عروبة الإخباري – شاركت غرفة التجارة الدولية – فلسطين ممثلة برئيس مجلس إدارتها منيب المصري، في حفل تأسيس غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير، الذي انعقد في منطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة بالصين في 9 – 10 الشهر الحالي. وحضر الحفل ممثلون من القطاعين الخاص والعام من 120 دولة.
وتم انتخاب المصري نائباً لرئيس غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير.
واشار المصري في كلمته امام المشاركين في الحفل «أن الصين تحتاج الى التعاون المشترك مع الغرف التجارية في دول الشرق الاوسط من اجل فتح طرق لمشروع «طريق الحرير»، وعليه سيقع على عاتق الغرف التجارية في دول الشرق الاوسط، دور توفير المعلومات لاعضاءها محليا وكذلك لجميع انحاء العالم». وإضاف أن «دول المنطقة مدركون تماماً الفوائد الكبيرة من مشروع «طريق الحرير» فبعض الدول العربية مثل الامارات نصبت نفسها كجسر وحلقة وصل من اجل ادماج اقتصادات الشرق الاوسط في سلسلة التوريدات الصينية العالمية».
اما بشأن الوضع الفلسطيني فقد اشار المصري «ان المشكلة الاساسية في منطقة الشرق الاوسط هي الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، المستمر على مدى عشرات السنين لغاية الآن دون حل، ونتيجة لذلك فان الحال في وطني من سيء إلى اسوأ، والواقع ان السبب الرئيسي لنمو وانتشار «داعش» في جميع ارجاء العالم هو ان هذا الجرح ما يسمى الاحتلال الاسرائيلي لم يلتئم وما زال مفتوحاً».
وأضاف: فلسطين تاريخياً، كانت تقع على طريق الحرير القديم، وكمثال ملموس في اواخر القرن التاسع عشر، كانت عائلة جاسر من مدينة بيت لحم، تشتري من الصين الحرير لتقوم بتصديره إلى اوروبا وخصوصاً فرنسا، ولقد قام يوسف جابر ببناء قصر جاسر في مدينة بيت لحم في العام 1910، وقام بهندسته مهندسون معماريون من فرنسا على الطراز الفرنسي وقام بإنشاء معارض حول القصر وتحول إلى معلم حضاري يزوره التجار والزوار. وفي عام 1995 اشترته شركة باديكو وحولته إلى فندق خمس نجوم، ويستقبل الجميع وخصوصاً السياحة الدينية.
ودعا المصري المشاركين في الحفل في هونغ كونغ، أن يكون الاجتماع القادم للعام 2016 في فندق جاسر فلسطين، من اجل بحث إمكانية استفادة قطاع الاعمال في فلسطين من هذه المبادرة في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية. وتركز مبادرة طريق الحرير على ثلاثة خطوط رئيسية: الخط الاول يربط بين الصين واوروبا مرورا بآسيا الوسطى وروسيا، والخط الثاني يمتد من الصين إلى منطقة الخليج والبحر الابيض المتوسط مروراً بآسيا الوسطى وغربي آسيا، والخط الثالث يبدأ من الصين ويمر بجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا والمحيط الهندي.
وبالرغم من ان الشرق الاوسط يشهد اليوم اضطرابات خطيرة ما يشكل تحديات كبيرة لتنفيذ مبادرة الحزام الاقتصادي، لكن عميد كلية الدراسات العربية في جامعة بكين، شوي تشينغ اشار أن هناك مغزى كبيرا من هذه المبادرة بالنسبة للعرب، حيث يتيح لهذه البلدان تكوين وحدة مصيرية مشتركة تربط بينها مصالح تتموية تشاركية، مثل شبكات المواصلات الحديثة، ومناطق التجارة الحرة، وانابيب النفط والغاز وقنوات كبرى لنقل المياه…والخ، فتجد في التعاون والتناسق فيما بينها فوائد اكبر بكثير من التصارع، وقد يدفع صانعي القرار في المنطقة إلى اعادة النظر في سياساتهم حتى يحل مبدأ الكسب المشترك محل عقلية الغالب والمغلوب، حيث أن هذه الصراعات لن تؤدي الا الى طريق مسدود واستنزاف ثروات شعوب المنطقة وقدراتها، وهناك العديد من الفرص التنموية التي تجلبها هذه المبادرة ستعود بفوائد على المنطقة وتساهم في القضاء على الفقر وازالة تربة التطرف والارهاب، لذلك من المهم احياء مبادىء التعاون والتبادل والمنفعة والكسب المشترك التي شكلت روح طريق الحرير قديما. وانبعث مفهوم «إحياء طريق الحرير» بعد ان طرح الرئيس الصيني شي جينبينج مبادرة بناء طريق الحرير البري والبحري خلال جولته بدول آسيا الوسطى ودول جنوب شرقى آسيا في أيلول وتشرين الأول 2013 على التوالى، تحت عنوان «بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري والبحري للقرن الحادي والعشرين.» واستجابت العديد من الدول لمبادرة الرئيس الصيني لاحياء طريق الحرير القديم، حيث تتطلع لتحقيق التنمية العالمية لكافة دول العالم وكذلك لتعزيز وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وافريقيا. ومن هنا تبلورت فكرة إنشاء «غرفة التجارة الدولية لطريق الحرير»، حيث ستكون منصة للاعضاء من الـ 120 دولة المشاركة والتي ستركز على مبادرة الرئيس الصيني لاحياء طريق الحرير، وستعمل بشكل مشترك مع الاعضاء من اجل تطوير طريق الحرير في مجالات البنية التحتية، والاستثمار الصناعي، وتنمية الموارد البشرية، والتعاون الاقتصادي، والتبادلات الثقافية، والاتصالات وحماية البيئة، وذلك من اجل تعزيز وتهيئة بيئة ايجابية للتعاون الاقتصادي بين الدول الواقعة على طول طريق الحرير، والبالغة 65 دولة بعدد سكان يفوق أربعة مليارات نسمة بتكلفة خمسة تريليونات دولار.