عروبة الإخباري – كشفت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء، عن قيام بلدية العاصمة طهران وبالتنسيق مع السلطات الأمنية، بتدمير مسجد تابع لأبناء الطائفة السنية في منطقة “بونك” شمال طهران.
ونقل موقع “سنة أون لاين” الفارسي، عن مصادر خاصة، قيام بلدية طهران ورجال الأمن بتخريب مسجد للسنة في العاصمة، فجرالأربعاء، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية داهمت منزل إمام المسجد الشيخ مولوي عبيد الله موسى زاده، وقامت بتفتيش منزله.
وكانت السلطات الأمنية الإيرانية أقدمت في فبراير الماضي على إغلاق مسجد “بونك”، ثم أعادت فتحه في مارس الماضي، لكن السلطات منعت السنة من أداء صلاة عيد الفطر لهذا العام.
ويعد مسجد “بونك” المسجد الوحيد لأبناء الطائفة السنية في العاصمة طهران، ولم يفلح الرئيس الإيراني حسن روحاني، رغم مرور سنتين في الحكم، بتحسين واقع الأقليات الدينية في إيران، حيث وعد بإنهاء حالة التمييز الديني ضد السنة في البلاد.
وقال زعيم أهل السنة في إيران الشيخ مولوي عبدالحميد إن: “روحاني لم يحقق الوعود التي قطعها على نفسه في إنهاء الاضطهاد الديني”، مشيراً إلى أن السنة في العاصمة طهران لم يحصلوا على ترخيص لبناء مسجد لهم، مؤكداً أن السلطات الأمنية تفرض إجراءات مشددة في إقامة صلاة العيد من كل عام.
وأضاف: “في ظروف يعج فيها العالم بالأفكار المتطرفة والتكفيرية والتفرقة والعنف والعالم الإسلامي بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى للهدوء وسعة الصدر، لم يكن يتوقع السنة في إيران هدم المصلى الوحيد لهم في طهران. وخطوة كهذه تفتح مجالا لأعداء الإسلام ودعاة العنف والتطرف كي يبثوا الفرقة بين المسلمين وينشروا روح اليأس بين أطياف السنة”.
وكان نائب رئيس الجمهورية الإيرانية علي يونسي، شدد في فبراير الماضي على ضرورة إنشاء مساجد تفتح أبوابها أمام جميع المذاهب، دون تمييز بين الشيعة والسنة، مبيناً أن السلطات الإيرانية ستتابع مشاكل السنة، بيد أنه دعا رجال الدين السنة إلى توخي الحذر إزاء تحويل تلك المشاكل إلى قضايا سياسية، أو إلى دعاية.
جدير بالذكر، أن الدستور الإيراني يقر الجعفرية الشيعية، مذهباً رسمياً في البلاد، ويبلغ سكان إيران 78.5 مليون نسمة، 85% منهم يتبعون المذهب الشيعي، و10% يتبعون المذهب السني.
وبالرغم من وجود نحو مليون مسلم سني، في طهران، إلا أن السلطات الإيرانية تحرمهم من فتح مساجد لهم، كما يقيم نحو 6 ملايين، و850 ألف إيراني سني، في محافظة “أذربيجان الغربية” على الحدود مع تركيا، وفي المنطقة الحدودية مع العراق، وفي محافظات: “سيستان”، و”بلوشستان”، على الحدود مع باكستان.
وأثار هدم مسجد السُّنة الوحيد في طهران أمس الأربعاء موجات من الاستياء العارم بين ملايين المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف الاحتجاجات داخل الأراضي الإيرانية على الإجراء الاستفزازي والعنصري.
ففي مدينة زاهدان، عاصمة بلوشستان إيران، وجَّه إمام جمعة السنة رسالة إلى “علي خامنئي “، معبراً عن الاحتجاج على هدم مصلَّى أهل السنة في طهران من قِبل بلدية العاصمة مدعومةً بقوى الأمن.
وعلى هاشتاق #إيران_تهدم_مسجد_السنة_الوحيد سطر المسلمون من دول عدة عبارات الاحتجاج والاستياء من الإجراء الذي أقدمت عليه السلطات الإيرانية من هدمها مساجد المسلمين رغم توفيرها معابد لليهود والنصارى! مبينين أن الإجراء العنصري والتمييز ضد السُّنة يعرّي الادعاءات الزائفة التي تدعي إيران من خلالها أنها دولة إسلامية.