عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم الأربعاء، الاحتفال الكبير الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف في المركز الثقافي الملكي.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور هايل عبدالحفيظ داود، في كلمته خلال الحفل، “نفخر بنبينا، صلى الله عليه وسلم، لأنه علّم البشرية كل القيم السامية الكريمة، التي ترتقي بالإنسان في جميع جوانب الحياة، وكانت حياته دروسا وعبرا”.
وأضاف “مصادفة جميلة أن نحتفل بمناسبة المولد النبوي الشريف، كما يحتفل إخواننا المسيحيون بعيد الـميلاد الـمجيد، وهذا تزامن طيب لأن نبينا محمدا، صلى الله عليه وسلم، ونبي الله عيسى، عليه السلام، إخوة، كما قال الرسول الكريم: لا تفضلوني على غيري من الأنبياء”.
وأكد “أننا، والحمد لله، في هذا البلد الخيّر، كما قلتم سيدي أمس، في رسالة تهنئتكم إلى الأردنيين بهاتين المناسبتين السعيدتين، لم نعرف الفرقة أبداً، فنحن جميعاً، نعيش في هذا البلد في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق، ونؤمن أن إخواتنا المسيحيين هم جزء أصيل من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ومن نسيجنا الاجتماعي، وشريك رئيسي في بناء الحضارة والثقافة”.
وقال الوزير داود “سنبقى بعون الله معكم، يا جلالة الملك، في حربكم ضد خوارج العصر، الذين يسعون لإسكات صوت التسامح والمحبة، فهؤلاء كما قلتم يا سيدي في أكثر من مناسبة يشوهون ديننا بجرائمهم الفظيعة، واليوم إذا ضيع العهد كثيرون، فتخلو عن واجبهم في الدفاع عن قيم هذا الدين ومعانيه السامية وعن إنسانية الإنسان، فأنتم جلالتكم الحافظون لحمى هذا الدين ورسالته”.
ولفت داود إلى جهود جلالة الملك في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول عليه السلام، وحمايته والحفاظ على الهوية العربية للقدس، وتمكين صمود أهلها، وهو شأن الأردن الذي قدم دماء شهدائه زكية في سبيل القدس ومقدساتها.
من جهته، أعرب فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، من جمهورية مصر العربية، في كلمته، عن تهاني مصر وشعبها والأزهر الشريف لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الأردني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
واستذكر موقف الصفح والرحمة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة وهو على رأس جيش قوي، وما مثله من رحمة وعفو وتسامح، هي قيم ومثل عليا جسدها النبي المصطفي في رسالته ودعوته للناس أجمعين.
وقال الأزهري “اليوم، وفي الوقت الذي تعلو فيه فلسفات تنادي بموت الإنسانية، والنموذج المعرفي والحضارة واللغة، ترفع أمة الإسلام، في المقابل، شعار إحياء وإعلاء قيمة الوطن، وقيمة الإنسانية والعلم”.
وأضاف، في هذا الصدد، كما أطلق الأردن، وعلى صعيد دولي، رسالة عمان، نتطلع لأن يكون هذا اليوم المبارك مناسبة لإطلاق رسالة مماثلة تحمل كلمة ورسالة الإحياء، التي ولدت بمولد النبي الكريم.
واستشهد الأزهري بعدد من الآيات القرآنية، التي لخصت هدي سيدنا محمد، والعلوم التي نبعت من حضارته، والتطبيقات التي أبدعتها أمته من بعده، وعلاقة أمته بالعالمين.
بدوره، أكد فضيلة العميد الدكتور محمد الغول، مفتي الدفاع المدني، أن مولد النبي، عليه الصلاة والسلام، هو مولد للإنسانية أخرجها من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان، ومن الجهل إلى العلم، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الغي إلى الرشاد.
وأضاف، في كلمته خلال الحفل، “لقد ترك صاحب الذكرى لهذه الأمة موروثا وكمّا من فروض الكفايات المتصلة بالنهضة الصناعية والتنموية والتقنية، التي نمتلك بها أسباب القوة المادية”، داعيا لأن تكون “نهضتنا مبنية على العقيدة الموافقة للفطرة، والعبادة الموافقة للعمارة”.
وأشاد الغول بجهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، التي أفضت إلى تبني مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار حول الشباب، معتبرا أنها جاءت إيمانا من سموه “أننا لا نستطيع أن نغفل الوهن الأخلاقي الذي تتعرض له أجيالنا من شباب الأمة، فنحن أمة فتية، عنصر الشباب فيها أكثر من 40%، لذا لا بد أن نقدم للشباب منهجا يؤهله ليكون قويا أمينا على نفسه وأمته وبلده”.
وحضر الاحتفال عدد من أصحاب السمو الأمراء، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي في عمان، وجمع من المدعوين.