عروبة الإخباري – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني مكانة العقبة في المملكة، وعلى أهمية مشاركة أبنائها وجهودهم في عملية التطوير والتحديث التي تشهدها المدينة.
وشدد جلالته، خلال لقائه الخميس وجهاء العقبة وممثلي الفعاليات الشعبية فيها، على أن الجنوب يعد مفتاحاً لتطوير الاقتصاد الوطني، ورغم التحديات التي تحيط بالأردن، إلا أن الوضع الاقتصادي، خصوصاً الفقر والبطالة، يبقى الأهم بالنسبة لكل الأردنيين.
وقال جلالته، في هذا الإطار، إن التركيز على العقبة سيساهم في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، معرباً عن تفاؤله بإستراتيجية منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي اطلع عليها جلالته أمس.
وأضاف جلالته “هناك برنامج لتطوير الاستثمارات في العقبة، والهدف بالنهاية هو التعامل مع مشكلتي الفقر والبطالة، وكيفية تحسين أوضاع أهل المدينة وخارجها، ونسعى لتطوير مشاريع مع محافظات الجنوب”.
ووجه جلالته المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لتنفيذ عدد من المشروعات التي تسهم في رفع سوية التعليم والتدريب المهني والنهوض بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنيين في العقبة.
وقال جلالته “إن العديد من المستثمرين في العالم يرغبون في الإستثمار في المملكة، وهذا يتطلب تحسين الإجراءات الحكومية في التعامل مع المستثمرين، إلى جانب تجاوز التحديات الموجودة في بيئة القطاع الخاص”.
وحث جلالته الاردنيين لمساعدة مجلس النواب والحكومة لتطوير اسلوب التعامل مع المستثمرين، “وإذا ما أردنا محاربة الفقر والبطالة وخلق فرص عمل، فيجب تسهيل وتبسيط الإجراءات الحكومية المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، لا أن يتم تعطيلها عند كل صغيرة وكبيرة”.
ولفت جلالته إلى تحسن الوضع الاقتصادي في المملكة بشكل كبير منذ نهاية العام الماضي وحتى افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت قبل ثلاثة أشهر، لكن أمامنا الكثير لانجازه في المستقبل.
وأشار جلالته إلى التعقيدات التي يقوم بها بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية امام المستثمرين الاجانب الذين يأتون بمشاريع تشغل الاردنيين، مبينا جلالته أن البعض يعرقل ويعارض بعض القوانين من أجل كسب الشعبية والظهور أمام الكاميرات، ما يصعب الامور في وجه القطاع الخاص والمستثمرين، وبالتالي تضيع الفرص والمواطن يدفع الثمن.
كما حث جلالته المسؤولين على الجرأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسهيل الاستثمارات وجذبها.
وأعاد جلالته التأكيد على ثقته الكبيرة والعالية بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي وبالأجهزة الأمنية، في الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، خصوصا الشمالية والشرقية منها.
واستغرب جلالته، خلال اللقاء، من سوء فهم تصريحات سابقة له حول ضرورة دعم العشائر في المناطق الحدودية مع سوريا والعراق، حيث اعتقد البعض بأن لدى الأردن طموحات في هذين البلدين، “وهذا ليس صحيحا، فالمملكة لديها علاقات تاريخية معهم، ومثلما وقفوا مع الأردن، فهو عليه واجب أن يقف معهم”.
وفيما يخص المشاريع الإصلاحية والتنموية، قال جلالته “نتحدث عن اللامركزية وقانون الاحزاب وسيكون هناك قريبا جدا قانون الانتخاب، وأنا مستغرب ربط البعض لموضوع دعم العشائر في سوريا والعراق بمشروع اللامركزية في الأردن، على أساس أن هناك طموحات أردنية في سوريا والعراق، وهو كلام لا وجود له”.
وأضاف جلالته، في هذا الصدد، “أعتقد أن هناك من هم غير مرتاحين من اللامركزية، ما يتطلب من الحكومة أن توضح للمواطنين فكرة المشروع، وان تبين بشكل أكبر ايجابياته وسلبياته”.
وقال جلالته “أنا مع الإصلاح السياسي، وملتزم بالاصلاح السياسي، وأن اللامركزية تعني أن تكون القدرة بإيديكم حتى تقرروا مستقبلكم، وهذا هدفي، وكيف نربط اللامركزية بقانوني البلديات والاحزاب ونطور قانون الانتخاب حتى يكون مناسبا للمستقبل”.
وقال جلالته “أن الهدف من اللامركزية، والذي طرح منذ عشر سنوات في إطار تطوير الإصلاح السياسي الذي بدأناه قبل الربيع العربي، هو إعطاء القوة لصوت المواطنين في المحافظات للمشاركة باتخاذ القرارات”.
وأشار جلالته إلى وجود هجوم معاكس على مشروع اللامركزية، قائلاً “إذا ما ربطنا اللامركزية مع قانون الأحزاب وقانون الانتخاب، وكان التركيز على تقوية صوت المواطن في المحافظات، فإن عدد النواب سيكون أقل”.
ودعا جلالته إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وقال “من الضروري أن نفكر بمصلحة الوطن، فالمصالح الشخصية هي جزء من المشكلة، فأردت أن أوضح الأمور وإذا ما حدث تشويش بهذا الخصوص، فأنا بطلب من الجميع باستمرار ان نفكر لمصلحة الوطن وليس لمصلحة الأشخاص”.
وحول علاقات الأردن مع الدول العربية، قال جلالته “علاقتنا مع الدول العربية الشقيقة ممتازة، لكن أسمع أن البعض يتحدث عن وجود مشكلة مع دول الخليج، وهذا الكلام غير صحيح، فنحن لديناعلاقة قوية متينة مع أخواننا هناك”.
وأضاف جلالته “فيما يتعلق بالأوضاع في سورية، نحن مع حل سياسي للأزمة، وبخصوص الاتفاق النووي مع ايران سيكون له تأثير على المنطقة، لكن بالنسبة إلينا لا أرى أنه سيكون له تأثير سلبي”.
وعبر جلالته عن رفض الأردن للاعتداءات الاسرائيلية في القدس، وقال “القدس بالنسبة لنا خط أحمر، وما حدث أخيرا هو أمر مرفوض بالنسبة لنا ولا نقبل به”، لافتاً إلى أن المملكة تجري اتصالاتها مع عدد من الدول الفاعلة في العالم واسرائيل بهذا الخصوص، لكن هناك جهات تحاول دوما اثارة الاشتبكات في القدس”.
وبين جلالته أن الاردن، وقبل عدة شهور، اتخذ مجموعة من الإجراءات مع الحكومة الاسرائيلية، حيث تم إعادة السفير الأردني في اسرائيل، بينما شهدت ليلة القدر في المسجد الأقصى مشاركة 350 الف مصل، بفضل الجهود الأردنية، وهو أمر لم يحدث منذ 60 عاما.