منتدون يستعرضون خيارات المشروع النهضوي العربي

عروبة الإخباري – ضمن برنامج ملتقى الثلاثاء الفكري، الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الأردنية، بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت يوم أمس الأول، حوارية مفتوحة بعنوان» ما العمل ؟» بهدف استعراض خيارات المشروع النهضوي العربي، بإدارة د. هشام غصيب، وبحضور جمهور غفير من المفكرين والأكاديميين، الذين أجروا عملية عصف ذهني وتبادل الأفكار حول هذا المشروع.

د. غصيب كان استهل الندوة بمقدمة شخص خلالها حالة الوطن العربي والأمة العربية بعيدا عن الدولة القطرية، وقال فيها: إن ما يحدث تخطى حتى عالم الخيال والكوابيس بدرجات، فالصورة قاتمة جدا، والمعاناة خير مرشد في هذه الحالة، فثمة إخفاق على الصعيد السياسي والدولة السياسية، لأننا عجزنا عن بناء دولة المؤسسات الموضوعية التي ترعى الحقوق والواجبات، وما زلنا في مرحلة ما قبل الحداثوية، وعلى الصعيد الاقتصادي ثمة إخفاق مريع تحطمت فيه الزراعة، وتوقفت انتاجيتها، كما أنه لا يوجد ولا قطر مـُصنـّع، ولم نفلح في بناء قاعدة علمية تكنولوجية، كما أننا لم نفلح في بلورة الهوية التقدمية الحداثوية، فانكفأنا في الهويات القاتلة، وفي الثقافة لم نفلح في رد الاعتبار للعقل بشكله العلمي الحديث، العقل مغيب عن ثقافتنا وعن الوعي العام، والعقلانية تكاد تكون شبه معدومة، والوعي السائد هو الذي لا يري الطبيعة ولا التاريخ ولا المجتمع ويعيش هزيلا مكبلا بعيدا عن الحاضر والماضي، ولذلك صارت الإرادة الجمعية مسلوبة، ومعظم الوطن العربي شبه محتل، والاحتلال يتعمق يوميا، والموارد العربية وخاصة النفط منهوبة، ونعيش التبعية في أوضح صورها، والآن الرجعية هي المسيطرة، والانهيار مستمر، والبديل الذي يظهر أسوأ من الدولة الفاشلة، لأنه يتمثل في قوى تفكيكية ظلامية، بل حالكة الظلمة، تريد إحداث المزيد من التفكيك للوطن العربي، وإقامة إمارات ظلامية متخلفة على أنقاض الأقطار العربية المتماسكة، وقال د.غصيب:أمام هذه الصورة القاتمة، وأمام هذا الوضع المريع، نسأل ما العمل؟، إذ لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي، ولا بد من مجابهة الواقع، والبحث في كيفية وقف التردي في كل الأقطار العربية.

وبعد ثلاث ساعات من الحوار الذي شارك فيه ثلاثون مفكرا وباحثا، برزت الآراء التالية، التي تجيب عن سؤال ما العمل، ومنها: استحداث برنامج فكري تنويري، وتوظيف التاريخ في مشروع الحداثة، والتصالح مع الذات الواعية، والبدء بترتيب الأولويات، وإعادة توجيه المسار، ومأسسة العمل الفكري، والإصلاح، وحماية الوطن العربي إعلاميا، وإعادة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة بعيدا عن دول الاستبداد السياسي والمافيات، والمحافظة على الدولة القومية بدل القطرية، أو التكفيرية، ومواجهة المخطط الإمبريالي، وكذلك القوى التي تعمل على تقسيم الوطن العربي ومؤسساته، ومحاربة البنى العميقة التي لا تستخدم العقل أو العلم، تفعيل دور الشعب في المحافظات إلى جانب العواصم، وتفعيل دور النخب والقوى الحيـّة المؤهلة والحيلولة دون تفتيتها أو انحيازها إلى جانب الظلاميين، وإحداث تلاقح فكري بينها، والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، ولا سيما الصين والهند، عدا عن التجربة الأوروبية.

كما أكد المنتدون أهمية البناء على النماذج الإيجابية في الحضارات العالمية، واستلهام حركات التحرر العالمية وعدم تقليدها، والتخلص من التبعية الإمبريالية والاستفادة من النخب الشعبية، واحداث نضوج في العقل الجمعي العربي، وإحداث مرحلة تنويرية تعبوية في الشارع العربي، والتوقف عن جلد الذات، وتقبـّل النقد والمراجعة، وتجاوز الوضع القائم وحالة اللاحسم، والخروج من حالة اليأس والقنوط، وإحداث تغيير في القوى المتخلفة والعصية على التغيير، ووقف التباكي على الماضي، ومحاربة الإقليمية والطائفية والاشتغال على الوحدة العربية، والمستقبل العربي، ووضع سيناريوهات تضمن نجاح شعار وتجربة العمل القومي العربي، وتحديد الأعداء والأصدقاء، ومواجهة الفكر التكفيري، واستنهاض الهمم والمبادرات، وقبول الآخر، وإحداث تعدد وتنوّع في إطار الوحدة، وإقامة ربيع يساري ثوري من داخل الإحزاب العربية، وإصلاح التعليم والتثقيف وإحداث تغيير تنويري في المناهج، تعزيز دور الإعلام، والتحول من مجتمعات استهلاكية تابعة مستوردة مستلبة، وتحرير الثروات، والتخلص من التبعية والهلامية.

Related posts

صدور كتاب الأردن وحرب السويس 1956 للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي

وزير الثقافة يفتتح المعرض التشكيلي “لوحة ترسم فرحة” دعما لأطفال غزة

العراقي للثقافة والفنون يستضيف العين محمد داوودية