عروبة الإخباري – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة المضي قدماً في مسيرة الإصلاح السياسي وإقرار القوانين المتعلقة بها دون تأخير، وبغض النظر عما يجري في المنطقة من أحداث، مبديا جلالته استغرابه من مواقف بعض الجهات من مشروع قانون الانتخاب الجديد.
وشدد جلالته، خلال لقائه اليوم الأربعاء في الديوان الملكي الهاشمي، وجهاء وممثلي الفعاليات الشعبية في المخيمات، “لا نريد أي تأخير في قانون الانتخاب والقوانين الأخرى التي تسير بالإصلاح السياسي في الاتجاه الصحيح”.
وفيما يتعلق بالشأن السياسي، قال جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي في إطار حرص جلالته على استمرار النهج التواصلي مع أبناء وبنات الوطن، “موقف الأردن سياسيا هو الأقوى منذ 15 عاما، وهناك تقديرا كبيرا لشعبنا ولدور الأردن. والاحترام الذي يحظى به الأردنيون والأردنيات في العالم برفع الراس”.
وأضاف جلالته، في هذا الصدد، “سمعت هذا الكلام في العديد من الدول الشرقية والغربية، واليوم فرصة لأشكر أهلي من الشمال للوسط للجنوب، ومن الشرق للغرب على مواقفهم”.
وحول ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات إسرائيلية، قال جلالته “إن أهم قضية في قلبي وقلب الجميع من إخواني وأخواتي الحاضرين اليوم هي حماية القدس والمسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف. ومثلما أكدت دوما، فإن هذا واجب تاريخي وشرف بالنسبة للمملكة الأردنية الهاشمية، وواجبي شخصيا”.
وأشار جلالته “تحدثت خلال زيارتي إلى مدينة نيويورك مؤخرا مع عدد من قادة الدول العربية والغربية والشرقية، وأوضحت لهم موقفنا بالنسبة للقدس، والتي هي والمسجد الأقصى/الحرم الشريف خط أحمر، ولا يوجد مصطلحات تقسيم أو شراكة في قاموسنا”.
ولفت جلالته أن هناك وعودا من الطرف الآخر “الإسرائيلي” بهذا الخصوص، “وننتظر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة”.
وبالنسبة للوضع في المنطقة، أعاد جلالته التأكيد على الموقف الأردني الداعم للحل السياسي في سوريا، قائلاً “لا أرى أي حل سريع وقريب لهذه الأزمة”.
وقال جلالته، خلال اللقاء، “إن دور الأردن السياسي في المنطقة يحظى باهتمام كبير”، مؤكداً في ذات الوقت، “ثقته واعتزازه الدائمين بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية”.
من جانبه، قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي، الدكتور فايز الطراونة، خلال اللقاء، إن جلالة الملك عبدالله الثاني وجه المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لتنفيذ عدد من المبادرات الملكية لتتكامل مع الإجراءات الحكومية في مختلف القطاعات الخدماتية، وبما يسهم في تحسين مستوى الخدمات والنهوض به في جميع المخيمات.
وأشار إلى أن هذه المبادرات، التي ستنفذ من خلال الديوان الملكي الهاشمي، إلى جانب مبادرات تم تنفيذها سابقا في جميع المخيمات وبتكلفة إجمالية 13مقدارها مليون دينار، طالت القطاعات التنموية والرعاية الاجتماعية والإسكان والشباب وغيرها من القطاعات.
وشملت المبادرات إنشاء المرحلة الثانية من المركز التنموي الشامل للجنة خدمات مخيم البقعة، ومجمع إداري لمؤسسات المجتمع المدني يخدم “8” مؤسسات في المخيم، إلى جانب المركز التنموي الشامل للجنة تحسين خدمات مخيم حطين، وقاعة متعددة الأغراض للجنة تحسين خدمات مخيم الشهيد عزمي المفتي، والمركز التنموي الشامل للجنة تحسين خدمات مخيم الزرقاء.
أما في قطاع الرعاية الاجتماعية، وخصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة، بين الدكتور الطراونة أن المبادرات التي تستهدف رفع سوية الخدمات المقدمة لهذه الفئة من خلال المراكز التي تعنى بهم، شملت بناء الطابق الثاني لمركز التأهيل المجتمعي في مخيم إربد، وتوسعة مركز تأهيل المعاقين وتجهيزه في مخيم الشهيد عزمي المفتي، وتوفير تجهيزات وألعاب لقسم الإعاقات في مركز التأهيل المجتمعي في مخيم الطالبية، بالإضافة إلى تقديم باص نقل لمركز تأهيل المعاقين في المخيم.
وبخصوص مشروع مساكن الأسرة الفقيرة، أكد الدكتور الطراونة أنه سيتم دعم تأهيل 75 وحدة سكنية في جميع المخيمات من خلال دائرة الشؤون الفلسطينية.
وفي قطاع الشباب، أشار إلى أن المبادرات طالت إنشاء ملعب خماسي لنادي الوحدة في مخيم مأدبا، وتأهيل وتوسعة الملعب الخماسي لنادي شباب مخيم جرش، وتأهيل الملعب الخماسي لنادي شباب مخيم حطين عبر إنارة الملعب وزراعته بالعشب الصناعي، وإنشاء مباني إدارية لنادي شباب مخيم حطين.
كما شملت المبادرات إقامة حديقة عامة في مخيم البقعة، لتكون متنفسا لأهالي المخيم وأطفالهم.
بدورهم، عبر ممثلو الفعاليات الشعبية في المخيمات عن تقديرهم الكبير لحرص جلالة الملك على الالتقاء بهم وتبادل الآراء معهم والاستماع إلى احتياجاتهم، بما يكرس ويرسخ النهج التواصلي بين القائد وشعبه الوفي.
وأعربوا عن اعتزازهم بحالة الوحدة الوطنية التي يعيشها الأردنيون ويتميزون بها، والالتفاف الدائم حول قيادة جلالة الملك، بما يبقي الأردن منيعا في وجه مختلف التحديات.
وأكدوا اعتزازهم الكبير بأواصر الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي المتين، الذي يربط القائد بجميع أبناء وبنات شعبه، حتى غدا الأردن أنموذجا يحتذى في العلاقة بين القيادة والشعب.
وطرحوا، في مداخلات لهم أمام جلالة الملك، مواقفهم من مجمل قضايا الشأن الوطني، ومقترحات تستند إلى الأهداف التي تخدم المصلحة الوطنية العليا، ضمن حالة الوفاق المجتمعي التي يتميز بها الشعب الأردني بمختلف مكوناته.
كما قدموا مطالب واقتراحات من شأنها الارتقاء بالمستوى الخدماتي المقدم للمواطنين في المخيمات، وبالاستناد إلى علاقات التعاون والتكاملية في الأدوار مع مختلف المؤسسات.
وقال عدنان الأسمر “إننا باعتبارنا جزءا أصيلا من النسيج الاجتماعي الأردني، نقدر جهود جلالة الملك في العمل من أجل رفعة الأردن وتقدمه وازدهاره، ونقف خلف قيادة جلالته في الدفاع عنه، وعن وحدتنا الوطنية”.
وأعرب عن شكره لجلالة الملك في الدفاع المستمر عن القدس والمقدسات فيها، ورفض جلالته للسياسات الإسرائيلية التي تخالف الاتفاقيات والقرارات الدولية، مضيفا “إننا مع حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية”.
وقال الدكتور عبداللطيف الشربيني إن الوحدة الوطنية إنجاز عظيم يضاف إلى إنجازات القيادة الهاشمية، ودليل على تقدم الأردن ورفعته، “فهي وحدة دم وعرق وروح وهدف وطموح، وسنحافظ عليها ليبقى الأردن عزيزا منيعا، أمام محاولات المساس بها”.
ولفت، في هذا الصدد، إلى “أن الانصهار بين أبناء الشعب الواحد، وحالة الوعي بينهم، هو ما عزز تماسك وحدتنا الوطنية، وساهم في نماء هذا المفهوم”.
ووصف ياسر الحاوي ما يتميز به الأردن من وحدة وطنية راسخة “بالرئتين في الجسد الواحد، والتي لن يصيبها أي مغرض أو حاقد”.
وأعرب عن شكره، باسم أبناء وبنات المخيمات، لجلالة الملك على توجيهاته للحكومة للتعامل مؤخرا مع ما شهدته خدمات وكالة الغوث الدولية في المملكة من توقف، خصوصا المدارس، ليصار إلى حلها بما ضمن عودة الطلبة إلى المدارس.
وقال محمود الطيطي “إن أبناء وبنات المخيمات أردنيو الانتماء، هاشميو الولاء، يؤمنون أن وحدتنا الوطنية هي أساس قوتنا”، مضيفا “أنه ومنذ 67 عاما، ونحن نعيش حياة ملؤها المحبة والأخوة بفضل مكارم جلالتكم في جميع المخيمات، والتي تحظى بتقدير وإعجاب منظمات دولية سمعنا شهادتها”.
وقدر عاليا جهود الجيش العربي الباسل والأجهزة الأمنية في الدفاع عن حمى الوطن ومقدراته، “الذي هو محل فخر واعتزاز لدينا”.
وقال محمد غنام إن اللاجئين في الأردن يتمتعون بالحقوق الكاملة للمواطنة المدنية والسياسية والخدماتية، من صحة وتعليم وبنية تحتية، في الوقت الذي يعيش جزء منهم في دول أخرى بحرمان من خدمات المعيشة الأساسية.
واضاف “إننا نعيش في عرين الهاشميين، الذين نذروا أنفسهم لخدمة شعبهم، ونفتدي الأردن وجلالة الملك بالمهج والأرواح”.
وقالت نزيهة الشطرات، في كلمتها باسم القطاع النسائي، إن القطاع النسائي اتخذ من خطوات جلالة الملك منهجا في العمل والبناء، لاستكمال دور المرأة الوطني، خصوصا في المخيمات.
ولفتت إلى الدعم الذي تحظى به المرأة الأردنية، والمراكز التابعة للحركة النسائية في المملكة، ما عزز قدرتها على اتخاذ القرار.
وقال حسن مرشود “إن قطاع الشباب والرياضة محط اهتمام ورعاية جلالة الملك، لإيمانه المطلق بقدرات الشباب والمؤسسات الراعية لهم في تقدم المجتمع وتعزيز المواطنة”، داعيا إلى إعداد برامج وطنية هادفة تسهم في توجيه طاقات الشباب لخدمة الوطن ومكافحة مشكلتي الفقر والبطالة.
وطالب بمضاعفة الدعم النقدي للأندية في المخيمات، واستكمال ملاعب وصالات رياضية لبعضها، لافتا إلى التطور الكبير الذي شهدته هذه الأندية بفضل المكارم الملكية.
وقال عبدالفتاح الكوز “إننا في المخيمات نجدد البيعة للهاشميين، ونرفض أن نقف خلف أصحاب الأجندات الخارجية، وهذه ليست منة منا، بل الوفاء لأهل الوفاء”.
وأضاف أننا في الأردن “نتمتع بكامل حقوقنا، وسنعمل من أجل مستقبل زاهر لوطننا”، الذي شهد إصلاحات سياسية تمثلت في قوانين الانتخابات والبلديات والمركزية، مؤكدا أن الإصلاح والحوار ومشاركة أبناء وبنات الوطن في اتخاذ القرار تصب في مصلحة الوطن.
وقال حسين أبو صوصين “إن الهاشميين هم حاضنة العرب، وهم الذين وفروا كل المتطلبات والاحتياجات الإنسانية للاجئين العرب، وليس بغريب عليهم، فهم المحافظون على مبادئ الثورة العربية الكبرى، ونحن نتطلع دوما وبكل فخر لكم، ونرفع رؤوسنا بكم”.
وقالت الناشطة الاجتماعية، خديجة أبو جزر “إن مواقف جلالتكم الشجاعة سطرها التاريخ بأحرف من ذهب على ما بذلته في سبيل الإنسان وإعلاء شأنه”.
وأعربت عن شكرها لجلالة الملك على توجيهاته بإنشاء مراكز التأهيل المجتمعي في المخيمات، مطالبة بتأمين هذه المراكز بوسائط نقل، وتوسعة بعضها.
وعبر فتحي غياضة عن تقديره لجلالة الملك على مكارمه الإنسانية تجاه أبنائه وبناته في المخيمات، مطالبا بزيادة حصة المخيمات من المقاعد الجامعية وتحويلها إلى منح كاملة.
وأعرب الشيخ وفيق النداف عن تقديره لجلالة الملك على توضيح صورة الإسلام السمحة في كل المحافل، وجهوده في الدفاع عن القدس والمقدسات، “باعتبارها أمانة في عنق جلالتك، وهذه مواقف تدل على حرصك كولي للأمر على الحفاظ على ديننا، ومقدساتنا، وشعوبنا، وتلزمنا بطاعتك”.
وقال مخاطبا جلالة الملك “إن يديك الطاهرتين وقلبك الصافي ونسبك الشريف جعل منك قدوة صالحة للمسؤولين”، مستعرضا الخطوات الإصلاحية الشاملة التي قادها جلالة الملك في مختلف المجالات.
وأكد النداف أن أبناء وبنات المخيمات يقفون، ضمن لحمة الشعب الأردني الواحد، صفا واحدا في الدفاع عن الوطن، مثمنين دور وجهود إخوانهم وأخواتهم في القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.
وقدم أبناء المخيمات في المملكة هدية تذكارية لجلالة الملك عبارة عن مجسم للمسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة المشرفة.
وحضر اللقاء: مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الداخلية، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومدير الأمن العام، ومدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية.