عروبة الإخباري – قال منيب المصري، بأن الوضع الفلسطيني يمر الآن بأصعب أوقاته، وهناك سعي كبير إلى تقسيم المنطقة وشرذمتها على أساس طائفي وديني وعرقي، وأن أنظار العالم تتجه نحو هذا الأمر متناسين القضية الفلسطينية، وإسرائيل تستغل هذا لفرض أمر واقع في الأرض المحتلة، وللأسف فإن وضعنا الفلسطيني غاية في السوء ونحن شركاء في وصول هذا الوضع إلى ما وصل إليه، رغم عدالة هذه القضية التي تشكل أساس السلم والحرب في المنطقة والإقليم.
وأضاف بأن هناك الكثير من القضايا التي يجب أن تعالج كمقدمة لترتيب البيت الداخلي، والخلاص من الاحتلال ومن أهمها تحقيق المصالحة ودعم صمود القدس التي تتعرض لعملية تهويد ممنهجة لتفريغها من سكانها الأصليين، موضحا بأن إنهاء الانقسام سيعيد للمشروع الوطني الزخم المطلوب داخليا وخارجيا، وسيحافظ على الوحدة الجغرافية والسياسية للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، وهي مسؤولية جماعية تحتم على الكل الفلسطيني تنحية خلافاته وصهر تناقضاته، وإعادة الروح الجمعية بين مكونات العمل الوطني التحرري، والتأكيد على أهمية تفعيل المقاومة الشعبية السلمية، ودعم الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، كما دعا الأغلبية الصامتة إلى أخذ دورها وعدم الاستكانة والقبول بما يجري، حاثا إياها على أخذ زمام المبادرة لصناعة التغيير الايجابي في كل مفاعيل الحياة الفلسطينية، وفي ذات الوقت دعا المصري مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى تحمل مسؤولياتهم مشيرا إلى أهمية هذه القطاعات في صناعة التغيير.
وقال المصري، رئيس التجمع الوطني للشخصيات المستقلة، بأن الأنباء التي تتحدث عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين الأخوة في حركة حماس التي قال عنها بأنها جزء رئيسي من مكونات المجتمع الفلسطيني، وبين الاحتلال للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد تبقى في إطار الإشاعات والأخبار غير المؤكدة ما لم تقوم حركة حماس بنفيها أو تأكيدها، راجيا أن لا يكون هناك صحة لهذه الأخبار، التي إن صحت (لا سمح الله)، ستقضي على المشروع الوطني الفلسطيني، وتقفز عن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني من شهداء وجرحى وأسرى، وعلى وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، مستدركا بأننا لسنا ضد التهدئة ولكن هذا الموضوع بحاجة إلى إجماع فلسطيني وأن تتولاه منظمة التحرير الفلسطينية، ولا أن ينفرد به فصيلا سياسيا بعينة مهما كان تمثيله في الشارع.
ونبه المصري إلى ضرورة عدم الانجرار وراء الشائعات وبناء مواقف واتخاذ قرارات على أساسها لأن الاحتلال كان وسيبقى يعمل على ضرب الساحة الفلسطينية وزرع بذور التشكيك والفتنة فيها.
وقال المصري في تصريحاته بأن حساسية وصعوبة الوضع الحالي تحتم على الجميع الحفاظ على مستوى من التوافق من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي والسياسي لمواجهة التحديات والضغوطات التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف المصري بأن الجميع يعمل بما فيها القيادة الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام، وتهيئة الأجواء وتهدئتها لكي تتمكن لجنة فصائل منظمة التحرير إلى غزة، التي شكلها الرئيس، أن تنجز مهمتها في إنهاء الانقسام، مشيرا وبدون أي شك إلى أن جميع النقاط العالقة قابلة للحل، وأن ما ورد في اتفاق القاهرة عام 2011، وتفاهمات الدوحة عام 2012، وبيان الشاطئ عام 2014، يشكل قاعدة صلبة للمصالحة في الساحة الفلسطينية، وأن وفد فصائل منظمة التحرير أخذ على عاتقه تذليل كافة العقبات من اجل طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله، وفاء لروح الشهيد الرمز ياسر عرفات وكل أرواح شهداء القضية الفلسطينية.
وشدد المصري على أن جميع البنود الواردة في الوثائق الثلاثة السابقة قابلة للتنفيذ بما فيها التحضير للانتخابات البرلمانية وانتخابات المجلس الوطني حيث كان ذلك ممكنا، والانتخابات الرئاسية، وتفعيل لجنة منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك تفعيل عمل المجلس التشريعي وغيرها من البنود، وجميع هذه النقاط هي استحقاقات تؤسس لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وتجدد الشرعيات في الساحة الفلسطينية.
وقال المصري بأن التجمع الوطني للشخصيات المستقلة يدعم القيادة في مواصلة التوجه نحو المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، ويدعم أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك بها حركتي فتح وحماس وكافة مكونات المجتمع الفلسطيني، تكون قادرة على تنفيذ اتفاق القاهرة وما لحقه من تفاهمات في الدوحة وفي بيان الشاطئ.
وأكد المصري على أهمية دعم صمود القدس، وان صندوق ووقفية القدس يشكل أساسا مهما وبالشراكة التامة مع الآخرين للقيام بهذه المهمة، من خلال تسخير كل الإمكانيات لمواجه سياسات الاحتلال الهادفة إلى فرض أمر واقع لصالحها في المدينة، مؤكدا أن القدس وغزة والضفة الغربية هم أساس المشروع الوطني ولا يمكن فصل أي منهم عن مكونات الدولة الفلسطينية بحدود العام 1967.
وختم المصري بأنه رغم الصعوبات والمشاكل الداخلية التي تعيشها معظم البلدان العربية إلا أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى على سلم أولويات الإعلام الفلسطيني والعربي، والجامعة العربية داعيا أمينها العام الدكتور نبيل العربي إلى عقد اجتماع طارئ لكي يتحمل العرب مسؤولياتهم تجاه ما يحصل في القدس وفي الأرض المحتلة بشكل عام.