عروبة الإخباري – دشن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس “قناة السويس الجديدة” التي تعقد عليها الآمال لانعاش الاقتصاد المصري المتدهور بعرض جوي وبحري تقدمه على متن يخت “المحروسة” الملكي الذي شارك في افتتاح القناة قبل حوالي 150 عاما.
بدأت مراسم الاحتفال وسط اجراءات امنية كبيرة في الاسماعيلية (شمال شرق)، في وقت هدد الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية باعدام رهينة كرواتي اختطف غرب القاهرة لخطف الاضواء من حفل الافتتاح.
وحلقت طائرات عسكرية مقاتلة من انواع مختلفة فوق مجرى القناة في عرض جوي كبير فيما دخل السيسي في ملابسه العسكرية مجرى القناة على ظهر يخت” المحروسة”، المملوك سابقا للعائلة المالكة في مصر، وتبعته قطع بحرية عسكرية منها الفرقاطة فريم التي اشترتها مصر مؤخرا من فرنسا.
ودعي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضيف شرف على الحفل إلى جانب أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وقناة السويس التي افتتحت عام 1869 بعد اشغال استمرت عشر سنوات تربط بين البحرين الاحمر والمتوسط وهي من طرق الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية ولا سيما لنقل النفط، ومصدرا مهما للعملات الاجنبية بالنسبة للسلطات الساعية الى تحريك عجلة الاقتصاد الذي تدهور منذ ثورة 2011 التي اطاحت حسني مبارك.
ومشروع تطوير قناة السويس هو من المشاريع الكبرى للسيسي القائد السابق للجيش الذي عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي عام 2013 قبل ان ينتخب رئيسا بعد عام.
والهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم هو مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة وتتوقع هيئة قناة السويس ان يكون بوسع حوالى 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.
وستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين ما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 الى 11 ساعة.
وسيؤدي افتتاح القناة الجديدة الى زيادة ايرادات القناة السنوية من 5,3 مليارات دولار (حوالى 4,7 مليار يورو) متوقعة للعام 2015 الى 13,2 مليار دولار (11,7 مليار يورو) عام 2023.
والخميس، طغت الاجواء الاحتفالية على حفل افتتاح القناة الجديدة في كل من العاصمة القاهرة ومدينة الاسماعيلية التي انتشرت على مداخلها لافتات تقول “قناة السويس الجديدة.. هدية مصر للعالم” و اخرى تشيد ب”معجزة المصريين” مصحوبة بصور للسيسي بعضها في ملابسه العسكرية.
وشاركت في العرض الجوي طائرات الرافال الثلاث وطائرات الاف-16 الثماني التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا والولايات المتحدة.
وانتشرت قوات وسيارات من الجيش والشرطة في الطريق الرئيسي الرابط بين العاصمة والاسماعيلية، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس في موقع الاحتفال.
ونشرت مصر عشرة الاف شرطي عبر البلاد في وقت يواجه هذا البلد حملة غير مسبوقة من الهجمات الجهادية.
وقد هدد الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الاربعاء باعدام كرواتي يعمل لحساب مجموعة فرنسية وخطف في 22 تموز/يوليو في القاهرة، مؤكدا انه سينفذ تهديده في غضون 48 ساعة اذا لم تطلق الحكومة المصرية سراح “مسلمات” معتقلات.
افتتح السيسي في الخامس من اب/اغسطس 2014 اعمال حفر الفرع الجديد لقناة السويس وطلب انذاك ان تنتهي الاعمال خلال عام واحد.
وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل اعمال انشاء الفرع الجديد للقناة جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار.
وتضمن المشروع حفر قناة جديدة طولها 37 كلم وتعميق وتوسيع القناة الاساسية على طول 35 كلم.
وقناة السويس هي من الممرات التي تشهد اكبر حجم من الملاحة في العالم وفي 2007 شكلت حركة الملاحة عبرها 7,5% من حركة الملاحة التجارية العالمية بحسب مجلس الملاحة العالمي.
ويجري تدشين المجرى الجديد في وقت تسعى مصر لترسيخ مكانتها كلاعب لا يمكن تجاوزه على الساحة الاقليمية، فيما خفض حلفاؤها الغربيون نبرة انتقاداتهم بشأن حملة القمع التي تستهدف جميع مكونات المعارضة.
واسفرت حملة القمع منذ اطاحة مرسي عن سقوط اكثر من 1400 قتيل معظمهم من المتظاهرين الاسلاميين وادت الى توقيف عشرات الاف وقد حكم بالاعدام على المئات في محاكمات جماعية نددت بها الامم المتحدة.
وقال عمر عدلي الخبير في مركز كارنيغي للشرق الاوسط “ان النظام الجديد يخوض معركة سياسية من اجل ترسيخ شرعيته داخل البلاد انما كذلك خارجها”.
ومشروع “قناة السويس الجديدة” جزء من خطة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للاساطيل التجارية التي تعبر القناة.
ومن المتوقع ان يوفر هذا المشروع اكثر من مليون وظيفة خلال السنوات ال15 المقبلة.
وقال رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش “هناك تدفق من المستثمرين الراغبين في الاستثمار” في هذا المشروع.