عروبة الإخباري- كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الجمعة، أن على الرئيس السوري بشار الأسد ان يتنحى، مؤكداً أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش” سينهزم في نهاية المطاف. ولفت أوباما الانتباه الى أنه يعتزم العمل مع الكونغرس لاغلاق سجن غوانتانامو، وهو واحد من أبرز الوعود التي اطلقها في حملته الاولى للانتخابات الرئاسية.
وعقد الرئيس الأميركي مؤتمراً صحافياً قبل أن يغادر واشنطن الى هاواي، حيث من المقرر أن يمضي إجازة مدتها إسبوعين مع عائلته.
واوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن اوباما غادر واشنطن فور انتهاء مؤتمره الصحافي، على أن يتوقف وهو في طريقه الى هاواي في مدينة سان برناردينو في كاليفورينا للالتقاء بضحايا المجزرة التي وقعت هناك في الثاني من كانون الاول الجاري.
وأوضح مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيقدم جرداً بما قام به خلال العام المنصرم كما سيعرض بعض عناوين مشاريعه للسنة المقبلة.
وفي وقت كان فيه مجلس الامن الدولي مجتمعاً لمناقشة مشروع قرار حول سوريا، اعتبر أوباما في مؤتمره الصحافي السنوي في البيت الأبيض، أنه لن يكون ثمة سلام في هذا البلد “من دون حكومة شرعية”.
وقال: “اعتقد أن على الأسد أن يتنحى لوضع حد لإراقة الدماء في البلاد وليتمكن كل الأطراف المعنيين من المضي الى الأمام”. لكنه لم يحدد في اي مرحلة من الانتقال السياسي يتوجب على الأسد ان يغادر منصبه، مؤكداً أن “في نظر بلاده لقد فقد (الاسد) كل شرعية”.
وتابع: “لا يمكن وضع حد للحرب الأهلية ما دام ليس هناك حكومة تعتبرها غالبية هذا البلد شرعية”.
“سنهزم داعش”
وحول مكافحة الارهاب قال أوباما في مؤتمره: “سنهزم داعش .. وسنفعل ذلك بالضغط المتواصل عليهم وقطع خطوط إمداداتهم وقطع تمويلهم واجتثاث قيادتهم واستئصال قواتهم واستئصال بنيتهم التحتية”.
وأضاف: “نرى تقدماً مطرداً في الكثير من هذه المجالات ولذلك فإنهم سيفرون”.
وحث الرئيس أوباما الأميركيين على التحلي باليقظة والحذر، مع سعيه لطمأنتهم بأن حكومته تعمل جاهدة لتأمينهم عن طريق الضغط على تنظيم “داعش” في الخارج.
وقال: “اعتصار قلب داعش.. مقرها في سوريا والعراق.. سيجعل من الصعب عليهم ضخ إرهابهم ودعايتهم في بقية العالم”.
وأضاف: “في الوقت نفسه… يجب أن نظل يقظين هنا في الداخل”.
وقال “يمكننا جميعاً أن نقوم بواجبنا بتوخي اليقطة وبالإبلاغ حينما نرى شيئاً مريباً وبرفض أن يروعنا أحد والحفاظ على وحدتنا كأسرة أميركية واحدة”.
اغلاق “غوانتانامو”
من جهة ثانية، قال في مؤتمره الصحافي السنوي، إن “غوانتانامو لا يزال احد ابرز نقاط الجذب لتجنيد جهاديين”، تاركاً احتمالاً لإغلاق المعتقل بقرار رئاسي.
واضاف: “نراقب الانترنت. نرى ان غوانتانامو استخدم لاختلاق اسطورة مفادها بأن أميركا في حرب مع الاسلام”. علماً ان أوباما كان قد أحجم في نهاية تشرين الثاني، عن توقيع قانون الدفاع للعام 2016 كونه يمدد خصوصاً حظر إغلاق غوانتانامو.
لكن البيت الأبيض لا يزال يعمل على خطة جديدة أعلنها منذ وقت طويل، لاغلاق السجن الذي انشىء قبل 13 عاماً في جزيرة كوبا إثر اعتداءات 11 ايلول 2001.
وتابع أوباما: “لن انطلق من مبدأ أن الكونغرس سيقول لا تلقائياً”، وخصوصاً ان الجمهوريين يتمتعون بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ، مضيفاً “من وقت الى اخر، فان (اعضاء الكونغرس) قد يفاجئوننا”.
وتأتي هذه التصريحات غداة اعلان وزير الدفاع اشتون كارتر، الخميس، نقل 17 معتقلاً في غوانتانامو وافقت دول عدة على استقبالهم.
وبعد عمليات النقل هذه التي ستتم على الارجح في منتصف كانون الثاني، يبقى في غوانتانامو تسعون معتقلا.
الطاقة النظيفة
في موضوع المناخ، قال الرئيس الأميركي إن الاتفاقية الدولية في شأن تغير المناخ التي تم التوصل اليها في باريس تنشيء طلباً على الطاقة النظيفة لن يكون معتمداً على ما يتخذه الكونغرس الأميركي من اجراءات.
واضاف: “نحن لدينا الآن سوق عالمية للطاقة النظيفة مستقرة وستنمو بسرعة على مدى العقد المقبل”، معتبراً ان “ذلك سيخلق دينامية مختلفة لا تعتمد على ما يفعله الكونغرس لكنها تساعد أيضاً في تشكيل ما يفعله الكونغرس”.
“مكسب جديد”
وفي الشأن الاقتصادي، قال أوباما في خطابه السنوي، إن إقرار الكونغرس ميزانية لتمويل الحكومة وحزمة اعفاءات ضريبية تحظيان بتأييد الحزبين الديموقراطي والجمهوري يجعله متفائلاً في شأن ما يمكن تحقيقه في العام 2016.
واعتبر ان اتفاق الميزانية هو “مكسب جيد” وحل وسط، مضيفاً “أعتقد انه يوجد عدد قليل من المجالات التي يمكننا تحقيق تقدم حقيقي فيها”، ومشيراً الى التجارة الدولية واصلاح نظام العدالة الجنائية كإثنين من تلك المجالات.
وفي الأزمة بين تركيا والعراق، دعا أوباما نظيره التركي رجب طيب اردوغان، خلال اتصال هاتفي، الجمعة، الى اتخاذ اجراءات لـ”تهدئة التوتر مع العراق”، وخصوصاً عبر سحب القوات التركية المنتشرة في هذا البلد.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن اوباما شدد خلال هذه المكالمة على ضرورة أن “تحترم (تركيا) سيادة العراق ووحدة اراضيه”.
وأضاف البيان أن الرئيس الأميركي أشاد بـ”مساهمة” تركيا في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم “داعش”.
كما بحث أوباما وإردوغان خلال المكالمة في “تكثيف التعاون في شأن سوريا”، ولا سيما من خلال “جهود مشتركة لتعزيز المعارضة السورية المعتدلة وتشديد الضغوط على تنظيم الدولة الاسلامية فضلا عن مواصلة الجهود الرامية للتوصل الى حل للنزاع عبر المفاوضات”.
(أ ف ب، رويترز)