عروبة الإخباري – نظم المعهد البريطاني في عمان بمناسبة الذكرى26 على رحيل مؤسسته باحثة الاثار كريستال بينيت محاضرة بعنوان “رحلة الحج إلى مكة سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال: درب الحج في الأردن” مساء الاول من امس في مركز الحسين الثقافي.
وقال سمو الامير الحسن بن طلال الذي رعى المناسبة في كلمة القاها بحضور سمو الاميرة عالية بنت الحسين وسمو الاميرة سمية بنت الحسن وامين عمان الكبرى عقل بلتاجي والسفير البريطاني في عمان إدوارد اوكدن، إن كرستال هي من أطلقت المحاضرات في المعهد البريطاني للأثار والتاريخ القديم، والتي أصبحت لاحقاً سلسلة منتظمة ومعتمدة، مبينا سموه ان هذا الامر دفع الهيئات الاخرى مثل المركز الأميركي للأبحاث الشرقية والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى بأن يحذوا حذوها بتنظيم مثل هذه المحاضرات.
وأشار سموه الى ان علماء آثار أردنيين من الجامعة الأردنية ودائرة الآثار العامة واظبوا على حضور هذه المحاضرات.
ولفت سموه إلى ان كريستال حفزت توجيه الموظفين والطلاب الاردنيين وارشادهم، الأمر الذي ساعد زملائها على للالتقاء بهم والعمل معهم كفريق واحد.
وقال سموه “أصبح المعهد البريطاني في تلك السنوات المبكرة، مركزاً لمعظم علماء الآثار الأجانب، وكان الفضل كله يعود لـ كريستال التي اوجدت منزلاً مفتوحاً وكانت مضيفاً كريماً”.
واعرب سمو الأمير الحسن عن تقديره لجهود دائرة الآثار الاردنية، مشيرا سموه الى افتتاح متحف الأردن خلال العام الماضي، ليعرض تاريخ الاردن وارثه الثقافي، ما يساهم في خلق فهم أعمق لشعوب منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الغنية بتنوعها.
وبدورها اكدت الباحثة الفرنسية الدكتور كلودين دوفان في محاضرتها أن تحديد مسار درب الحج الشامي في الاراضي الاردنية إعتمد على عوامل الطبيعة والانسان والامن.
وبينت دوفان أن درب الحج والذي إتكأ على رحلة قوافل التجارة في التاريخ القديم، شهد ثلاثة تحولات في مساره، الاول كان منذ الفتح الاسلامي الى عهد المماليك في القرون الوسطى، والثاني في العهد العثماني في القرن السادس عشر ميلادي الى بداية القرن العشرين فيما جاء المسار الثالث عبر الخط الحديدي الحجازي عام 1910.
واوضحت أن عناصر عديدة تحكمت بتغيير مسار درب الحج ومنها نوعية التربة والتضاريس والمنحدرات وتوفر مصادر المياه والتجمعات السكانية ومدى الرؤية والامن والمناخ.
وبينت أن نتائج التحاليل المكاني في استراتيجية إنشاء طريق الحج في الأردن أشارت إلى أن درب الحج الشامي في العصور الوسطى كان يعتمد على مسار قديم متبع تاريخيا، في حين المسار الذي استحدث في العهد العثماني كان لاسباب امنية وسياسية بغية تشديد قبضة السلطان العثماني على الولايات الشرقية من الامبراطورية من خلال تعزيز تواجد الحصون التي تواكب المسار وفيما بعد لتعزيز منظومة الدفاع عن سواحل البحر الاحمر من هجمات البرتغاليين.