عروبة الإخباري- يلتقي غداً الثلاثاء ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سويسرا، تحت رعاية الأمم المتحدة، في مباحثات سلام يسبقها وقف لإطلاق النار من المقرر أن يجري الالتزام به مساء هذا اليوم. وتهدف المحادثات لوضع حد لنزاع أودى بالآلاف ووفر أرضية لتنامي التنظيمات الجهادية.
وفي تصريحات أدلى بها لـ»القدس العربي» مصدر يمني مسؤول، قال»نحن ذاهبون إلى سويسرا بنيّة إحلال السلام في بلادنا».
غير أن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، شكك في نوايا الحوثيين وقال «وافق الحوثيون والتزموا أمام المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ على متطلبات القرار الدولي 2216، غير أن ناطقهم الرسمي صرح أمس بأن المحادثات سوف تكون على أساس النقاط السبع التي عرضوها على الحكومة، كبديل للقرار الدولي، وقد تم رفضها في حينه».
وأكد أن المحادثات في جولتها الحالية «سوف تستمر حتى يوم 21 ديسمبر (كانون الأول)، كي يتسنى لإسماعيل ولد الشيخ رفع تقريره إلى مجلس الأمن في جلسته المنعقدة يوم 22 من هذا الشهر».
وبدا المسؤول اليمني غير متفائل بنجاح جولة المفاوضات المزمع عقدها غداً مع ممثلي الحوثيين وفريق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقال «الحوثيون ليسوا جادين في الالتزام بالقرار الدولي 2216، ونحن لن نتخلى عنه».
وأضاف «إذا استمر الحوثيون وصالح في نهجهم هذا فإن الفشل سوف يكون حليف المحادثات القادمة».
وأكد أن وفد الحكومة سيقوده «وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، ويتكون من 8 أعضاء بالإضافة إلى أربعة مستشارين، حسب المتفق عليه مع المبعوث الدولي»، مؤكداً توجه وفد الحكومة إلى سويسرا.
وكان الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبد السلام قد صرح بأن المفاوضات ستجرى على أساس النقاط السبع، التي قدمت للحكومة اليمنية سابقاً وتم رفضها، الأمر الذي أدى إلى تكثيف الضغوط على تحالف الحوثيين وصالح، حيث تم إرسال التزام خطي بالقرار الدولي 2216 في رسالتين منفصلتين إلى أمين عام الأمم المتحدة في وقت سابق.
وبحسب الرئاسة اليمنية، يتوقع أن يبدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار عشية بدء المحادثات. ومن المرجح أن يستمر سبعة أيام في حال التزام الطرفين به. واشترط الحوثيون لذلك وقف «العدوان»، في إشارة إلى غارات التحالف.
وتبدو الهدنة أقصى ما يمكن أن يؤمل به حاليا في ظل النزاع الدامي بين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والقوات الموالية للرئيس هادي.
وأدى النزاع إلى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وإصابة نحو 28 ألفا، بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى تأثيره على الأوضاع الإنسانية والمعيشية لنحو 80 بالمئة من السكان الذين يقدر عددهم بقرابة 26 مليون نسمة.
وسيطر الحوثيون، وهم من المذهب الزيدي، على مساحات من اليمن، بدءا من تموز/ يوليو 2014 انطلاقا من معقلهم في محافظة صعدة بشمال البلاد. وتقدم الحوثيون تباعا ليسيطروا على صنعاء ومحافظات في الشمال الغربي والغرب والوسط، ووصلوا إلى بعض محافظات الجنوب.
وتمكنت قوات هادي بدعم جوي وميداني من التحالف، من طرد الحوثيين من عدن في تموز/يوليو، واستعادة محافظات الجنوب ومأرب مع بعض المناطق في شمال البلاد.
وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لا سيما في أيار/ مايو وتموز/ يوليو.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى «وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة الى انتقال سياسي سلمي ومنظم».
إلى ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأحد، نائب الرئيس اليمني خالد بحّاح الذي يزور الدوحة حاليا.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أنه «جرى خلال المقابلة بحث تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية».
وكان بحاح قال إن «هذه الزيارة تأتي لبحث مستجدات الوضع الراهن في اليمن ومناقشة أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، ومناقشة عدد من الملفات المتعلقة بدعم الإغاثة وملف الإعمار والتنمية، وكذلك الجانب الصحي والإعلامي وغيرها».(القدس العربي)