عروبة الإخباري – قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبد الحفيظ داود ان رسالة عمان احتوت على قواسم مشتركة بين المسلمين لتكون الامة قوية قادرة على مواجهة كل التحديات، وهي تعبير حقيقي عن طبيعة ودور الدولة الاردنية التي تبذل جهودها في ازالة كل الشبهات والافكار والمواقف السيئة التي تنسب لهذا الدين.
واضاف اليوم الاحد، في افتتاح الدورة العلمية الثلاثين لشرح مضمون رسالة عمان، في قاعة المؤتمرات بمسجد الشهيد المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، بمشاركة واسعة من العلماء في مختلف الدول العربية والاسلامية ان الرسالة ركزت على القواسم المشتركة التي تجمع بين الاديان وبين بني البشر، وحفظ ضرورات الانسان.
وأضاف، نحن نؤمن أن الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق أنفعهم لعياله مشيرا الى ما جاء في القران من أن الله خلق الناس جميعا ليتعارفوا ويتعاونوا على ما فيه الخير للانسان.
وبين داود أن هذه الرسالة جاءت في ظروف صعبة لتؤكد ان هذا الدين واتباعه هم الذين يريدون الخير للانسان وإن كانت منهم جماعة مارست اعمالا لا تمس للاسلام بصلة فلا يعني أن هؤلاء يمثلون الاسلام .
وقال مفتي القوات المسلحة الدكتور يحيى البطوش إن هذه الدورة العلمية تأتي لشرح مضامين رسالة عمان التي انطلقت في ليلة القدر من مسجد الهاشميين في عمان عام 2004، أمام حشد كبير من علماء المسلمين من داخل الوطن وخارجه، مبينا أن هذه الرسالة حملت الى شعوب كثيرة ودول عديدة مترجمة الى سبع لغات حية تنمو بنقاء الفكر وجلاء البيان وأنها صوت حق ونداء استغاثة للمستضعفين الذين اكتووا بنار الغلو والتطرف والارهاب.
وأشار الى أن الاردن دعا علماء الامة الاسلامية إلى مؤتمر اسلامي كبير في تموز عام 2005، لاعداد مبادئ وأسس ومحاور الرسالة وتوظيفها فكرا وعملا لدحر العنف والرعب الذي يخطط له لخلط أوراق المسلمين وتدمير أوطانهم وتمزيق شعوبهم ونهب خيراتهم وحماية الكيان اليهودي الزائل.
ولفت إلى أن رسالة عمان اماطت اللثام عن حقيقة وصورة الاسلام فكانت استشرافا ورصدا مبكرا للتطرف ونداء للمفكرين، إن الغلو مرض يصيب الامة كما وقعت فيه الامم الأخرى يستدعي الوقاية والعلاج والكشف الحقيقي لاغراضه وتشخيصه قبل أن يستغله الكائدون لهذه الامة كما فعلوا في صدر الاسلام، فقتلوا الخلفاء وكفروا صحابة رسول الله وفرقوا الأمة وذهبت ريحها فكانت غنائم سائفه موفورة للحاقدين على العرب والمسلمين.
واوضح البطوش أن موجات الفتن التي تضرب الامة متولدة من الغلو والعصبية والطائفية والعنصرية والباطنية الحاقدة، داعيا العلماء إلى اغاثة امتهم بحكمة علمهم ودراية فقههم وسعة صدورهم فبهم ترفع الغمة عن الامة و تخرج المنحة من المحنة ويكفيهم شرفا أنهم يدعون الناس إلى الآخرة بعلمهم والاقتداء بهم.
وبين ان علينا واجب عظيم يتمثل بايجاد المرجعية الدينية النقية لارشاد الامة إلى سواء السبيل فقد اشتبهت الفتن على الاذكياء بمكر صانعيها ودهاء مخططها وبخاسة منفذيها ودناءة ادواتها ومخدراتها ورعونة مرتكبيها حتى حقق أعداء الاسلام أهدافهم بكل سهولة ويسر، داعيا العلماء الى الوسطية والاعتدال وفهم السؤال وفق الواقع والموازنة والمآل.