عروبة الإخباري – شهدت سينما الرينبو أمس الاول السبت الاحتفالية الخاصة بعرض وإشهار الفيلم الوثائقي الأول من نوعه على المستوى الوطني والمعنون بـ «آل الرمحي.. قصة وطن»، وهو أحد المشاريع الثقافية والفنية التي تبنتها «جمعية ديوان آل الرمحي»، وقد قام بدعم المشروع عدد من أبناء العائلة المعطائين من النواحي المالية والفنية والمعنوية والاعلامية، كل حسب موقعهو امكاناته وقدراته. –
لماذا فيلم «آل الرمحي.. قصة وطن»؟
* لأن العدو الصهيوني اعتمد نظرية “الكبار يموتون والصغار ينسون”، ولكي تظل الذاكرة والثقافة واللهجة موثقة ومتداولة بين الأجيال كان هذا الفيلم، لتتوارث الأجيال إيمانها بحق العودة للتراب الوطني، وأنه حق لا ينتزعه أحد، وتعزيزا للانتماء الوطني الذى تبناه أفراد العائلة بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية والعقائدية.
لماذا الفيلم باسم العائلة “الرمحي” ؟
* لأن العائلة كانت الأصل، وهي كانت متواجدة في بلدات وقرى ومدن عديدة قبل إرغام سكان قريتهم “المزيرعة” من آل الرمحي على الهجرة منها في حرب ١٩٤٨.
فعديد من عاائلات وأسر آل الرمحي تواجدوا قبل حرب٤٨ في يافا وفي القدس ودير غسانة وفي جبل القلعة بعمان، وفي بلدة الصريح قرب إربد، وفي الأخيرة على سبيل المثال تواجدوا فيها منذ أوائل القرن التاسع عشر.
ولأن من بين أبناء هذه العائلة العديد العديد من الفنانين والمبدعين من سينمائيين وكتاب وشعراء وكتاب قصة قصيرة وكتاب رواية ونقاد في الأدب والفن، وباحثين متخصصين وأكاديميين،ورسامين تشكيليين ورسامي كاريكاتير وصحفيين وإعلاميين، وجميعهم حرصوا على المساهمة في توثيق ونشر ما يخص تراث العائلة وتاريخها وتاريخ بلدتهم التي تشكل نموذجاً من العائلات والبلدات الفلسطينية بشكل عام.
سيناريو الفيلم؟
اعتمد السيناريو على فكرة التواصل بين الأجيال عبر التكنولوجيا المعاصرة.
حيث يطرح فتيان ومراهقين في سن الدراسة متواجدين في بلدان الإغتراب البعيدة عبر الـ “سكايب” أسئلة يستفسرون فيها عن المعلومات المتعلقة بجذور عائلتهم وأماكن تواجدها وعن المعلومات المتعلقة بالجوانب التاريخية والجغرافية لبلدتهم “المزيرعة” ومن النواحي الاجتماعية والتعليمية والفولكلورية من أغاني ورثصات وملابس تراثية، وكذلك عن الحياة الاقتصادية في القرية وخصوصا المنتجات الزراعية والحرف الأخرى، فيقوم كبار السن بالإجابة عن تلك الأسئلة من خلال اللقاءات التي تم إجرائها معهم.
هذا وقد تجاوبت قد تجاوبت اللجنة الاجتماعية في ديوان آل الرمحي مع رغبات العديد من صبايا ونساء العائلة اللواتي بادرن إلى طرح نداء للراغبات بحضور فعاليتهم المقامة اليوم السبت في سينما الرينبو بعمان بارتداء الثوب الفلاحي الفلسطيني، وقد لاقت الفكرة «المبادرة» تجاوباً جماعياً من صبايا العائلة ونسائها والصديقات.
علماً بأن الفيلم من إخراج المبدع الشاب «أحمد عدنان الرمحي» الذي سبق له أن حقق العديد من الأفلام الوثائقية الفلسطينية والأردنية والعربية لعديد من الفضائيات والمؤسسات، كما سبق له المشاركة في العديد من مهرجانات السينما الوثائقية على المستويين العربي والدولي.
وفي لقاء مع المخرج «أحمد عدنان الرمحي» قال :
أطلق بن غروريون رئيس وزراء «إسرائيل»، عام 1948 شعار «الكبار يموتون والصغار ينسون»، وهو الشعار الذي أخذ قادة الاحتلال «الصهيوني» يكررونه، ايماناً منهم بأن القضية الفسطينية لا بد أن تنتهي مع مرور الزمان وتتلاشى برحيل الأجيال، لذا كان على العربي الفلسطيني أن يسعى لتحطيم ذلك الشعار تحت وطىء ذاكرة الأطفال الصغار، ووجب على الكبار ترسيخ فكرة التمسك بحق العودة والتحرير وزرع الايمان بتمسك الأجيال بديارهم وأراضيهم وحقوقهم العربية في فلسطين والتي لا تسقط بالتقادم والتي لا يملك أي انسانٍ الحق بالتنازل عنها.
يحاول الفيلم من خلال الـ 90 دقيقة أن يوثق للأجيال قصة «آل الرمحي» الذين نزحوا عن فلسطين أبان احتلال قريتهم المزيرعة في فلسطين عام 1948 ، نتيجة الهجوم الصهيوني الغادر الذي أدى إلى طرد أصحاب البلاد من أرضهم، ليصل بهم الأمر أن تشتتوا وتوزعوا في مختلف أصقاع الأرض بعد أن رُحِلُوا عنوةً من قريتهم معتقدين أنهم سيعودون بُعيد أيام ..
وحتى لا تضيع الحكاية كان لا بد من مبادرة توثق لتاريخ، فكانت فكرة انتاج فيلم وثائقي ، يحفظ الرواية وينقل القصة إلى الجيلين الثالث والرابع من العائلة، والذين لم يسمعوا الحكاية بالتواتر كمن سبقهم من أجيال، خاصة أن معظم من عاش في القرية قد رحل عنا.