عروبة الإخباري – أصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة، في هجوم مسلح على دورية لجيش الاحتلال اقتحمت مخيم جنين للاجئين، ووقعت اشتباكات داخل المخيم، وسط أنباء غير مؤكدة عن سقوط شهداء، بحسب ما قالت مصادر فلسطينية.
واستهدفت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أحد منازل مدينة جنين بالقذائف ودمرت جزءا منه وذلك خلال محاصرتها له والطلب من قاطنيه الخروج وتسليم أنفسهم.
وهاجم مقاومون مسلحون مساء الاثنين قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال، داهمت مخيم جنين، واشتبكت مع المواطنين في أكثر من محور، لا سيما في منطقة الهدف.
وبحسب شهود عيان لـ”قدس برس”، فإن رجال المقاومة تمكنوا من تفجير آلية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال في منطقة “الهدف” غرب مخيم جنين.
وقال شهود عيان إن المواطنين اشتبكوا بالحجارة مع قوات الاحتلال، التي تسللت في البداية من خلال وحدات مشاة إلى منطقة الهدف، وسرعان ما تصدى لها المقاومون المسلحون، وأمطروها بالرصاص من عدة اتجاهات، حيث أعقب ذلك إطلاق هستيري للنار من قبل قوات الاحتلال.
وأوضح شهود عيان لوكالة “قدس برس” أن ما يقرب من 50 آلية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تساندها جرافات عسكرية اقتحمت مدينة ومخيم جنين من كافة الجهات، فيما انتشرت عناصر قوات راجلة ووحدات إسرائيلية خاصة في قرية واد برقين، وكثفّت أخرى تواجدها في منطقة الهدف غرب مخيم جنين، وقامت بحصار العديد من المنازل.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر إسرائيلية قولها إن جنديا إسرائيليا أصيب بجراح خطيرة لدى تعرض قوة عسكرية لإطلاق نار أثناء اقتحام المخيم.
ونوهت مصادر مطلعة خاصة في حديث لـ”قدس برس”، إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن اعتقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأسير المحرر مجدي أبو الهيجا وشقيقه علاء ونجله صهيب (15 عاما) بالإضافة إلى والدته، وذلك عقب محاصرة منازل العائلة في منطقة “الهدف” في مدينة جنين.
وأوضحت أن الاشتباكات أسفرت عن العديد من الإصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين تم نقلها إلى مشفى “خليل سليمان” الحكومي في جنين، منوهة إلى أن إحدى تلك الإصابات نجمت عن عملية دهس نفذّتها آلية عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، في حين تضاربت المعلومات حول العدد النهائي للمصابين، وسط أنباء عن سقوط شهداء.
وقالت فضائية “فلسطين”، إن اشتباكات مسلحة دارت داخل المخيم بين سكان محليين، وبين قوات الاحتلال.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حاصرت منزل القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي، في مخيم جنين.
من جهتها، قالت تقارير أولية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن نيرانا أطلقت باتجاه قوات الاحتلال لدى دخولها المخيم لاعتقال من تصفهم بـ”المطلوبين”.
وأوضح شهود عيان أن الجيش اعتقل مجدي وعلاء أبو الهيجا، بعد مداهمة منزلهما في مخيم جنين الملاصق للمدينة.
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي في تعليق سريع على الحدث، مساء الاثنين: “حدث أمني متسارع في جنين”، وذكرت أن جنديا أصيب بجروح خطيرة خلال العملية، التي لا تزال متواصلة حتى الساعة.
وفي سياق متصل، أفاد موقع “روتر نت” العبري، بأن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح بالغة جراء تعرضه لإطلاق نار عند حاجز “الجلمة” العسكري قرب جنين، مساء اليوم.
وأفاد المحلل العسكري للقناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي، بأن العملية في جنين تدحرجت بشكل غير متوقع وبشكل خطير.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن عملية اعتيادية لاعتقال عناصر من “حماس” و”الجهاد” في جنين فشلت وتحولت إلى اشتباكات أصيب فيها جندي من القوات الإسرائيلية الخاصة.
وقال موقع “واللا” العبري، إن “الجبهة الداخلية” في دولة الاحتلال طلبت من سكان المستوطنات المحيطة في غزة أخذ الحيطة والحذر والاستعداد خشية من انزلاق الأحداث مع غزة بعد عملية جنين، في حين كثف طيران الاستطلاع الإسرائيلي تحليقه في أجواء القطاع تحسبا لأي طارئ.
وحدة “يمام”
وأثارت ردة الفعل العنيفة التي قامت بها قوات الاحتلال بعد إصابة جندي صهيوني من وحدة “يمام”، تساءلات عن عملية الاجتياح الواسعة التي قامت بها قوات الاحتلال معززة بالآليات والطائرات والجرافات. وبرز اسم وحدة “يمام” بعد إصابة أحد عناصرها بجراح وصفتها المصادر العبرية بأنها بين متوسطة وخطيرة، بعد انفجار كوع متفجر في الوحدة التي كانت تقتحم مخيم جنين من أجل اعتقال ناشط في حركة حماس.
وتوصف وحدة “يمام”، بحسب ما ذكر موقع “أمامة”، بأنها الوحدة الخاصة في شرطة حرس الحدود وهي واحدة من بين أربع وحدات خاصة في شرطة حرس الحدود، وهي قوات شبه نظامية تقع تحت مسؤولية الشرطة الصهيونية.
وتقوم الوحدة بمهمات خاصة من بينها الوصول السريع الى المطلوبين والمقاومين، وتتنكر بالزي المدني في الوصول للمطلوبين الفلسطينيين.
وتعرف أيضا بـ”الوحدة القتالية لمكافحة الإرهاب”، وهي وحدة خاصة تابعة للشرطة الصهيونية المتخصصة في مواجهة المقاومة، والمخولة بإنقاذ الرهائن من المدنيين بشكل رئيس، داخل حدود إسرائيل. كما أنها استخدمت لتوفير خدمات الحراسة لشخصيات مسؤولة إلى جانب القيام بعمليات لمكافحة المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يتدرب كل من ينتمون لوحدة “يمام” على جميع الأسلحة ويدخلون في جميع الميادين، مثل: القنص، والقتال بالأيدي، واستعمال السلاح الأبيض، والتعامل مع الكلاب، والتخلص من القنابل وغيرها.. ونتيجة لذلك، فإن وحدة “يمام” تتميز بسرعة الانتشار مع التنسيق العالي بين الفرق المختلفة (فرق القنص وفريق دخول قوة الاشتباك وغيرها).
ويتم تدريب عناصر الوحدة على التحدث باللغة العربية وتعليمهم إياها، ويرتدون أزياء شعبية تساعدهم على الاندماج في المحيط العربي تفاديا لانكشافهم، من أجل القيام بالإغارة واعتقال عناصر يشتبه قيامها بنشاطات مقاومة للاحتلال.
وتشابه الوحدة في مهامها وحدات عالمية مثل: SWAT وSEAL الأمريكيتين، وGIGN الفرنسية، و GSG-9 الألمانية. وأقيمت بعد العملية الفدائية في منطقة معلوت، التي أسفرت عن مقتل 27 إسرائيليا على يد مقاومين، وتقول روايات أخرى إنها أقيمت في أعقاب قتل البعثة الرياضية الصهيونية في أولمبياد ميونخ بألمانيا سنة 1972.
وفي أعقاب الفشل الإسرائيلي، وبناء على توصيات لجنة التحقيق، أدرك جهاز الأمن، أن هناك فرقا بين إنقاذ الرهائن في منطقة صديقة، وبين أنشطة عسكرية خاصة في قلب المناطق السكنية للعدو، وتقرر إقامة وحدة مدنية لمواجهة عمليات المقاومة يكون هدفها تطوير وسائل القتال الخاصة التي تتناسب مع مثل هذه الأحداث، أي إطلاق سراح رهائن في منطقة بلدية صديقة، والتدرب على ذلك للتنفيذ وقت الحاجة.