محمود يقرأ في « شومان».. قصائد لمعشوقته عمان

عروبة الإخباري – شاعران التقيا في الحب المطلق للوطن، يتنسمان هواءه ، ويكتبان تضاريس حروفه بوحي التاريخ، اجتمعا معاً في فضاء منتدى شومان لتورق القصائد بالعبق.
في أمسية الشاعر محمود التي قدمه فيها الشاعر جريس سماوي بتنظيم ومؤسسة وتر للثقافة، تحول النثر إلى قصائد على لسان المقدم، وهو يجول تجربة محمود في مكوناتها الشآمية. قائلاً: مساء القصائد تجنح الى واقع مغاير واجمل، مساء الحلم بأن نتجاوز كل ما يحدث في واقعنا العربي الى ما هو ارحب واجمل واكثر القا».

وأضاف في تقديمه، ها نحن جميعا نحتفي بقامة من قامات الشهر والإبداع في بلدي ، بل في العالم العربي، قامة سامقة تفوقت على الشجر كله، وطاولت الغيوم بأغصانها الرحبة المثمرةبأحلامها العالية غي مداراتها العالية، ذات ثقافية وشعرية وإعلامية وسياسية تستبطن الروح العربية، وتنهل من نارها شعلة توقد بها الحكاياتوالشعر والرؤى البهية.
هو الذي غنى للوطن والإنسان، وغنى للأردن وفلسطين وللعروبة.
إلى ذلك قدم نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة شومان د. ممدوح العبادي درع المؤسسة للشاعر حيدر محمود ، لافتا الى انه «رفيق عمر ورفيق شعر».
وكانت بداية القراءة من عمان ومعها، التي تحولت فيها المدينة إلى أنثى، ومعشوقة أزلية، وتحول معها المكان إلى أسطورة، والقصيدة إلى ملحمة تعبر المكان والزمان ، والبشر والأحلام، فقرأ محمود مضارعاً بين عمان وذاته «تغريبة عمانية»:
: عندما تكبر المدينة..
تغدو…
غابة: من حجارة ، وحديد،
ويصير «القديم» فيها،
الذي كان… جميلا.. نقيض كل جديد.
انا اهوى «عمان» لكن اضيع…
الان.. فيها..
عن بيتنا في «الرشيد» اين مني «الملفوف»،
ام نسي «الرجم»…
غنائي له..وعذب نشيدي.
آه يا اجمل النساء، واغلاهن… اتعبتني.. بهذا الصدود.
لم تعودي تميزين حبيبا…
هائما فيك..من عدو لدود غير اني.
وقد بلغت من العمر…
نهاياته..
سارعى عهودي وسابقى الوفي،
حتى ولو لم ،،،
الق في الارض، بقعة لرقودي.
وظل الشاعر مخلصاً للحلم الفردوسي الذي كان يرى فيه المدينة وهي تتسلق الغيم بما تميزت جبالها من وسيلة للصعود ، فكانت «الأدراج» ملتقى للعشاق، ووسيلة للتواصل، مقارنا بين الماضي والحاضر في فضيدة: «ادراج.. وابراج، ومنها:
لكم «ابراجكم» ولنا العقود…
فأي اصالة انقى.
نريد نحب «قديمنا» الزاهي،
وإنا ،،، به سعداء..
وهو بنا سعيد
……
هنا «الادراج»: وقع خطى ، ونبض ،،، على نبض..
يعيد، ويستعيد، وليس هناك في «الابراج» الا ،،، جليد..يستحي منه الجليد.
ولم يبرح الشاعر أحياء المدينة وشوارعها وحاراتها التي يعرفها وتعرفه، و «في شوارع عمان» قال :
في شوارع عمان تقرأ اسماء كل العرب: واحدا، واحدا فوق حيطانها،
في ميادينها،
في المقاهي،
المطاعم، والشرفات، المحطات، فوق رفوف الكتب.
وقبل ختام الأمسية، لم ينس الشاعر أن يمسح بظلال الحزن رحيل « شيخ الفصحى» العلامة د. ناصر الدين الاسد قائلاً
: بكت شيخها الفصحى.. ومر بكاؤها،،،
اذا لم يكن فيه.. ففي من عزاؤها بكت
«ناصر الدين» الذي كان خيمة ،،، تفيء اليها.. كلما جف ماؤها.
ليختم بعدد من القصائد، ومنها: «الارقام» و»جدي الطيب» و»الحزن المختلف».
في ختام الامسية التي حضرها جمهور متذوق للكلمة والقصيدة وإعلاميين ودبلوماسيين، قال رئيس قسم المنتدى في المؤسسة الكاتب احمد طملية: «لا توجد كلمة تفي الشاعر العربي محمود حق قدره، لا يستطيع احد ان يجاريه في سرعة البديهة او في الخيال».بترا

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

قعوار افتتحت معرضها الشخصي “العصر الذهبي”