سلامة حماد.. انطباعات أولية لها دلالاتها

عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب حين أكتب عن الوزير سلامة حماد الذي يحمل حقيبة سيادية هي حقيبة الداخلية فانني اكتب بموضوعية عما عرفته عنه ومنه اثناء عمله وزيرا للداخلية قبل اكثر من عقد من الزمان كان في قمة عطائه. وهو إذ يعود الى الداخلية ليصب خبراته ويعيد ربط البراغي وشد الرحال مجددا الى اهداف واضحة فان الكتابة لابد ان تكون تكاملية لاتصيدية كما فعلت بعض المواقع الجاهزة التي انطلقت في خدمة من يزودها ببطارية البقاء او يضع فيها وقودها لتذهب بالاتجاه الذي يريده صاحب المصلحة في التمويل . فمن اللحظات الاولى هجمت بعض المواقع لتنال من الرجل قبل ان يسخن الكرسي في ضربات استباقية ظلت دائما تحصد الانجازات وتجيرها الى الفشل .. ولولا مفاجأة القرار الملكي بتعيين حماد وزيرا للداخلية قبل ان يكون اطلاق المواقع جاهزا لنالوا من الرجل الذي لا يهتم كثيرا بما تقوله تلك المواقع. فقد فوجئت بدخوله الداخلية وابطاله لضرباتها الاستباقية واصبحت حالتهم معه حالة من يحاول الاشتباك باسلحة مكشوفة لقصر المسافة . ومع ذلك حاول البعض ان يرمي ما بحوزته من ذخيرة لم تصب في الرجل مقتلا بل انها صلبت مواقفه 
لقد ادعت بعض المواقع ان مدير الدرك هو قريب وزير الداخلية وثبت ان ذلك ليس صحيحا فقد تاجروا في ذلك رغم ان القرابة في الكفاءة ليست عيبا ثم اعتذروا . وقالوا عن موقع الوزير في هيئة الطاقة حيث قالوا في ذلك مالم يقله مالك في الخمر في قضايا تهويمية لم تثبت . وبقيت الاساليب القديمة في اغتيال الشخصية والتي جربها ابو ماهر من قبل في اكثر من محطة ومن اكثر من مصدر وموقع وغيرها سواء جاءت من مراكز قوى لم ترد لرجل قوي ان يبقى انذاك فاسسوا لتهم واشاعات ولكن انجازات الرجل كانت اكبر من قدرة تلك الاطراف من النيل منهم ففي حين ذهب من هجموا او دفعوا للهجوم عليه الى النسيان عادت الشجرة التي زرعها الرجل وهي شجرة انجازه الى التوريق وطرح الثمر مرة اخرى ..
اعرفه لم يسع لموقعه ولم يحرص على المناصب اخيرا كثيرا ولكن المهمة الوطنية استدعته وحين فتح الملك كنانته وعجم عيدانها وجده فيها صلبا متجددا فجاء به الى الداخلية يحمل خبرته وتجربته وعلاقاته تدرج في الداخلية موظفا بسيطا واكمل فيها مسيرته الوظيفية حتى تولاها وزيرا لها .
اليوم من يكتبوا عنهم بالقطعة او بالاستئجار فانهم لن ينالوا منه او من قدراته وهم كمن يرشق الزجاج بالماء وهذا ما يزيده صلابة وشفافية . والرجل لا يدعي الكمال وانما يبادر الى نقد نفسه قبل ان ينقد رغم انه البدوي الحامل لملامح الصحراء وقسماتها والذين يخترقون القشرة سيجدون قدرته على اعراب الجملة الحضرية ومكوناتها بكل اريحية فهو البدوي والحضري والعماني والقادر على الحديث بالفرنسية وما دونها والمجرب للحوار مع اطراف دولية .. عايش اشد اللحظات قسوة حين تكاثرت مخيمات النزوح من العراق وامتدت فوق الارض الاردنية بعد حرب الخليج الثانية .. وعالج الاوضاع بحكمة ودراية وقدرة على استمالة المجتمع الدولي ليحمل عن الاردن الكثير ..
لم يكن مدعيا ولم يخشى التكوينات الجديدة والابتزازية او يعطيها اكبر من حجمها وحتى الانتخابات التي مهد لها وهندس اطاراتها لم يثبت عليه انه مسّ بتكوينها او حملها فوق ما تحتمل او لوى معطيات الواقع الذي قامت فيه ..
كانت ادارته منفتحة دون ميوعة وصلبة دون كسر او جفاء .. وهو لا يقبل ان تصغر الداخلية كتفها او تتكيف لترضي اطرافا مارست اشكالا من الابتزاز او الخروج على القانون 
وهو لا يقبل الضيم الذي اصاب من فقدوا جنسياتهم او ارقامهم الوطنية حين كانت تسحب منهم ويغطي الساحبون افعالهم بشعارات وطنية جرى بيعها على الناس وكانت نتائجها ما كانت ..
كظم غيظه وادرك ان الذين ارادوا الايقاع به قد استعملوا كل الاسلحة المحرمة وغير الشريفة وزجوا بها ضده وبعضهمم كان محسوبا على الوطنية بالمزايدة ..
حين غادر الوزارة لم يكن غاضبا ولكنه كان حزينا على وطنه لما آلت اليه افعال مراكز القوى ولما حاولت الاطراف التي وصلت الى مواقعها في الظلام ..
اليوم وهو يعود الى الداخلية فان المسائل بالنسبة اليه واضحة فهو يتمتع بثقة ملكية اولا وبخبرة ثانيا وبرغبة مخلصة في العمل ثالثا ليجسر الفجوة التي حصلت ويخرج من شروط اللعبة التي وضعها البعض لتتراكم فيها الاخطاء ..
لم يكن ابو ماهر اقليميا او متعصبا كما حاولت اطراف ان تقدمه ولم يكن شلليا كما حاولت اطراف اخرى .. ولم يكن له اجندات خاصة . بل كان موظف كبر مع الوظيفة وتعلم الكثير وحفظ درس الكفاءة والانتماء والولاء ومزج بينهم مزجا اعفاه من الادعاء والنفاق والخطابة الرخيصة ..
لم يهادن في الماضي لاي قوى مستهدفة تغيب القانون وابتزاز المؤسسات وهو لن يهادن الان لانه اكثر قدرة على عمل ذلك من اي وقت مضى يضع الان اهدافا اولوية يريد الوصول اليها .. تبدا من اعادة تجسير الفجوة التي حصلت ما بين الداخلية والمواطنين حين كان من تعاقبوا يزيدونها عمقا حين كانت الحقيبة السيادية تسدد للبعض من باب الاستمالة والترضية فكان العبث والاستهتار والشعبوية التي لم تخاطب الشعب وانما فئات محددة ..
انا ازعم انه سيعيد للداخلية هيبتها بالقانون وليس بالهراوة وسيعيد اليها القها بالانفتاح وتلبية حقوق المواطنين ومساعدتهم على الوصول الى حقوقهم بتذليل الصعاب ..
والبعد عن البيروقراطية .. فالمباني كبرت وتوسعت وازدانت والملفات الورقية تحولت الى الالكترون ولكن الاجراءات تعقدت اكثر والعمل اصبح اقل وابعد عن المبادرات الانسانية ومعالجة الخلل ..
كانت الداخلية التي نمت فيها وظيفة سلامة حماد بناية صغيرة هي موقع المحافظة الان ولكن فعاليتها كانت كبيرة والوصول اليها سهلا بالمعنى المضموني فلما كبرت في مبانيها وتغلب عليها من لا يدركوا واجبات الداخلية ودورها قامت الضجة واصبح هناك من اراد ممارسة السلطة بدل خدمة المواطنين وتكونت صورة للداخلية استبدلت الصلابة المهنية بالقسوة الاجرائية ..
اراهن ان يعود للداخلية دورها والقها وقدرتها فالرجل وان تقدمت به السن لكنه مازال ينحاز الى الشباب ويرى ضرورة تجديد الدماء وتمكينهم وهو في هذا لا يجامل ولا يتخذ قرارات متسرعة ..
مازال سلامة حماد الذي واصل في مواقع اخرى بعيدة عن الاضاءة ولم يتوقف .. مازال قادرا على العطاء ومازال يرغب بالتنسيق مع كل الجهات الحكومية ومازال لديه رؤية واضحة في هذا المجال . فابو ماهر ” يموّن ” حين كان الاخرون يستعرضون وهو لا يرغب في اضاءة تحرق ولكن يريد اضاءة اعلامية مبصرة لا يستعرض تحتها لغته وانما انجازات وزارته وفضل الفريق الذي يعمل معه ..
منذ جاء قبل اسابيع جرى فتح ملفات علاها الغبار وذهب الى اطراف في الجغرافيا الاردنية ظل الوصول اليها صعبا او يثير احتجاجات وصخب . لم يرد ان تصاحبه الكاميرا لكن اراد ان يصاحبه من يستطيع التنفيذ ويقصر مهل الانتظار ..
استقبلوه في الجنوب كابن الجنوب وفي الوسط والشمال والقرى والارياف والمدن وغدا في المخيمات كابن هذه الجغرافيا ولم تعزله ملامحه عن كل الناس حتى في قصبة المدينة ..
تعرفت عليه اكثر في الدفاع عن تراث ام الرصاص فهو رئيس لجنة حماية تراثها وكذلك في الداخلية حين كانت تضع القرارات وتتحمل المسؤولية وتقبل النقد وليس الضغط لمراكز قوى 
الرجل بحاجة الى قليل من الوقت ليطرح ثمرة العمل الجديدة ورغم المواجهة الاستباقية من البعض منذ اللحظة الاولى . الا ان شعاره بقي ” يا جبل ما يهزك ريح “..
لديه قدرة على ممارسة الهدوء واختزان الغضب والتروي في اتخاذ القرار والصلابة في انفاذه . لا يخدم اجندة خاصة والاوامر الملكية لا يجوز تبريدها او تخزينها او تبرير عدم انفاذها او الالتفاف عليها ..
يعرف اوضاع الناس ومعاناتهم فهو منهم تماما وقد ظل ينتمي الى شرائحهم وفي تماس معهم 
واذا كنا نسلفه هذا الكلام لثقتنا به ومعرفتنا بعمله فان هذا لن يمنعنا من نقده ان اخطأ ومن الاشارة لاي تقصير يمكن ان يقع .. ويبقى الحكم على ما يتراكم من عمل فهو لا يشتري الصداحات ولايريد الندابات ويعرف جملة النفاق من جملة النصيحة فقد اكسبته البداوة فراسة اضاعها البعض او استبدلها بالانترنت والمعلومات المجمعة من مصادر غير موثوقة..
اتمنى للوزير ان ينجح فهذه الوزارة مدماك اساس وصلب في البناء الاردني منذ ان كانت تحمل اسم ناظر الداخلية والى ان اصبحت وزارة بحقيبة ليس من السهل حملها الا لمتمرس عرف العباد والبلاد وعرف كيف تحرث الارض وكيف يكشف عن اسرارها لتخصب وتثمر 
باجتيازه المائة يوم سوف يصبح للداخلية الدور الاكبر في انفاذ القانون وحماية الدستور واعادة تصليب المواقف والادوات التنفيذية ..
تحدي التحديث والمدنية والمعرفة والالكترونية يواجه الداخلية والذين يعتقدون ان حماد لا ياخذ بذلك او لا يسعى لذلك هم واهمون ومتاثرون ” بالبروبغاندا ” ..

Related posts

الذكاء الاصطناعي والاتصالات: أهلاً بالسرعات الاستثنائية، وداعاً للمشاكل التقنية!

البنك العربي الراعي البلاتيني للجمعية العامة السابعة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي

الكشف عن أسماء الفائزين بجوائز ديليفرو الإمارات لأفضل المطاعم لعام 2024