يقول وزير خارجية بريطانيا الأسبق «ديفيد اوين»: إن الأردن سيدخل إلى دمشق في نهاية المطاف، بتفويض دولي ورضا أممي.
يزيد ديفيد اوين بقوله: إن الدولة السورية الحالية سوف تتحوصل فقط على شواطئ المتوسط، وإن على العالم الاستعداد لهذا السيناريو، أي: سيناريو سقوط الدولة السورية الحالية والشكل الجديد للمناطق المتبقية من الدولة السياسية الحالية، فهي مناطق ستخضع فعليا لإعادة ترسيم بقرار دولي.
في مقال مهم له يضيف: «دمشق ستسقط قريباً، وليس بعيداً، وعندئذ سينتقل «داعش» إلى الفوضى، ومن الحتمي بالنسبة لروسيا وإيران، وكذلك لأميركا وأوروبا، أن يتم إنقاذ دمشق. ولكن السؤال هو: كيف؟ إن ما تمس إليه الحاجة بشكل يائس، هو تفويض إقليمي بمقتضى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحفظ السلام الدولي وتحقيق استقرار الصراع في دمشق وحولها، تفويض لإدارة العاصمة والدفاع عنها، يكفل الانتقال على مدى سنتين لاستعادة دولة مستقلة، والإعداد لانتخابات يتم الإشراف عليها دوليا، وإن هذا التفويض لا بد أن يلبي ويعترف بالحاجة إلى انسحاب متزامن للأسد وقواته إلى اللاذقية، فيما يتحرك الأردن إلى دمشق. ويقر هذا التفويض أيضاً، بأن الأردن يمكنه استدعاء مساعدة إقليمية كاملة في دمشق وحولها، وصولاً إلى الحدود الأردنية، كما يقر بأن الأردن ينبغي أن يكون قادراً على استدعاء المساعدة العسكرية من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، التي يمكن لقواتها أن تصل جواً على الفور للدفاع عن حدود الأردن، ولكن مع سلطة دخول سوريا».
كلام وزير خارجية بريطانيا الاسبق، يقرأ السيناريو في مجمل مقالته باعتبار ان الاراضي السورية سوف يتم تقسيمها نهاية، وان النظام العلوي سوف يبقى لكنه على شكل دويلة علوية على الشاطئ.
التدخل الروسي الذي نراه حاليا لم يتطرق له الوزير بشكل عميق، والارجح ان التدخل بهذا المعنى لن يكون معنيا بالحفاظ على مجمل الدولة السورية، بقدر حفاظه على النظام وعلى مناطق محددة في سورية لها صلة بالثروات المعروفة والمخفية والخطوط البحرية وبعض اسرار الروس في سورية، فهي ليست مهمة روسية لانقاذ كل الدولة السورية، كما يظن كثيرون.
الاستنتاج من كلام اوين يقول، ان دخول الاردن الى دمشق، سيأتي اضطرارا وليس اعتداء، فالدولة السورية سوف تنهار، والعلويون سيذهبون الى دويلة على البحر، ومناطق جنوب سورية ودمشق ستبقى مفتوحة لقوى كثيرة؛ ما سيجبر الاردن على التدخل في النهاية لاعتبارات كثيرة.
خلاصة الكلام هي الخلاصة ذاتها التي نصل اليها كل مرة، سورية سوف تستدرج العالم الى صراع اكبر خلال الفترة المقبلة، ومارأيناه حتى الان، لاشيء، مقارنة بما هو مقبل وآت، والارجح ان تستقطب سورية صراعا اكثر حدة بين قوى العالم خلال الفترة المقبلة، بما يؤدي الى اشتداد الصراع، وما يتفرع عنه من ازمات او اعادة ترسيم لكل المنطقة، فوق التدخل الأجنبي بصورة واضحة جدا.