السفير عبد الخالق يستعرض عمق العلاقات الأردنية المغربية

عروبة الإخباري – أكد سفير المملكة المغربية في عمّان لحسن عبد الخالق لدى المملكة الأردنية الهاشمية أن العلاقات المغربية الأردنية تميزت على مر التاريخ بالتواصل والتشاور المستمر على أعلى المستويات وبالتفهم المتبادل للقضايا الوطنية للبلدين.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر السفارة بمناسبة بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين أن الحرص على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين جعلها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية، ثم بالتطابق الكبير في وجهات النظر حول القضايا المطروحة في الساحتين العربية والإسلامية.

وقال عبد الخالق إن زيارة العمل الرسمية التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني للمغرب، من 10 إلى 12 آذارالماضي ،بدعوة من شقيقه الملك محمد السادس دلت على عمق الروابط التاريخية والمتينة التي تجمع بين المملكتين الشقيقتين وشكلت فرصة متجددة لإعطاء دفعة لهذه العلاقات .

لافتاً إلى أن هذه العلاقات الثنائية المغربية الأردنية تأطرت بأزيد من 60 اتفاقية وبروتوكول وبرنامج تنفيذي ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين، الذي يشمل مختلف الميادين الاقتصادية والتقنية والثقافية ،من بينها اتفاقية التبادل الطلابي و اتفاقية للتبادل الحر، واتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي .

وذكر أن الملكين وخلال اللقاء المشترك الذي جمعهما تطرقا في محادثاتهما إلى القضايا الأساسية التي تهم البلدين، وسبل تعزيز علاقاتهما والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التكاملية، في مختلف أبعادها. مشيرا إلى أنهما وجها حكومتي البلدين من أجل الشروع في إعداد برامج التعاون الثنائي، لإقرارها خلال الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة، المزمع عقدها في المغرب، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، في غضون السنة الجارية.

وقال عبد الخالق إن الملك عبد الله الثاني جدد في تلك الزيارة موقف الأردن الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشددا جلالته على أن المقترح المغربي للحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو الأساس لأي حل تفاوضي بين جميع الأطراف المعنية.
وأضاف أن الملك عبد الله الثاني أشاد بمسيرة الإصلاحات التي يقودها الملك محمد السادس و مكنت المغرب من تحقيق منجزات سياسية وتنموية كبرى.
كما أثنى جلالة الملك محمد السادس على المبادرات الإصلاحية التي يقوم بهاجلالة الملك عبد الله الثاني في مساعيه لتعزيز التقدم والازدهار للشعب الأردني وتعزيز مؤسساته السياسية، مجددا تضامن المغرب ودعمه التام للمملكة الأردنية الهاشمية.
تطابق وجهات نظر البلدين في القضايا العربية والإسلامية
و أضاف أن تطابق وجهات النظر البلدين يترسخ في الموضوعات المطروحة على الساحة العربية والإسلامية والدولية ومن ذلك تأكيد الأهمية القصوى التي يوليانها لتكثيف مساعي المجتمع الدولي، لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأشكاله، وفق مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية.
وقال إن قائدي البلدين يشددان على الدوام على أهمية العمل على تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم. كما يؤكدان وجوب العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وحث العلماء والمفكرين والمثقفين للنهوض بدورهم ومسؤولياتهم للخروج بخطاب ديني وإعلامي، فكري وتنويري، يستند إلى التعاليم الصحيحة للإسلام، وجوهره الحقيقي وسماحته، ويرسخ مبادئ الاعتدال والانفتاح والتسامح والحوار، باعتبار أن ذلك من أفضل السبل للتصدي لتشويه صورة الإسلام والدفاع عن مبادئه وقيمه الإنسانية النبيلة.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، قال عبد الخالق إن البلدان يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع قوله :” تأكيدا لما تحظى به مدينة القدس الشرقية من رعاية خاصة من لدن جلالة الملك محمد السادس وشقيقه جلالة الملك عبد الله الثاني، انطلاقا من رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني، فقد أعرب القائدان عن إدانة بلديهما لسياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وجميع ممارساتها غير القانونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير وضعها القانوني وطابعها الحضاري وتركيبتها الديمغرافية”. وأشار إلى أنهما “جددا عزمهما الراسخ على مواصلة الدفاع عن المدينة المقدسة و تنسيق تحركهما المشترك لحث المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل للقضية الفلسطينية وضمنها القدس الشريف”.

إصلاحات في مختلف القطاعات

وبين عبد الخالق أن الملك محمد السادس منذ توليه عرش أسلافه المنعمين جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومكنت مبادراته الإصلاحية من جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي.

ولفت إلى أن جلالته شكل دستور سنة 2011،الذي جاء بمبادرة من جلالة الملك ، كوثبة إصلاحية كبرى بتعزيز البناء الديموقراطي وترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات وتعزيز احترام حقوق الإنسان وتقوية سلطات البرلمان في التشريع ومراقبة العمل الحكومة والفصل بين السلطات، وتوطيد استقلال السلطة القضائية وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة والنهوض بأوضاع المرأة، مؤكدا أن المغرب أصبح بذلك مضرب المثل في أجندة الإصلاح المؤسساتي والسياسي في المنطقة العربية ونموذجا للحكمة وبعد النظر في كيفية التعامل مع متطلبات الربيع العربي.

وقال انه وفي إطار تعزيز التدبير اللامركزي لشؤون الدولة، تنخرط البلاد قريبا في تطبيق قانون الجهوية المتقدمة ،الذي سيمكن الجهات المغربية من صلاحيات واسعة في تدبير شؤونها.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال إن جلالة الملك بادر إلى إطلاق مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمغرب لجعله نقطة جاذبة للاستثمار وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي.

وحقق المغرب بفضل المبادرات الملكية تقدما كبيرا في البنيات الأساسية والتجهيزات الكبرى كالموانئ والمطارات والشبكة الطرقية وتطوير النقل السككي والنقل الحضري وتزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء.

كما حقق المغرب نتائج إيجابية بتنفيذ استراتيجيات قطاعية لتنمية الفلاحة والصناعة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والطاقات المتجددة. وفي هذا الشأن مكن مخطط المغرب الأخضر من إنشاء العديد من المشاريع الفلاحية وتطوير الإنتاج الزراعي والغذائي بشراكة بين القطاع العام والاستثمار المحلي والأجنبي وتحسين مصادر الدخل في البادية المغربية والسعي إلى الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لرفع الصادرات الفلاحية المغربية.

ونوه إلى أن الاستراتيجية الصناعية انصبت على جلب و تنمية مهن صناعية عالمية، من بينها صناعة الطائرات واستقطاب كبريات الشركات العالمية في صناعة السيارات، مثل شركة رونو نيسان وبوجو ستروين لتوطين صناعتها في المغرب . مشيرا إلى أهمية السياحة والصناعة التقليدية في تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني للمغرب بمقومات التنوع ورفد خزينة الدولة بمداخيل من العملة الصعبة.

المستشفى الميداني المغربي في مخيم الزعتري
وبخصوص الأزمة السورية، قال إن المغرب ينوه بالمجهود الكبير الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في استضافة اللاجئين السوريين، داعيا إلى تكثيف الدعم لها لمواصلة هذا الواجب الإنساني تجاه الأشقاء السوريين.
وقال إنه وتأكيدا لمتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، بادر المغرب بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس إلى إقامة المستشفى الميداني الطبي الجراحي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق،لدعم الجهود المحمودة للمملكة الأردنية الهاشمية في استقبال وإيواء اللاجئين السوريين ،ثم تأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق في الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأضاف أن المستشفى يكمل ثلاث سنوات على إنشائه في 10 آب المقبل، بإشراف 120 من الأطر الطبية وشبه الطبية و60 سريرا قابلة للزيادة،مما يتيح للمرضى من اللاجئين السوريين العلاج والاستشفاء في ظروف ملائمة.
وبين أن المستشفى قدم منذ إنشائه وإلى غاية 26 تموز الحالي 786828 خدمة طبية للاجئين السوريين وسلم لهم أدوية بالمجان وأشرف طاقمه على إجراء 3711 عملية جراحية كما أشرف على توليد 945 سيدة سورية،منهن 864 بعمليات قيصرية

Related posts

السفير الأذري يشيد بمستوى التطور الذي حققته مدينة عمّان

الفايز يلتقي السفير السعودي لدى المملكة

السفير خوري يقدم أوراق اعتماده لرئيس ألمانيا