عروبة الإخباري- أعلن في بغداد عن وفاة السياسي المثير للجدل أحمد الجلبي، أبرز المروجين لمشروع الاحتلال الأمريكي للعراق. وذكرت المصادر الرسمية أن الجلبي توفي عن 71 سنة في بيته في الكاظمية في بغداد إثر نوبة قلبية.
والجلبي عضو مجلس النواب العراقي الحالي ورئيس اللجنة المالية النيابية والقيادي في التحالف الوطني الشيعي، ويقود تجمعا باسم «المؤتمر الوطني العراقي»، وكان عضوا بارزا في مجلس الحكم الذي أسسه الاحتلال الأمريكي لإدارة العراق في ظل الاحتلال عام 2003.
وقد ولد الجلبي عام 1945 وحصل على شهادة الدكتوراة في الرياضيات، ومارس العمل السياسي منذ مطلع شبابه خلال إقامته خارج العراق. وعاد إلى العراق مع قوات الاحتلال الأمريكية وعيّن عضوا في مجلس الحكم ومن ثم نائبا لرئيس الوزراء، وانتخب عضوا في مجلس النواب في الدورتين الأخيرتين ضمن قائمة التحالف الوطني.
وكان للجلبي معسكر في كردستان لتدريب المئات من عناصر المعارضة لنظام صدام حسين، وخاصة من الهاربين من العراق بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 باسم قوة تحرير العراق التي مولتها وأشرفت عليها المخابرات الأمريكية.
ويعتبر أحمد الجلبي من الشخصيات الغامضة المتناقضة الولاءات، فرغم أنه كان من المروجين لمشروع الاحتلال الأمريكي للعراق والساعي له بكل الوسائل، فقد أبرزت جهات إعلامية مؤخرا وثائق تدينه بالتعامل مع مخابرات صدام حسين. وبينما كان معروفا عنه علاقاته بالمخابرات الأمريكية والمؤسسات اليهودية الأمريكية، فقد اختلف معه الأمريكيون أثناء الاحتلال بعد انكشاف علاقته الوثيقة بإيران، وأعلنت قوات الاحتلال عام 2004 بعد اقتحامها مقره في بغداد، العثور على وثائق تؤكد تورطه بتشكيل فرق اغتيالات لشخصيات عراقية بعد الاحتلال.
كما برزت وثائق مؤخرا تؤكد تورطه هو وابنته الدكتورة تمارا ببيع وثائق يهودية تعود للحكومة العراقية تم الاستيلاء عليها من مبنى المخابرات العراقية القديمة، إلى اسرائيل.
ومن ناحية أخرى، تتهم العديد من القوى والمنظمات المالية الأجنبية، احمد الجلبي بالتورط في فضائح مالية في عدة بنوك منها بنك البتراء الأردني، كما أنه مطلوب بعدة قضايا مالية.
وفي آخر أيامه، هدد الجلبي عبر وسائل الإعلام العراقية المختلفة بكشف ملفات فساد كبيرة متورط فيها مسؤولون كبار، اطلع عليها بحكم كونه رئيس اللجنة المالية النيابية.
وبالتأكيد سيبقى اسم أحمد الجلبي، بعد رحيله ولفترة طويلة، كأبرز رموز المعارضة الذين روجوا لمشروع الاحتلال الأمريكي للعراق ومن أكثر المستفيدين منه.