عروبة الإخباري – ارتسمت علامات الفرح والسرور على وجوه أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية، الذين زارهم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، اليوم الأربعاء، للاطمئنان عليهم وتفقد أحوالهم.
وبينما كان هؤلاء الأطفال، وعددهم 125 طفلا وطفلة، يتلقون الخدمات في أقسام المؤسسة، حرص جلالتاهما على الجلوس معهم والحديث اليهم، وتقديم الهدايا لهم، تكريسا لقيم التواصل والتراحم والتعاضد.
ولكل طفل من هؤلاء حكاية، فمنهم اليتيم، وبينهم ضحايا العنف والتفكك الأسري، ومنهم مجهولو النسب، حيث تُوفر لهم الرعاية الأسرية في بيوت وأقسام المؤسسة التي صممت لتكون مشابهة لأجواء العائلة الطبيعية.
وأثنى جلالة الملك وجلالة الملكة على الجهود التي يبذلها العاملون والعاملات في المؤسسة وعلى عطائهم وإخلاصهم في إداء واجبهم الإنساني، وأوعز جلالته بتأمين جميع متطلبات المؤسسة، وتزويدها بنظام الطاقة الشمسية لخفض كلف استهلاك الطاقة فيها، ودارسة إمكانية تطبيق النظام على باقي المؤسسات الإيوائية ودور الرعاية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية في المملكة، لتخفيف الأعباء المالية عنها.
وجال جلالتاهما في أقسام المؤسسة، ففي قسم الأطفال حديثي الولادة استمع جلالتاهما من المربيات والأمهات عن مستوى الرعاية المقدمة للأطفال، واطمأنا على أن الظروف التي يحظى بها هؤلاء الصغار تؤمن لهم حياة كريمة ضمن أجواء العطف والحنان الأسري.
وفي أحد بيوت المؤسسة، الذي يأوي 9 أطفال، تبادل جلالتاهما الحديث مع عدد منهم، حيث يعيشون معا في أسرة واحدة ترعاهم أم بديلة سعيا لتعويضهم عن حنان ورعاية الأهل، .
وأكدت مديرة المؤسسة، نزيهة الشطرات، أن هذه البيوت تشبه إلى حد كبير بيئة المنزل الأسري، حيث تتراوح الأعمار فيها بين عام إلى 12عاما، مشيرة خلال جولة جلالتيهما في أرجاء المؤسسة، إلى أن نحو 106 موظف وموظفة من مختلف أقسام المؤسسة يعملون بجهد موصول لتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية والأنشطة اللامنهجية، من خلال نظامي الأطفال حديثي الولادة والبيوت الأسرية.
وفي مشهد جسد العلاقة الأبوية بين القائد وأبناء وبنات أسرته، التف الأطفال حول جلالتيهما في قسم النشاطات اللامنهجية، واعربوا عن سعادتهم الكبيرة بالزيارة الملكية، خصوصا أن بعضهم لم يحظ بزيارة ذويهم منذ وقت.
وبينما كانت الطفلة زين “11 عاما” تمارس هوايتها في قسم الرسم، تحدثت بعفوية عن أحلامها وآمالها لجلالة الملك وجلالة الملكة، اللذين شاهدا رسومات الأطفال وبعض الأعمال والأشغال اليدوية التي تعلموها في المؤسسة.
فيما اعرب الطفل نصر “12 عاما” عن سعادته الغامرة بالزيارة الملكية، بعد أن عرض نماذج من الأعمال اليدوية التي انجزها إلى جانب العديد من الأطفال في المؤسسة.
وتأسست مؤسسة الحسين الاجتماعية عام 1953، بهدف تقديم الرعاية المتكاملة للأطفال من ذوي الظروف الاجتماعية الخاصة، وتوفير جو أسري مناسب لهم ضمن نظام البيوت الأسرية، وضمان تنشئتهم بشكل سوي لحين تحسن ظروفهم الاجتماعية تمهيدا لإعادتهم لأسرهم، وتمكينهم من التمتع بحقوقهم التي نصت عليها التشريعات.
ورافق جلالة الملك في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزيرة التنمية الاجتماعية، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية، ريم أبو حسان إن زيارة جلالة الملك وجلالة الملكة للمؤسسة، قد تركت أثرا طيبا في نفوس الأطفال، وهي تعطي دعما نفسيا كبيرا لهم، خصوصا أنهم بأمس الحاجة للرعاية والحنان، لافتة إلى أن الزيارة تعكس مدى الحرص الذي يوليه جلالة الملك وجلالة الملكة لهذه الشريحة من أبناء وبنات الوطن.
وقالت، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هذا الاهتمام الملكي يشكل أيضا حافزا كبيرا للعاملين والعاملات في مؤسسات الرعاية والإيواء التي تشرف عليه الوزارة للقيام بواجبهم بمزيد من العزم والإصرار والإخلاص.
وأشارت إلى أن توجيهات جلالة الملك بتوفير نظام الطاقة الشمسية للمؤسسة سيسهم في خفض كلف الكهرباء والمحروقات، والتي تجاوز 6 آلاف دينار شهريا، وسيتم استثمار المبالغ التي يتم توفيرها لتحسين الخدمات المقدمة في المؤسسة.