د.رولى الحروب/الصندوق الاسود

عرضت قناة الجزيرة اليوم برنامجا وثائقيا بعنوان الصندوق الاسود يظهر جانبا من الجرائم التي ارتكبها نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق وفرق الموت والاغتيالات والتصفيات وعمليات القتل على الهوية التي كان يديرها والسجون السرية التي تديرها المليشيات التي تأتمر بإمرته حيث تشير الوثائق التي سربتها ويكيليكس الى سجن اكثر من مائة الف عراقي في تلك السجون السرية وتعذيبهم في ظل اتفاق سري مع الجيش الامريكي باغماض الاعين عنهم وهو ما كان يرمز له بفارغو 242 في تلك الوثائق.

هذا الطاغية الذي حارب ضد بلاده الى جانب الجيش الايراني ضمن مليشيات حزب الدعوة في الحرب العراقية الايرانية ثم شارك في التخطيط والتنفيذ لعدد من الاغتيالات والتفجيرا ت الانتحارية التي كانت تستهدف قادة البعث قبل الاحتلال الامريكي للعراق والتي تسببت في مقتل العديد من الطلبة والمدنيين الابرياء، والذي كان يتنقل بين سوريا وايران كمعارض لحكم صدام وموال لولاية الفقيه في ايران والذي قاد لجنة الجهاديين في حزب الدعوة، ثم قاد لجنة استئصال البعث في العراق بعد اعلان بريمر، وقاد سلسلة من الاغتيالات لقادة البعث وكبار شخصيات السنة واثنين من واضعي دستور العراق لمنعهم من المشاركة في صياغة الدستور الجديد، وقاد موجة من القتل والتعذيب على الهوية عبر مليشيات بدر الاجرامية ، حيث كانت جثث العراقيين ممن يحملون اسم عمر وغيرها من الاسماء السنية ملقاة في شوارع بغداد بعد تعذيب اصحابها بالدريلات وثقب اجسادهم ، وكمكافأة على جرائمه تمت ترقيته ليصبح امين حزب الدعوة ، ثم رشحه الامريكيون بعدما اجمع عليه قادة الشيعة ليكون رئيسا للوزراء بعد الجعفري الذي كان الناطق الرسمي لذات الحزب العنصري.

ومنذ أن تولى السلطة في العراق تحول المالكي الى طاغية سفاح اشعل نيران الطائفية في العراق بخطاباته التحريضية الفجة وأفعاله الدموية البغيضة، وحارب العراقيين السنة وأنكر عليهم كل حقوقهم وشكل مليشيات الحشد الشعبي التي يرأسها رفيقه العامري وهو ذاته من قاد مليشيات حزب الدعوة في الحرب ضد بلاده العراق وهو الذي يقتل السنة الآن في محافظات العراق الخمسة.

المالكي شن حربا على شعبه من العراقيين السنة في الانبار، وميز ضدهم في المناصب والخدمات، وزور الانتخابات، وهو الذي اصدر الامر بانسحاب الجيش العراقي وقوامه ثلاثون الف مقاتل من امام داعش في الموصل وقوام مقاتليها سبعمائة فقط ضمن مؤامرة كبرى بالتعاون مع النظام الايراني الذي يتلقى منه التعليمات، وبمباركة من نظام عربي حليف، وبدعم وتخطيط من قوى استخبارية اخرى من خلف الستار ، وهذا الرجل هو عنوان لمعظم الشرور في عراق ما بعد الاحتلال.

هذا الطاغية ما زال يقود العراق من خلف الستار وليس هناك من يحاسبه على جرائمه، فلا عجب اذن ان انضم العراقيون السنة الى داعش كملاذ وحيد في مواجهة كل هذه الجرائم الطائفية البغيضة التي ارتكبها هذا المجرم وزبانيته وما زالت مستمرة حتى الان!

أنا أتعجب من صمت الدول العربية ازاء كل هذه الجرائم في العراق منذ احتلاله وغياب أي دور فعال لها في دعم سنة العراق في مواجهة مليشيات القتل الطائفية التي لا تنتمي بولائها الى العراق وانما الى ايران ؟ قادة هذه المليشيات جميعا وعلى رأسهم المالكي يجب ان يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى وبتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية، ولا أمل في انقاذ العراق دون إلقائهم وزبانيتهم في السجون عبر حركة تطهيرية تمهد لتصالح كل المكونات العراقية السنية والشيعية والكردية لإعادة بناء دولة المواطنة دولة العراق الواحد.

Related posts

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري

ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟* د. منذر الحوارات

العرس ديموقراطي والدعوة عامة!* بشار جرار