عروبة الإخباري – أشار استطلاع لمخاطر البلدان السياسية والاقتصادية إلى أن الأردن يحرز تقدما على صعيد تخفيف المخاطر، بينما تبقى الدولة الأفضل أداءً والخيار الأكثر أماناً عربياً.
وجاءت نتائج الاستطلاع الذي يغطي فترة النصف الأول من العام في مجلة “يورو موني”، والتي صدرت في بداية تموز (يوليو) الحالي بناء على آراء 440 خبيرا مشاركا في الاستطلاع، والذين أشاروا إلى أن 80 دولة من أصل 186 دولة في العالم أصبحت تعاني مخاطر سياسية واقتصادية أكثر من ذي قبل في النصف الأول من العام 2015 الحالي.
وتناول الاستطلاع مخاطر منطقة اليورو وارتفاع المدفوعات في أثينا، وأزمة روسيا وأوكرانيا والملاذات الآمنة المحتملة.
وأتت اليونان في المركز الثاني بعد بوروندي كالأسوأ أداء بين جميع الدول المشتملة، وذلك بتراجعها بمقدار 2.5 نقطة التي دفعتها إلى تحقيق درجة 31.3 فقط من 100.
وعلى صعيد متصل، استندت هذه المعطيات إلى الخبير اليوناني المشارك بانايوتيس جافراس، الذي قال في وضع النشاط الاقتصاد اليوناني أنه “متوقف بشكل أو بآخر”. ومع ذلك، ما يزال المستثمرون الذين يبحثون عن بدائل أكثر أماناً يواجهون خيارات مقلقة.
المخاطر المرتفعة
بين الاستطلاع أن العديد من الأسواق الناشئة الكبرى على مستوى العالم قد أصبحت تتوسط مخاطر أكثر، ليس فقط بسبب انفجار مشكلة الدين اليوناني، وإنما بسبب تجدد الضغوطات السوقية في الصين مهددة بأزمة مالية محتملة.
ومن منطلق آخر، فقد طلب من المشاركين في استطلاع يورو موني أن يقيموا بانتظام 15 مؤشر، التي يتم إثر ذلك إضافتهم قيم إمكانية الحصول على رأس المال والتصنيفات الائتمانية ومؤشرات الدين من أجل الوصول إلى مقياس دقيق لقدر المخاطر، الذي يتبلور في 100 نقطة كلما حققت دولة قيمة أعلى فيها كلما كانت تتمتع بأمان اقتصادي بشكل خاص وسياسي بشكل عام أكبر.
التسلل عبر أوروبا
وجاء في الاستطلاع أن روسيا تضررت أيضاً وسط عقوبات الغرب وصدمة النفط السلبية، بالإضافة إلى المشاكل التي تواجهها عملتها والنفور من الإصلاحات الهيكلية، ما جعلها تتراجع في الترتيب العالمي.
وبين الاستطلاع ان أداء الكثير من الاقتصادات الصناعية البارزة، الأكثر انفتاحاً على القطاع المصرفي أو على الهشاشة المالية، مثل بلجيكا وفرنسا، تراجع هو أيضاً.
ويساءل الخبراء الآن مقدار أمان العملة السويسرية منذ قرار الفصل بين الفرانك واليورو، الذي اتخذ في وقت مبكر من العام.
وبشكل مشابه، وفق الاستطلاع، تراجعت النرويج، الدولة السيادية الأكثر أماناً في العالم، إلى مرتبة أخفض مع إجبار انخفاض أسعار النفط لها على تخفيض استثمارها البحري، فيما ارتفعت معدلات البطالة لديها ووصلت معدلات الدين الشخصي فيها إلى مستويات غير مستساغة.
وفي حالتها، فإن صندوق الثروة السيادية الضخم كاف لتحمل الصدمات الكبيرة. وهذا صحيح، فالنرويج إلى جانب السويد والكثير من العشرة الكبار –بمن فيهم أميركا وبريطانيا وألمانيا وهولندا- تعتبر ملاذات آمنة ذات دخل ثابت مقارنةً بالدول الأخرى حول العالم.
تذبذب عالمي
ووفق الاستطلاع، فإن الاخطار تتزايد لدى الكثير من الدول المنتجة للنفط، بما فيها بعض دول الخليج.
وما تزال الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا –العراق وليبيا وسورية واليمن- تعاني مخاطر ضخمة، ما يعود بالطبع إلى الصراعات الداخلية التي اندلعت مع انتشار تنظيم “داعش” الارهابي.
على الرغم مما سبق، يشير التقرير إلى أن هناك مجموعة من الدول التي تحسن أداءها على مقياس المخاطر، ومنها الأردن الذي استطاع إحراز التقدم بالرغم من توسطه حلقة من التوترات السياسية سادت أجواء الدول المجاورة له. وقد ترأست الرأس الأخضر الدول التي قدمت أداءً أفضل للنصف الأول من العام، مستفيدة من الاستقرار السياسي لديها وسياحتها التي تلقى رواجاً بين جموع السياح، لكنها لا تزال تعتبر خياراً خطراً.
وقد ارتفعت الشكوك السياسية لدى إسرائيل مع انتهاء الانتخابات. ووسط التوترات الجارية والأغلبية البرلمانية الضئيلة للائتلاف الحكومي، يعود النمو الاقتصادي القوي لدولة الاحتلال مع استغلال الغاز الطبيعي، لاسيما في قطاع غزة.
وعلى صعيد إيطاليا والبرتغال، فهي تحرز التقدم أيضاً مع تسبب الإصلاحات في ازدهار ملفاتها المالية الكلية.
أميركا اللاتينية توفر جيوبا متناقصة للأمان
ووف الاستطلاع، تؤول الولايات المتحدة إلى أن تصبح أكثر أماناً، أصبحت الدول التي تقع جنوب حدودها بشكل عام أكثر خطراً هذا العام، وذلك مع رفع أسعار النفط وغيره من السلع الأخرى من مخاطر المستثمرين.
وعلى هذا الأساس، أصبح تراجع الأرجنتين وفنزويلا على المدى الطويل أسطورياً في الوقت الراهن. وليس ذلك وحسب، فقد تراجع أداء البرازيل والتشيلي والمكسيك والبيرو وكوستاريكا وبوليفيا والإكوادور وغيرها كذلك.
وتراجعت كولومبيا أيضاً لكن بقدر ضئيل، ولكنها بشكل أو بآخر تستفيد من بيئة العمل الصلبة لديها وإحراز تقدم ملحوظ في التعامل مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
خيارات صعبة في القارة الأفريقية
ينقسم المقترضون الأفريقيون الذين يعانون المزيج الاعتيادي للمخاطر السياسية، وفي بعض الحالات الصراعات والاعتماد على المساعدات، بين خطوط مصدرة للنفط أو مستوردة له، بالإضافة إلى غيره من السلع التي يجرى استخراجها في المنطقة.
وأوضح التقرير، على صعيد القارة السوداء، أن أوضاع نيجيريا استقرت على الرغم من معاناتها لانخفاض أسعار النفط، ولكنها ما تزال تقبع في ترتيب منخفض.
وهناك 11 فقط من دول جنوب صحراء أفريقيا ممن انتهوا إلى معدلات خطر مرتفعة خلال النصف الأول من العام، وتقبع بينهم دولة جنوب أفريقيا التي ما تزال تعتبر طريقاً وعرة للمستثمرين في ضوء أنها تعاني ضعف النمو الاقتصادي ومعدلات بطالة ضخمة.
وعلاوة على ذلك، منطقة جنوب صحراء أفريقيا تشتهر بأنها أخطر من غيرها، في ضوء أن معظم مقترضيها قد حققوا درجات تقل عن 100 نقطة بشكل كبير.
(مستندة إلى مادة من صحيفة ذا جارديان)