نقابة الفنانين السوريين تفصل نجوماً لهم مواقف معارضة للنظام

عروبة الإخباري – طوت نقابة فناني سورية، أمس، قيد أكثر من 70 فناناً سورياً من مختلف التخصصات، بحجة تخلّفهم عن دفع الرسوم المترتبة عليهم للنقابة، على مدار الأشهر الستة الماضية، وذلك بناءً على أحكام القانون رقم /13/ لعام 1990، خصوصاً المادة /12/ منه.

جاءت القائمة مثيرة للجدل لأسباب عدة، أولاً لأنها ضمّت أسماء نجوم اضطرتهم ظروف الأعمال المشاركين فيها على البقاء خارج سورية، إذ تجري عمليات التصوير ما بين مصر والإمارت وبلدان أخرى، منذ أشهر، ومنهم: حاتم علي ـ سامر المصري ـ رامي حنّا ـ تيم حسن ـ باسل خياط ـ جومانة مراد.

ضمت القائمة، أيضاً، أسماء فنانين كانت لهم مواقف بارزة أو معارضة للنظام، نذكر منهم الموسيقي سميح شقير، مؤلف وملحن ومؤدي أغنية “يا حيف” الشهيرة، والتي كان لها أثر كبير في نفوس السوريين مع بداية الثورة، وأيضاً الفنانات: ريم علي، زينا حلاق، إيمان الجابر، والمخرجان ثائر موسى وبسام قطيفان، والموسيقي شفيع بدر الدين.

غير أن الأمر المثير للاستهجان كان ورود اسم الفنانة المعتقلة سمر كوكش، التي تقضي عقوبتها، اليوم، في سجن عدرا بتهمة الإرهاب، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن الطريقة التي يفكر فيها “الفنانون” القائمون على النقابة، إذ كيف يفترض بمعتقلة تقبع خلف القضبان، غير قادرة على العمل، وعلى إعالة حتى نفسها، أن تدفع للنقابة مستحقاتها؟ هذا إن لم ندخل في تفاصيل الظلم الذي تعرضت له سمر، التي اتُّهمت وسُجنت وحوكمت زوراً.

يترأس النقابة، اليوم، الممثل زهير رمضان، الذي سبق له أن لوّح بفصل العديد من زملائه، لمواقفهم السياسية المعارضة للنظام الحاكم في دمشق، حيث أصدر قراراً بعد فترة وجيزة من تسلّمه شؤون النقابة، بفصل فنانين سوريين لـ”تجاوزاتهم على الوطن ورموزه”، وذكرت تقارير إعلامية، وقتها، أن من بين المعنيين بذلك، الفنانين عبد الحكيم قطيفان ومي سكاف وجمال سليمان ومكسيم خليل ومازن الناطور وجلال الطويل والكاتب سامر رضوان.

غير أن رمضان ما لبث أن تراجع عن قراره وأوضح، في تصريح لموقع “البوسطة”، أن مسألة فصل الفنانين المعارضين قد طويت تماماً، وأن باب العودة مفتوح أمام الجميع ومن دون استثناء، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل مجدداً، لِمَ اختفت أسماء أولئك الفنانين المعارضين من القائمة هذه المرة؟ وخصوصاً أنهم لا يدفعون مستحقاتهم للنقابة بحكم انقطاع قنوات التواصل، ولجوء معظمهم إلى بلاد أخرى هرباً من بطش النظام؟ وهل يعني أن التراجع عن قرار فصلهم السابق لم يتم؟

غياب أسماء وحضور أخرى في قرار الفصل الأخير، يفتح الباب واسعاً لأسئلة كثيرة عن ماهية نقابة الفنانين ومسؤوليتها الأولى، وهي حماية أعضائها، وإذ هي تتحول، اليوم، إلى مجرد جابٍ للمال، بعد أن كانت كسائر النقابات المهنية التي تعمل تحت عين الاستبداد وبين يديه، الوجه اللطيف لفرع أمني يحصي أنفاس أعضائه بأناقة، ويلوّح بعصا التأديب، إن خرجوا عن الطاعة، يحضرنا تساؤل أخير: أين أسماء المختطفين من الفنانين والمغيّبين قسرياً في فروع النظام الأمنية منذ أكثر من عامين، من أمثال المسرحي زكي كورديللو، والكاتب عدنان الزراعي؟ هل هما مواظبان على دفع المستحقات من عالمهما المجهول عن أهلهما والأصدقاء؟ أم باتا في حكم المغيّبين قسرياً حتى في لوائح النقابة؟

Related posts

طهران لا “تسعى” للتصعيد… 37 بلدة بجنوب لبنان دمرتها إسرائيل

الانتخابات الأميركية… نهاية للحرب على غزة أم استمرار لها؟

(فيديو) الرئيس الأستوني: يجب حل العديد من الأمور قبل الاعتراف بفلسطين