علي البغلي/هشاشة أصولية!

يحاول معظم الأصوليين الإيحاء لنا بقوة شكيمتهم وبأسهم في السراء والضراء.. ولكن الأيام والأحداث تثبت العكس، فهم ذوو شخصيات ضعيفة مهزوزة هشة لا يتحملون أي كلمة نقد تقال بحقهم، مع أن أخطاءهم وهفواتهم وزلاتهم أكثر من أن تعد وتحصى.. والسبب في نظري أن هؤلاء قد تربوا وترعرعوا على ثقافة الرأي الواحد، والطاعة العمياء لمن سبقهم على الدرب نفسه، في عدم الإيمان بالرأي والرأي الآخر، أو الانتقاد من خارج الدائرة الأصولية! لذلك، رأينا ذوي الوجوه المتجهمة والجلابيب القصيرة هبوا هبة رجل واحد للهجوم على الفنان المتميز ناصر القصبي في عمله المتميز الذي فضح فيه ازدواجية هؤلاء الأصوليين في الحلقة الأولى من مسلسله «سيلفي» الذي جلبوا له ملايين المشاهدين بانتقادهم الدموي له، حيث تضاعف عدد مشاهدي حلقاته الأخيرة أضعافاً مضاعفة، بعد صدور فتاوى تافهة بقطع رأس الفنان القصبي والتعرض له وحتى لزوجته، وذلك دليل ساطع على فجور هؤلاء بالخصومة!
***
ما لفت نظري، وأتمنى ألا يكون قد فات الكثيرين أن هؤلاء «الفجار بخصومتهم» قد ربطوا أو خلطوا بين انتقاد ذواتهم شكلاً وتصرفاً وبين الإسلام؟! فهم بنظر أنفسهم – والعياذ بالله – هم الإسلام، والإسلام – لا سمح الله – هم؟! صنوان لا يفترقان، مع أن الإسلام الحقيقي روحاً ونهجاً وفلسفة منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟! ويظهر أنه وفق نظرية أن «إبليس يعرف ربه»، فقد نكص أحدهم على عقبيه عقب تحمير العين عليه، واعتذر عن فتوى نحر القصبي، ولكن «شعقبه» فقد سبق السيف العذل، فقد أطلق ذلك المفتري ومن لف لفه، لسعار أمثاله على الفنان المتميز، وعلى المحطة وعلى كاتب العمل الفني في فضاء تويتر الواسع.
****
ومن الجدير بالتنويه أن أحد المنتمين للأغلبية المبطلة من فئة هؤلاء وصف قناة MBC الفضائية «بقناة الفسق والفجور ومعاداة الإسلام»، فحمدت الله أن المذكور لا حيلة له ولا إرادة، وقابع في جحره منذ أيام البطولات الفارغة للأغلبية المبطلة، وقد بث ذلك التصريح، فكيف لو كان مشرعاً على رقابنا؟! أراهن أنه كان سيهدد وزير الإعلام بالاستجواب ما لم يمنع بث تلك القناة في الكويت؟! كيف؟ مو شغله!؟ فشغل ذلك الغر الجاهل هو المنع ومزيد من المنع كما رأينا من إبداعاته أو بلاويه النيابية لا فرق، أثناء نيابته عنا في فترة حالكة السواد من تاريخنا النيابي؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

• هامش:
يثبت هؤلاء الأصوليون يوماً بعد آخر أنهم خارج نطاق أي خلق جبلنا عليه ككويتيين، فها هي وثائق ويكيلكس الأخرى تثبت أن زعيم أحد الأحزاب الأصولية المتزمتة، التي اشتهر بعض منتسبيها مؤخراً بشراء الشهادات المضروبة، قد سلم سفير دولة أجنبية تقريراً مصوراً عن إحدى قنوات الفتنة والتطرف؟! فقلت بنفسي هذي آخرتها، أهل الكويت أصبحوا «مخبرين» للحكومات الأجنبية؟!

Related posts

سكوت ريتر: لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل؟ ولن أقف معها مرة أخرى

ماذا لو فاز ترمب … وماذا لو فازت هاريس؟* هاني المصري

الأمم المتحدة…لنظام عالمي جديد ؟* د فوزي علي السمهوري