عروبة الإخباري – بدأت القوات العراقية و”الحشد الشعبي” المؤلف من فصائل شيعية أمس الثلاثاء عملية تهدف لمحاصرة الرمادي، غرب البلاد، لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش فيما تحاول واشنطن تهدئة التوتر مع بغداد بعدما انتقدت اداء جيشها.
وتأتي العملية التي اطلق عليها اسم “لبيك يا حسين” غداة تصريحات للبيت الابيض حاول فيها تخفيف التوتر مع بغداد الذي خلفته انتقادات وزير الدفاع اشتون كارتر للجيش العراقي على خلفية معركة الرمادي.
واكد المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي احمد الاسدي الثلاثاء ان العملية هي تحضير لتحرير الانبار، بعد عشرة ايام من اعلان الجهاديين سيطرتهم على الرمادي، مركز محافظة الانبار اكبر المحافظات العراقية.
وقال الاسدي لوكالة فرانس برس “انطلقت عملية +لبيك يا حسين+ في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، والتي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية”.
واشار الاسديس الى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب واغلب فصائل الحشد الشعبي في عملية “لبيك يا حسين”.
واضاف الادي وهو نائب عن حزب الدعوة، ان “الجزيرة التي تربط بين صلاح الدين والانبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف الى تطويق محافظة الانبار لتحريرها بالكامل”.
وتشترك محافظة الانبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي اعلن تحريرها رسميا نهاية آذار(مارس) ، من سيطرة الدولة الاسلامية، باسثتناء الاجزاء الشمالية وتتمثل باجزاء من بيجي وقضاء الشرقاط.
وعن بدء عمليات تحرير الانبار، قال الاسدي “بعد اكتمال عملية +لبيك ياحسين+ ستبدأ عملية تحرير الانبار” متوقعا انطلاقها في غضون ايام.
وشدد المتحدث قائلا ان “انتصاراتنا ستكون سريعة لان استعداداتنا قوية”.
وتحدثت مصادر في الحشد الشعبي عن ارسال اربعة الاف مقاتل الى مناطق شمال الرمادي من مقاتلي العشائر السنية
في غضون ذلك، تمكنت قوات عراقية في مواقع اخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي.
وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش متواجد في الانبار ان “قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول الى منطقة الطاش” الواقعة الى الجنوب من الرمادي.
كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقا للمصدر.
وبذلك تعد الرمادي تحت حصار محكم، باسثناء الجانب الشمالي الذي يتصل في محافظة صلاح الدين ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والاميركيون ترددوا قبل ذلك في نشر قوات الحشد الشعبي في محافظة الانبار، ذات الغالبية السنية.
وصمدت القوات العراقية ومقاتلو العشائر في الانبار امام هجمات الجهاديين على مدى نحو عام، قبل ان تسقط تدريجيا مع بداية الشهر الحالي امام هجمات متلاحقة ادت الى انسحاب القوات الحكومية.
وتسيطر الدولة الاسلامية على اغلب مناطق محافظة الانبار التي تشترك بحدود مع سورية والأردن والسعودية.
من جهتها تسيطر القوات الحكومية على مناطق محددة في محافظة الانبار، بينها مناطق تقع الى الشرق من الرمادي وحديثة وقاعدة الاسد العسكرية حيث يتواجد المستشارون العسكريون الاميركيون.
ومن المرجح قيام الجهاديين بفرض مواقع دفاعية في منطقة الرمادي، خصوصا من خلال زرع العبوات الناسفة التي تعد سلاحهم الرئيسي.
من جانب اخر، سعت الادارة الأميركية الاثنين الى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الأميركي الذي قال الاحد ان الجيش العراقي لم “يبد ارادة للقتال” في الرمادي.
وقال البيت الابيض ان بايدن اتصل هاتفيا برئيس الوزراء العراقي، مضيفا انه “اقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الاشهر الـ18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق”.
من جانبها، وجهت إيران انتقادا شديدا لوزير الدفاع الأميركي على لسان الجنرال قاسم سليماني قائد فليق القدس في الحرس الثوري الايراني والذي قال ان الولايات المتحدة “لم تفعل شيئا” لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم “الدولة الاسلامية” في الرمادي.
يذكر ان التحالف الدولي بقياد واشنطن، نفذ ثلاثة الاف ضربة جوية ضد الجهاديين خلال الاشهر العشر الماضية.
وادى تقدم الجهاديين في منطقة الرمادي الى نزوح ما لا يقل عن 55 الف شخص عن منازلهم ، وفقا للامم المتحدة.
ومنعت السلطات الحكومية عددا كبيرا من هؤلاء بشكل مؤقت من الوصول الى مناطق اخرى في البلاد خوفا من تسلل مسلحين بين المدنيين الى مناطق امنة.
واعتبر بعد السياسيين السنة ونشطاء ان الاجراء تمييز ضد الاقلية السنية في البلاد، فيما اعتبرت منظمة الانقاذ الدولي انه يرغم البعض على العودة لمناطق الصراعات.
وقال مارك شنيلبيشر المسؤول الاقليمي للمنظمة، ان “الاف الاشخاص فروا من الرمادي عالقون عند حواجز تفتيش” مضيفا “بالنسبة للبعض، اصبح الوضع ميؤوسا منه بحيث عادوا الى مناطق الصراع في الرمادي”.