خطة أميركية لتحرير «الرمادي» خلال أيام

عروبة الإخباري- قالت مصادر سياسية وعسكرية وعشائرية متطابقة أن خطة تحرير الرمادي اكتملت وسيتم تنفيذها قبل نهاية العام، بعدما أنهت القوات الأميركية تسليح وحدة من متطوعي العشائر والشرطة المحلية، مهمتها إمساك الأرض، تماماً مثلما حصل خلال تحرير سنجار منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأوضحت أن قوات «الحشد الشعبي» لن تشارك في تحرير الأنبار (الرمادي والفلوجة)، وستوكل المهمة إلى وحدات من الجيش وقوات النخبة في الشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى متطوعي العشائر.

وأكدت هذه المصادر، وبعضها مطلع على اجتماع لم يُعلن عقد أخيراً بين وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر وسياسيين من الأنبار، أن القوات الأميركية ستمهد للهجوم البري بعملية قصف مركز تستهدف دفاعات «داعش» والعبوات الناسفة والمنازل المفخخة، ما قد يسبب أضراراً كبيرة في البنية التحتية، على غرار الدمار الذي شهدته سنجار، قبل دخول «البيشمركة» إليها. والفرق الوحيد بين العمليتين أن في الرمادي نحو 50 ألف مدني لم يتمكنوا من مغادرتها عبر المنافذ التي أعدت لخروجهم، خصوصاً أن مسلحي «داعش» أصدروا أوامر مشددة بمنعهم من المغادرة.

وكانت القوات العراقية ألقت أمس، للمرة الرابعة خلال الشهر الجاري منشورات تحض السكان على ضرورة مغادرة المدينة خلال 72 ساعة، في مؤشر إلى قرب عملية التحرير.

وقالت المصادر، إن القوات الأميركية أبلغت إلى الأطراف المحلية في الأنبار، استعداد الحكومة لتمشيط الأرض بالتزامن مع الهجوم، قبل نهاية العام الحالي، لكن مداولات نهائية تجري في كيفية تدارك الخسائر التي قد تلحق بالمدنيين المحتجزين داخل المدينة. وأفادت أن «داعش يدرك صعوبة الاحتفاظ بالأنبار، ولهذا فإنه أخلى معظم مسلحيه منها، ولم يبق منهم في الرمادي سوى مجموعات «الانغماسيين» وهم انتحاريون يقدر عددهم بـ 200 مسلح». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن اللواء عثمان الغانمي قوله إن تحرير الرمادي سيبدأ «قريباً جداً، وهناك عملية تجري الآن تمهيداً للهجوم على وسط المدينة، خلال ساعات».

وأضافت أن «القوات الأميركية الموجودة في معسكرات عين الأسد والحبانية تقوم بزيارات يومية لساحات المعارك، شمال الرمادي وجنوبها، ولها ملاحظات على أداء القوات العراقية، أهمها وجود فوضى وعدم تنسيق بين القيادات الميدانية خلال التحرك والاقتراب من مناطق التماس».

وأكدت هذه المصادر أن القصف الجوي الذي تعرضت له وحدات من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» وقتل نحو 20 جندياً عراقياً جاء خلال محاولتها التقدم إلى الفلوجة وإصرارها على التحرك من دون تنسيق مع «التحالف الدولي».

وقال إنه ورئيس الوزراء حيدر العبادي يأسفان لقتل الجنود، وأن تحقيقاً سيفتح، و«اتخاذ أعلى درجات الحيطة لتجنب مثل هذه الحوادث». لكن أطرافاً عراقية، خصوصاً من «الحشد الشعبي» اعتبرت القصف الأميركي تحذيراً له من التقدم في هذه المناطق. وقال النائب محمد ناجي، عن كتلة «بدر»، إن الحادث «رسالة تحذير، وجهها الأميركيون إلى القوات العراقية كي لا تتقدم باتجاه الفلوجة»، وأضاف إنها «ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها هذه الأخطاء الأميركية». وأكد أن «العمليات العسكرية الأخيرة للجيش العراقي في جنوب الفلوجة كانت بغطاء جوي أميركي، والطائرات قصفت الإرهابيين ثم عادت لتضرب قواتنا».

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن القوات الأميركية لا ترغب في رؤية «الحشد الشعبي» في المناطق التي تدير عملياتها، خصوصاً في الأنبار، وأعدت خططاً لتحرير تلك المناطق باستخدام عمليات التمشيط الجوي المكثف قبل التقدم البري، من دون مشاركة «الحشد».(الحياة)

Related posts

حلف الناتو يشيد بجهود الملك لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط

محكمة إيرانية تقضي بإعدام اربعة أشخاص لإدانتهم بالتجسس لصالح إسرائيل

(فيديو) كيف ينظر لبنان لفوز دونالد ترامب واحتمالات ممارسته ضغوطا لإنهاء الحرب وسط تصعيد في الميدان