن لتصلب نتنياهو فيما يتعلق بقضية حدود 1967 ان يمنحنا الفرصة لتحويل وقفه ضدنا من خلال عدم طرح أي صيغة عليه تتضمن حدود 1967 ما سيظهره بصورة العقبة الكأداء امام السلام واظهاره بمظهر من تراجع عن مواقف سبق لحكومات حكومات اسرائيل السابقة ان تبنتها واتفقت عليها ما يجبره على العمل على تحويل النقاش والجدل بعيدا عن المستوطنات نحو مواضيع اساسية واكثر اهمية بالنسبة للنتائج النهائية في الميدان “.
وكانت المفاوضات موضوعا رئيسيا في رسلة اخرى بعث بها “برغر” يوم 28/8/2010 حيث ركز فيها على التفاصيل الفنية مثل ضرورة وجود ممثلين امريكيين يحضرون كل لقاء ثنائي يعقد بين طرفي المفاوضات ودرجة ثقة اسرائيل بحلف الناتو والاتفاق على فترة انتقالية يتواجد خلال الجيش الاسرائيلي في منطقة الاغوار بعد توقيع اتفاقية السلام وصولا الى تفاصيل اكثر تقنية مثل قوله ان التوصل الى اتفاق اطرا صعب جدا لكنه ممكن .
“اذا حصل نتنياهو على ضمانات كافية قد يقوم بدور القائد التاريخي واذا لم يحدث ذلك عليه ان يواجه تأثير ذلك وأبعاده على العلاقات الاسرائيلية الامريكية وهو سيحاول القاء الفلسطينيين تحت العجلات ودهسهم لكننا سنكون موجودين داخل الغرفة وسنراقب ما يحدث” كتب “برغر ” في رسالته.
وأضاف “انها مفاوضات تذهب من المبادئ الى الورق وليس العكس لذلك لا يمكننا نقل او تبادل الصيغ بين الاطراف ان ابو مازن ملتزم بالتوصل الى اتفاق ولكن اذا فشل فانه يأمل بإلقاء المسؤولية على نتنياهو وإظهار نتنياهو كشخص غير منطقي وان الحد الادنى لمطالب ابو مازن تتمثل بما يدور حول حدود 1967 “.
وبعث السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل “توماس بيكرينغ” يوم 18/11/2011 رسالة هامة لوزيرة الخارجية الامريكية كلينتون التي طلبت طباعتها من البريد الالكتروني لمزيد من الدراسة والتمعن قال فيها ان المفاوضات السياسية عالقة ولا يوجد أي سبب لاعتقاد ان الوضع سيتغير لان الفلسطينيين والإسرائيليين لا يستطيعون تقدير اقتراع حل يستجيب للحد الادنى من مطالبهم .
وقال بيكرينغ ان الولايات المتحدة كانت في حالات سابقة مماثلة تكسر الجمود من خلال عملية “تغيير اللعبة ” ولهذا اقترح على الوزيرة فكرة عمل على طريقة “غاندي ” وتقوم على استخدام التظاهرات السلمية الكبيرة والاحتجاجات السلمية حتى نعيد السلام الى مركز تطلعات وتفكير الناس .
وحسب خطة بيكرنغ التي اوردها في رسالته الالكترونية ان الرجال الفلسطينيين لن ينجحوا لتحقيق هذا الهدف لأنهم لن يضبطوا انفسهم وسيستخدمون العنف كما ان مجرد وجودهم ستثير الجنود الاسرائيليين وتحفزهم على تفريق المظاهرات بالقوة لذلك يجب ان تكون النساء في قلب ومركز هذه المظاهرات وهذه المظاهرات يجب ان تكون نسويه فقط .
“حتى ينجح الام نحن بحاجة الى مظاهرات واحتجاجات دائمة ومستمرة على طريقة ميدان التحرير ومع تقدم الامر ستقنع النساء الفلسطينيات زميلاتهن الاسرائيليات بالانضمام لهن ومن اجل تشجيع المظاهرات التي ستقوم في كل مكان ممكن ستشكل حركة السلام الان نقطة بداية جيدة لكن من الممنوع والمحظور ان يكتشف الناس ان الادارة الامريكية هي من يقف وراء المظاهرات ” قال بكرنغ في رسالته.
وتميزت المستشارة “سلوتر” في مجال طرح “الرؤيا” من بين جميع مستشاري كلينتون حيث طرحت عبر رسائل الالكتروني عديدة الكثير من الافكار التي ربما لن توافق عليها الوزيرة ورغم ذلك اصرت “سلوتر” على كتابتها وإرسالها كما حدث حين ارسلت مقالتها التي نشرتها يوم 22/9/2011 للويرة مع ملاحظة قالت فيها “بصدق، لم تقدم اسرائيل لنا أي شيء مقابل الوقت الكبير والدعم الهائل الذي قدمناه بل على العكس ورطنا مرات عدة في اوضاع وحالات تتعارض مع مصالحنا “.
وبعثت “سلوتر” في مناسبة اخرى للوزيرة الامريكية برسالة مثيرة وغير مالوفة بالنسبة لدبلوماسية القرن الحادي والعشرين .
وبحثت الرسالة حملة الفيسبوك الاسرائيلية حين نشر اسرائيليون صورهم تحت عبارة باللغة الانجليزية تقول ” ايها الايرانيون نحن نحبكم ولن نقصف بلادكم مطلقا ” .
وكتبت المستشارة سلوتر في رسالتها الالكتروني الموجهة الى هيلاري كلينتون قائلة ” من المهم جدا ان نترجم مستقبلا مثل هذه العبارات الى العبرية والفارسية وعلى الخارجية الامريكية ان تضع امكانياتها وقدراتها لانجاح هذه الفكرة “.
وفي يوم 27/8/2010 بعثت سلوتر برسالة الى هيلاري كلينتون عرض فيها مبادرة “الحزمة” التي خرجت من بنات افكار اتحاد “راند” الامريكي المتخصص في اجراء البحوث والدراسات لصالح الحكومة الامريكية والمنظمات المدنية .
واقترحت المبادرة بناء “رواق من البنية التحتية ” يربط بين قطاع غزة والضفة الغربية ويتضمن سكة حديد للقطار السريع ، خطوط كهرباء ومياه ، على ان يرتبط “الرواق” مع كافة المدن الفلسطينية من رفح حتى جنين التي ستحتضن في مراكزها محطات القطار السريع ما سيشجع السياحة الداخلية وسيدعم تطور وازدهار الدولة الفلسطينية الجديدة التي ستعتمد على بنية تحتية اقتصادية واسعة وعلى علاقة وثيقة وقوية مع قطاع غزة .
وتم عرض الفكرة على كلينتون بعد الحرب على غزة التي عرفت بعملية “الرصاص المصبوب ” حين كانت حماس صاحبة السيادة والسيطرة المطلقة على قطاع غزة ورغم ذلك وصفت “سلوتر” اقتراحها “اقتراح يحمل في طياته فرصة وإمكانية تحقيق السلام في المنطقة ” ويمكن تنفيذه بتمويل القطاع الخاص واكدت ان فكرتها بحثت مع اسرائيليين وفلسطينيين ويهود امريكيين وجميعهم احبوها جدا.
وردت كلينتون في اليوم التالي على هذه الرسالة قائلة “فكرة عملية رائعة ” لتطول بعدها المراسلات التي سمح القضاء الامريكي بنشرها ولتتضح مع قراءة كل رسالة فترة زمنية اخرى وصورة اضافية من صور المفاوضات والتجاذب السياسي والدعم الامريكي لإسرائيل.

Related posts

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين

قصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب جنوب دمشق