أحمد الصراف/يا وزير الأوقاف.. عيّني خطيباً ليوم

لا شك أن منظر المصلين في اي مسجد يسر المؤمن الصادق، ويملأ قلبه فرحا، ويتمنى أن ينطبق ما يراه من مظهر مع المخبر. فصفوف المصلين مثلا نجدها مستقيمة وذات ترتيب واضح، والجميع ملتزم بالوقوف في مكانه لا يتجاوزه. ومن يأتي أولا يجلس أو يقف في الصفوف الأمامية، ويتبعه من يأتي بعده، وهكذا. كما لا نجد من يصلي بين الصفوف أو يسجد ويركع بخلاف الآخرين.

هذا في داخل المسجد، ولكن تصرفات بعض المصلين خارج المسجد غير ذلك. ففي الخارج نجد أن هناك من أوقف سيارته في المكان غير المناسب، وضايق بها جيران المسجد، او صعد بها على الرصيف، واتلف بلاطه، أو اغلق الشارع أمام انسيابية حركة السير.

وبالتالي، فإن ترتيب الوقوف في المسجد لم يؤثر في تصرف هؤلاء خارجه. ففي الوقت الذي لا يزاحم فيه من يصل متأخرا غيره في الوقوف في الصفوف الأمامية، نجد أنه لا يتردد في تجاوز دوره في أي طابور انتظار، وكأنه لم يتعلم شيئا من فضيلة الوقوف بالصف في الصلاة.

ومعروف أن أداء الصلاة يسبقه الوضوء، وعنوان الوضوء وغرضه هو النظافة. ولكننا نجد أن الغالبية لا تعنيها نظافة مكان الوضوء، وبالتالي نجد هذه الأماكن تشكو من قصور واضح في النظافة، وتصدر عنها عادة روائح لا تقبلها النفس الطيبة، فلماذا لا نجعل من أماكن الوضوء عنوانا للنظافة؟ ولماذا لا تهتم وزارة الأوقاف بنظافة هذه الأماكن، وإبعاد السمعة السيئة عنها؟

كما ان الصلاة تؤدى عادة في مواقيت محددة تحسب بالدقيقة. ونجد ان من يتأخر في الوصول للصلاة، يهرول راكضا ليلحق بها، لكي لا يتأخر عن بقية المصلين، وهذا إن دل على شيء فعلى مدى التزام المصلي بأداء صلاته في «مواقيتها». ولكن نرى نفس المصلي الحريص على الالتزام بموعد الصلاة لا يهتم، ولو بعد نصف قرن من الصلاة خمس مرات يوميا، بالالتزام ببقية مواعيده، سواء الحضور متأخرا لمكان عمله، أو الانصراف قبل نهايته، هذا غير عدم الالتزام بمواعيده مع الآخرين، أو التقاعس عن القيام بما تعهد به من عمل أو واجب.

وعليه من المهم أن تقوم الأوقاف بحث الخطباء على التركيز على الجوانب الأخلاقية في الحياة، بدلا من تكرار التركيز على الجوانب التعبدية.

فيا وزير العدل وزير الأوقاف، المجدد والمصلح، لماذا لا تخفف الجرعة الدينية التقليدية في خطب الجمعة، وتزيد من الجرعة الأخلاقية؟ ولماذا لا تستعين الوزارة بعلماء نفس ومجتمع لمساعدة الخطباء في صياغة أفكار خطب الجمعة ووضعها في حلة جديدة وجذابة، وذات فائدة أخلاقية ومجتمعية تحسن من أداء مجتمعاتنا بدلا من التكرار الحالي؟

 

أحمد الصراف

 

يا وزير الأوقاف.. عيّني خطيباً ليوم

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري